كثير منا يحب جوز الهند و شرابه و يعرف أن مصدرهم يرجع لثمرة تتميز بصلابتها الشديدة لذلك فمن المنطقي أنه عند سقوطها علي رأس أي شخص فسوف تسبب له إصابات بالغة قد تصل إلي وفاته لذلك فعند إتخاذ ذلك كتقليد داخل مهرجان أيدي بيركو الذي يقام بولاية تاميل نادو في الهند كوسيلة لتلقي البركات من ربهم لهو أمر شديد الغرابة خاصة حين تري أعداد ضخمة من الرجال و النساء و الأطفال و هم مصطفين أمام المعابد من أجل تحطيم جوز الهند علي رؤوسهم و ذلك بغرض الحصول علي صحة جيدة و ضمان النجاح في العام المقبل .
و يقام مهرجان أيدي بيركو بشكل سنوي في ولاية تاميل نادو للإشادة بطبيعة المياه الواهبة للحياة لذلك تعد عبادة الطبيعة جزءًا مهمًا من فعاليات هذا المهرجان حتى تتمكن كل عائلة تاميلية من الحصول على النعمة الإلهية من أجل رفاهيتها و سلامها و إزدهارها و يعد تقليد تحطيم جوز الهند علي رؤوس المصلين أيضًا جزءًا من ذلك الإحتفال و تقام فعالياته في أجزاء معينة من الولاية بمناطق كارور و كويمباتور و مادوراي حيث يتجمع الآلاف من المصلين الهندوس خارج أبواب معبد “ماهالاكشمي ” في كارور لتلقي البركات و ينتظرون بصبر بينما يقترب كهنة المعبد و معهم كيس مليئ بجوز الهند ثم يمسك واحد منهم الرؤوس بقوة بينما يقوم الآخر بإسقاط الثمرة عليها دون تردد و يتم الانتهاء من هذه العملية برمتها في غضون دقائق .
و بعد تحطيم جوز الهند علي رؤوس المصلين يمكن رؤية بعضهم و هم يتألمون من الألم عندما تتساقط الثمرة على رؤوسهم حيث يقوم البعض منهم بتدليك رؤوسهم في محاولة لتخفيف الألم بينما يقوم آخرون على الفور بجمع القطع المكسورة كقرابين مقدسة و من المثير للدهشة أن هناك القليل ممن لا يجفلون على الإطلاق و هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يكونون في حالة صلاة تأملية عميقة و لحسن الحظ انه يتواجد طاقم طبي دائمًا لمعالجة أي إصابات خطيرة .
و يرجع أصل تقليد تحطيم جوز الهند علي رؤوس المصلين لقصص مختلفة واحدة منها ترجع إلي آلاف السنين حين كان محبي الإله ” شيفا ” يعبدونه في هذا المكان و كانوا بحاجة إلى مساعدته و بعد تجربة كل شيء لم يظهر إليهم لذلك شعروا أن ثمرة جوز الهند تشبه إلي حد ما الإله ” شيفا ” ذو الثلاث عيون لذلك بدأ المصلين في تحطيم جوز الهند علي رؤوسهم لإرضاء الإله و حينها ظهر إليهم أخيرًا و حقق رغبتهم و منذ ذلك الحين إستمرت هذه الطقوس حتي وقتنا الحاضر .
و وفقا لرواية أخرى فخلال الحكم البريطاني كان لابد من هدم هذا المعبد من أجل مرور خط للسكك الحديدية عبره لكن القرويين كانوا ضد هذه الخطوة و أثناء محاولة الهدم وجد البريطانيين ما يقرب من 187 حجرًا بحجم جوز الهند و وضعوا شرطًا تعجيزيا مفاده أنه إذا تمكن القرويين من كسر تلك الحجارة برؤوسهم فلن يهدم المعبد و سيغيرون من مسار شريط السكة الحديد و هو ما حققه القرويين و منذ ذلك الحين بدأت ممارسة كسر جوز الهند على الرأس في المعبد و لعل ما يرجح تلك النظرية هو أنه يوجد متحف خاص داخل المعبد يتم فيه عرض العديد من الحجارة علي شكل جوز الهند و بأن تلك الطقوس بدأت بالفعل في القرن التاسع عشر .
إقرأ أيضا : مهرجان الثيميثي .. حين يكون مشيك على النيران وسيلة للتطهر من الخطايا و التقرب للألهة
و لحسن الحظ أن عادة تحطيم جوز الهند علي رؤوس الناس ليس إجباري حيث يتطوع الناس لخوض هذه التجربة إعتمادا علي الخرافات المتداولة التي تقول أنها خطوة ترمز إلي التحرر من الماضي و الإستسلام لله و لكن علي الجانب الأخر يحذر الأطباء المتعبدين كل عام من أن هذه الممارسة قد تكون مميتة حيث يقول ” أنيل كومار بيثمباران ” أستاذ جراحة الأعصاب بأن هناك قدر معين من التحمل للجمجمة و لكن حين يكون الأمر أكثر من تحملها فإنه سوف يتسبب ذلك في حدوث أضرار كبيرة تتمثل في كسر للجمجمة و هو أمر قد يكون مهدد للحياة و لكن لا يبدو أن المخلصين لذلك التقليد يشعرون بالقلق على الإطلاق حيث يقولون أنهم واثقون من أن الإله سوف يحميهم من أي مضار .