الكومنولث هو رابطة حرة للدول ذات السيادة التي تضم المملكة المتحدة و عدد من تبعياتها السابقة التي إختارت الحفاظ على علاقات الصداقة و التعاون و تعترف بالملك البريطاني كرئيس رمزي لإتحادها و تعتبر تلك الرابطة هي ثمرة تطورية للإمبراطورية البريطانية التي بدأت في تطبيق سياسة الحكومة المسؤولة أي نظام يمكن بموجبه للحاكم التصرف في الشؤون الداخلية فقط بناءً على مشورة الوزراء الذين يتمتعون بثقة المجلس المنتخب و بدء ذلك في أجزاء من كندا و أستراليا و نيوزيلندا و جنوب أفريقيا و أيرلندا بداية من منتصف القرن التاسع عشر و حتي نهايته و قد حققت هذه الدول التابعة التي تتمتع بالحكم الذاتي تدابير متزايدة من السيادة ثم أعلن المؤتمر الإمبراطوري عام 1926 أن مثل هذه الدول يجب إعتبارها مجتمعات تتمتع بالحكم الذاتي داخل الإمبراطورية البريطانية و لا تخضع لها في أي جانب من شؤونها الداخلية أو الخارجية و قد نفذ قانون وستمنستر الذي صدر عام 1931 تلك القرارات و هو ما سمح رسميًا لكل دولة بالتحكم في شؤونها الداخلية و الخارجية و إنشاء سلكها الدبلوماسي الخاص .
و لفترة بعد صدور قانون وستمنستر جاءت العضوية في الكومنولث بشرط الولاء للعاهل البريطاني لكن النمو السريع للقومية منذ عشرينيات القرن الماضي في أجزاء من الإمبراطورية التي كان أغلب سكانها غير أوروبيين تطلب إعادة النظر في طبيعة الكومنولث حيث كانت ” الهند ” على وجه الخصوص حالة خاصة داخل الإمبراطورية البريطانية لأنها كانت إمبراطورية في حد ذاتها لأنه كان لديها نائب للملك و وزير خارجية منفصل في لندن و جيشها الخاص و حتى إلى حد ما سياستها الخارجية الخاصة و عندما حصلت ” الهند ” و ” باكستان ” على الإستقلال عام 1947 أصبحتا أعضاء في الكومنولث و في عام 1949 أعلنت ” الهند ” عن نيتها أن تصبح جمهورية الأمر الذي كان سيتطلب إنسحابها من الكومنولث بموجب القواعد المعمول بها في ذلك الوقت و لكن في إجتماع لرؤساء حكومات الكومنولث في ” لندن ” بأبريل عام 1949 تم الإتفاق على أن ” الهند ” يمكن أن تستمر في عضويتها إذا إنضمت إلى الكومنولث و قبلت التاج البريطاني بإعتباره فقط «رمزًا للإرتباط الحر» لأعضاء الكومنولث و كان هذا الإعلان هو أول إعلان أسقط الصفة البريطانية و بعد ذلك أصبح الإسم الرسمي للمنظمة كومنولث الأمم .
و كان منح ” الهند ” الإستقلال هو الأول في سلسلة طويلة من المنح و مع حصول الأقاليم التابعة السابقة علي السيادة شهدت عضوية الكومنولث نمواً هائلاً في النصف الثاني من القرن العشرين و إختارت معظم الدول التابعة التي منحت الإستقلال عضوية الكومنولث و لكن مثل ” الهند ” إختار الكثيرين منهم عدم الإعتراف بالتاج كرئيس للدولة و في عام 1995 أصبحت ” موزمبيق ” أول دولة تمنح حق الدخول إلي تلك الرابطة علي الرغم من أنها لم تكن أبدًا جزءًا من الإمبراطورية البريطانية أو تحت سيطرة أي عضو منها ثم إنضمت “رواندا ” التي لم تكن أيضًا جزءًا من الإمبراطورية البريطانية في عام 2009 و علي جانب أخر أصبحت بعض الدول مستقلة لكنها رفضت العضوية مثل بورما (ميانمار) في عام 1948 كما عاني الكومنولث من إختيار بعض الأعضاء الإنسحاب من المنظمة كما فعلت أيرلندا (1949) و جنوب أفريقيا (1961) و باكستان (1972) على الرغم من عودة كل من ” جنوب أفريقيا ” و ” باكستان ” مرة أخرى في نهاية المطاف (الأولى في عام 1994 و الأخيرة في عام 1989) .
