مارك توين هو كاتب أمريكي ساخر و رجل أعمال و ناشر و محاضر وصفه البعض بإعتباره أبو الأدب الأمريكي و أعظم كاتب فكاهي ظهر في الولايات المتحدة إسمه الحقيقي صامويل لانجورن كليمنس و ولد في ولاية ميسوري عام 1835 و في بداية حياته المهنية عمل في مجال الطباعة و بدء بكتابة مقالات في صحيفة شقيقه الأكبر أوريون كليمنس ثم تحول إلي عالم الصحافة و حقق نجاحه ككاتب لأول مرة من خلال القصة الفكاهية لضفدع القافز الشهير في مقاطعة كالافيراس التي نُشرت عام 1865 و جلبت له الإهتمام الدولي و مع إزدياد شهرته برواياته مغامرات توم سوير أصبح مطلوبًا لدي الكثير من الصحف و نال ذكاءه و سخريته سواء في الكتابة أو الكلام الثناء من النقاد و الأقران و نظرا لشهرته كان صديقًا للرؤساء و الفنانين و الصناعيين و الملوك الأوروبيين و على الرغم من أنه تحدث في البداية لصالح المصالح الأمريكية في جزر هاواي إلا أنه عكس موقفه لاحقًا و أصبح نائبًا لرئيس الرابطة الأمريكية المناهضة للإمبريالية كما عارض بشدة الحرب الفلبينية الأمريكية و الإستعمار و خلال حياته حصل علي قدر كبير من المال عبر كتاباته و محاضراته لكنه و لسوء حظه قام بإستثمارها في مشاريع خاسرة و هو ما دفعه للتقدم بطلب لإشهار إفلاسه في أعقاب هذه النكسات المالية لكنه تغلب مع مرور الوقت على مشاكله المالية و تمكن من تسديد جميع ديونه قبل وفاته عام 1910 و دائما ما أقترنت بالكاتب مارك توين معلومة فريدة من نوعها تفيد بأنه ولد و مات في الأيام التي مر فيها مذنب هالي بالقرب من كوكب الأرض و هو ما جعل البعض يشكك فيها مؤخرا نظرا لندرة ذلك الحدث و مدي إرتباطه بأحد الأشخاص .
التقييم
الأدلة علي ميلاد و وفاة الكاتب مارك توين أثناء مرور المذنب هالي
كانت وفاة الكاتب الأمريكي ” مارك توين ” التي أُطلق عليها إسم “النهاية الغريبة و لكن المثالية” لها نفس السرد في بعض رواياته الكلاسيكية نتيجة ما قيل حول تزامن ولادته و وفاته مع مرور المذنب الدوري ” هالي ” و بالبحث تم التأكد من حدوث حضيض شمسي للمذنب هالي و هي أقرب نقطة له من الشمس في عامي 1835 و 1910 و هما عامي ميلاد ” مارك توين ” و وفاته لكن المذنب لم يكن في أقرب نقطة له من الأرض في الأيام التي ولد فيها و مات حيث تشير الوثائق التي نشرها مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا إلي أن المذنب كان بالحضيض الشمسي في 16 نوفمبر عام 1835 أما الحضيض التالي فكان في 20 أبريل عام 1910 أي قبل يوم واحد من وفاته .
و نظرًا لأن المذنبات تخضع لقوانين الفيزياء فقد يستغرق الأمر أيامًا أو أسابيع أو حتى أوقات أطول حتى تتمكن من المرور عبر الأرض و تشير التقارير الإخبارية عام 1910 إلى أن مذنب هالي كان أكثر وضوحًا في ” الولايات المتحدة ” في الفترة ما بين 18 إلي 20 مايو و كون ” هالي ” كان مرئيًا للغاية خلال هذا الإطار الزمني فهذا معناه إلي أن المذنب كان في أقرب نقطة له إلي الأرض و هذا معناه أنه كان بعد شهر تقريبًا من وفاة ” مارك توين ” كما كتبت مكتبة الكونجرس أن تنبؤات الصحف في تلك الفترة حول تأثير مذنب هالي أدت إلى خوف عام و هستيريا جماعية إجتاحت البلاد لأنه قبل وصول المذنب قال بعض العلماء إن غاز السيانوجين الموجود في ذيله يمكن أن ينهي كل أشكال الحياة على الأرض و هو ما أثار القلق العام بشأن “نهاية العالم”.
و كان من الواضح حينها أن الحديث عن إقتراب مذنب هالي قد أثار إعجاب ” مارك توين ” حيث يُنسب إلى المؤلف قوله قبل وقت قصير من وفاته :
جئت بمذنب هالي في عام 1835 و سيأتي مرة أخرى في العام المقبل و أتوقع أن أخرج معه و ستكون أكبر خيبة أمل في حياتي إذا لم أخرج مع مذنب هالي .
أقرأ أيضا : هل عدد الأشجار علي الأرض أكبر من عدد النجوم الموجودة في مجرة درب التبانة ؟
و يتحرك المذنب الدوري المعروف رسميًا بإسم ” هالي ” نسبة إلي مكتشفه ” إدموند هالي ” عام 1705 إلي الخلف وفقًا لحركة الأرض أو إلى الوراء حول الشمس و في المتوسط تستغرق حركته في المدار حوالي 75 عامًا و قد تختلف قليلا زيادة أو نقصان بسبب تأثيرات الجاذبية الخاصة بالكواكب المحيطة و بشكل عام تتكون المذنبات التي تشير إليها وكالة ناسا بإسم “كرات الثلج الكونية” من الغبار و الصخور و الجليد الذي يتحلل بمرور الوقت و تشير الأبحاث إلي أن المذنب ” هالي ” ظل في مداره منذ 16 ألف عام على الأقل و بما أن المذنب الدوري يتحرك حوالي 1000 رحلة حول الشمس في المتوسط فإنه سيكون مرئيًا لمدة 60 ألف عام أخرى زيادة أو نقصانًا و يعتبر هو المذنب الوحيد الذي يمكن رؤيته بالعين المجردة و يمكن رؤيته مرتين في حياة الإنسان نظريا و بحسب وكالة ناسا فإنه عند عودة المذنب إلي المجموعة الشمسية الداخلية فيعمل علي رش الجليد و الصخور في الفضاء مما يؤدي إلي حدوث الزخات النيزكية السنوية في شهر مايو.