و بالإضافة إلى الأعضاء المستقلين يضم الكومنولث أيضًا أقاليم تابعة و التي تحكمها رسميًا ” المملكة المتحدة ” أو ” أستراليا ” أو ” نيوزيلندا ” و معظم التبعيات القديمة هي مستعمرات و تشمل ” أنجيلا ” و ” برمودا ” و ” جزر كايمان ” و ” جزر فوكلاند ” و ” جبل طارق ” و ” جزر تركس ” و ” كايكوس ” (تابعين للمملكة المتحدة) و ” جزيرة كريسماس ” و ” جزر كوكوس” و ” جزر بحر المرجان ” و ” جزيرة نورفولك ” (تابعين لأستراليا) و ” نيوي ” و ” توكيلاو ” (تابعين لنيوزيلندا) ثم إتبعت ” المملكة المتحدة ” سياسة قيادة التبعيات نحو الحكم الذاتي من خلال إنشاء حكومات إقليمية فيها و تكونت هذه الحكومات من هيئة تشريعية و تنفيذية و قضاء مستقل و في البداية كانت المناصب الحكومية تعيينيه ثم تم إدخال عناصر منتخبة تدريجيا مع تغيير الدساتير حتى يصبح المسؤولين المنتخبين مسؤولين بالكامل عن الشؤون المحلية و بعد أن تحقق المستعمرة حكمًا ذاتيًا داخليًا يجوز لهيئتها التشريعية التقدم بطلب إلى البرلمان البريطاني للحصول على الإستقلال الكامل ثم تقرر بعد ذلك عما إذا كانت ستبقى في الكومنولث أم لا.
و تختلف منظمة الكومنولث عن الهيئات الدولية الأخرى مثل الأمم المتحدة أو منظمة التجارة العالمية في أنه ليس لديها دستور رسمي أو لوائح داخلية كما أنه ليس لدى الأعضاء أي إلتزام قانوني أو رسمي تجاه بعضهم البعض فهي تترابط معًا من خلال التقاليد و المؤسسات و الخبرات المشتركة فضلاً عن المصلحة الاقتصادية الذاتية و يعتمد عمل الكومنولث على التشاور بين الأعضاء و الذي يتم من خلال المراسلات و من خلال المحادثات في الإجتماعات و ترسل كل دولة عضو مبعوثا يسمى المفوض السامي إلى عواصم الدول الأعضاء الأخرى .
و يشكل رؤساء حكومات الدول الأعضاء العنصر الأساسي في إتخاذ القرار في الكومنولث و رئيس الكومنولث هو لقب شرفي ينتمي تاريخياً إلى التاج البريطاني و الخلافة في هذا المنصب غير وراثية و يتم تحديدها من قبل رؤساء الحكومات و تقوم أمانة الكومنولث برئاسة الأمين العام بتنظيم و تنسيق أنشطة الكومنولث و تسهيل العلاقات بين الدول الأعضاء كما أن الأمانة مسؤولة أمام مجلس المحافظين الذي يتألف من المفوض السامي للدول الأعضاء لدى ” المملكة المتحدة ” و في المناسبات الدولية رفيعة المستوى يتم تمثيل الكومنولث من قبل الرئيس الذي يتناوب بين الدول الأعضاء كل عامين .
و يعقد إجتماع رؤساء حكومات الكومنولث كل عامين و في الإجتماع الذي إنعقد في ” سنغافورة ” عام 1971 إعتمد الأعضاء إعلاناً أعاد التأكيد على طبيعة الكومنولث التطوعية و التعاونية و ألزم المنظمة بتعزيز السلام الدولي و مكافحة العنصرية و معارضة الهيمنة الإستعمارية و الحد من عدم المساواة في الثروة و قد تردد صدى هذا الإعلان في الإجتماع الذي عقد في ” زيمبابوي ” عام 1991 عندما زاد القادة إلتزام المنظمة بحقوق الإنسان و الديمقراطية و في عام 2011 في بيرث بأستراليا كلف القادة الكومنولث بصياغة ميثاق يكرّس مبادئ أساسية مثل الديمقراطية و حقوق الإنسان و حرية التعبير و التنمية المستدامة و الحصول على الصحة و التعليم و المساواة بين الجنسين في نهاية عام 2012 .
و وتمتلك ” بريطانيا ” إستثمارات خارجية ضخمة حكومية و خاصة في الكومنولث و لكن عندما إنضمت إلي الإتحاد الأوروبي بدأت الإمتيازات التجارية للدول الأعضاء في الإنخفاض و الآن لدى أعضاء الكومنولث إتفاقيات تجارية مع الإتحاد الأوروبي و في عام 1996 أنشئ صندوق إستثمار الكومنولث الأفريقي لزيادة الإستثمار في تلك القارة كما أن هناك أيضًا روابط تعليمية مهمة بين الأعضاء حيث يسافر العديد من المعلمين البريطانيين إلى الخارج و يدرس العديد من الطلاب من أعضاء الكومنولث في ” بريطانيا ” و تشمل الروابط الثقافية الأخرى ألعاب الكومنولث و هي مسابقة رياضية تقام كل أربع سنوات.
أعضاء الكومنولث و سنة إنضمامهم
- المملكة المتحدة – 1931 .
- كندا – 1931 .
- أستراليا – 1931 .
- نيوزيلندا – 1931 .
- جنوب أفريقيا – 1931 (غادرت عام 1961 و انضمت مرة أخرى عام 1994) .
- الهند – 1947 .
- باكستان – 1947 (غادرت عام 1972 و انضمت مرة أخرى عام 1989) .
- سريلانكا (سيلان سابقًا) – 1948 .
- غانا – 1957 .
- ماليزيا – 1957 .
- نيجيريا – 1960 .
- قبرص – 1961 .
- سيراليون – 1961 .
- تنزانيا – 1961 (تنجانيقا في 1961 و تنزانيا في 1964) .
- جامايكا – 1962 .
- ترينيداد و توباغو – 1962 .
- أوغندا – 1962 .
- كينيا – 1963 .
- ملاوي – 1964 .
- مالطا – 1964 .
- زامبيا – 1964 .
- غامبيا 1965 (غادرت في 2013 و انضمت مرة أخرى في 2018) .
- سنغافورة – 1965 .
- غيانا – 1966 .
- بوتسوانا – 1966 .
- ليسوتو – 1966 .
- بربادوس – 1966 .
- موريشيوس – 1968 .
- ناورو – 1968 (انضم كعضو خاص ثم عضو كامل العضوية منذ عام 1999) .
- سوازيلاند – 1968 .
- تونغا – 1970 .
- ساموا (ساموا الغربية سابقا) – 1970 .
- فيجي – 1970 (غادرت في 1987 و انضمت مرة أخرى في 1997) .
- بنجلاديش – 1972 .
- جزر البهاما – 1973 .
- غرينادا – 1974 .
- بابوا غينيا الجديدة – 1975 .
- سيشيل – 1976 .
- جزر سليمان – 1978 .
- توفالو – 1978 (انضمت كعضو خاص؛ عضو كامل العضوية منذ عام 2000) .
- دومينيكا – 1978 .
- كيريباتي – 1979 .
- سانت لوسيا – 1979 .
- سانت فنسنت و جزر غرينادين 1979 (انضم كعضو خاص ثم عضو كامل العضوية منذ عام 1985) .
- فانواتو – 1980 .
- بليز – 1981 .
- أنتيجوا وبربودا – 1981 .
- جزر المالديف – 1982 (انضمت كعضو خاص ثم أصبحت عضوًا كامل العضوية في عام 1985 ثم غادرت في عام 2016 ثم انضمت مجددًا في عام 2020) .
- سانت كيتس ونيفيس – 1983 .
- بروناي – 1984 .
- ناميبيا – 1990 .
- الكاميرون – 1995 .
- موزمبيق – 1995 .
- رواندا – 2009 .
- الجابون – 2022 .
- توغو – 2022 .