يعتبر الماء خارج كوكب الأرض موضوع يحظى بإهتمام واسع من قبل العلماء لأنه أحد المتطلبات الأساسية للحياة كما نعرفها و بالتالي فمسألة وجوده تعني أنه ربما يوجد حياة أخري غيرنا تعيش في مكان ما وسط ذلك الكون الفسيح و رغم أن العديد من الأجرام السماوية الموجودة في المجموعة الشمسية لها غلاف مائي إلا أن كوكبنا هو الجسم السماوي الوحيد المعروف بوجود أجسام مستقرة من الماء علي سطحه حيث يتم الحفاظ على وجوده بحالته السائلة عن طريق الضغط الجوي و المدار المستقر في المنطقة الصالحة للحياة حول الشمس و مع ذلك لا يزال أصل مياه الأرض غير مؤكد , و بالنظر إلي الكواكب الأخري و من خلال إستخدام بعض من التقنيات العلمية أستنتج العلماء أن الماء السائل كان يغطي في السابق مساحات واسعة من كوكبي المريخ و الزهرة كما يُعتقد أنه موجود في صورة سائلة تحت سطح بعض الأجسام الكوكبية على غرار المياه الجوفية علي الأرض و تدعم أدلة غير مباشرة عن وجود سوائل تحت سطح العديد من الأقمار و الكواكب القزمة في أماكن متعددة من النظام الشمسي و يُعتقد أن بعضها مكون من محيطات كبيرة و يوجد حاليا قائمة من الأجسام المرشحة في مجرة درب التبانة تحتوي علي كميات ضخمة من الماء و لعل ذلك كان سببا في وجود معلومة جدلية إلا أنها منتشرة بكثافة علي شبكة الإنترنت تفيد بأن العلماء قد عثروا علي أكبر خزان للمياه موجود في الكون و هو يعادل 140 تريليون مرة كل المياه الموجودة في محيطات الأرض و هو ما جعل الكثيرين يشككون في صحة تلك المعلومة بإعتبار أن تلك الأرقام مبالغ فيها لذلك حاولنا التأكد من مدي صحتها .
التقييم
الأدلة علي وجود مياه بالفضاء أكثر بـ 140 تريليون مرة من مياه محيطات الأرض
بشكل عام توجد في جميع أنحاء الكون كيانات مضيئة و نشطة للغاية تُعرف بإسم النجوم الزائفة و مع ما يقرب من مليون نجم زائف تم تحديده من قبل علماء الفلك إعتبارًا من أغسطس عام 2023 قيل إن واحدًا على وجه الخصوص يضم 140 تريليون ضعف كمية المياه الموجودة في جميع محيطات الأرض و بذلك يكون هو أكبر خزان للمياه موجود في الفضاء .
و بالفعل هي معلومة صحيحة حيث تم الإعلان من قبل مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا في 22 يوليو 2011 عن إكتشاف الماء في APM 08279+5255 و هو ثقب أسود أكبر بـ 20 مليار مرة من الشمس حيث قيل علي موقعهم :
عثر فريقان من علماء الفلك علي أكبر و أبعد خزان للمياه تم إكتشافه في الكون على الإطلاق و الذي تحيط به مياه تعادل 140 تريليون مرة عن كل المياه الموجودة في محيطات العالم و هو موجود في ثقب أسود ضخم يسمى الكوازار علي بعد أكثر من 12 مليار سنة ضوئية .
و رغم أنه لم يكن وجود بخار الماء مفاجئًا في ذلك المكان إلا أن الكمية الهائلة له هي ما أثارت إعجاب الباحثين حيث يحتوي APM 08279+5255 على بخار ماء أكثر بـ 4000 مرة من الكمية الموجودة في مجرة درب التبانة كلها و في هذا الكوازار بالتحديد يتم توزيع بخار الماء حول الثقب الأسود في منطقة غازية تمتد لمئات السنين الضوئية و أن ذلك الغاز دافئ و كثيف بشكل غير عادي بالمعايير الفلكية و نظرا لأن الكوازار موجود في منطقة تبعد 12 مليار سنة ضوئية فإن إلتقاط صورة تفصيلية له يمثل تحديًا لذلك فالصورة الخاصة بذلك الموضوع و المنتشرة أيضا علي صفحات وسائل التواصل الإجتماعي هي تخيلية وأما تلك فهي الصورة الحقيقة للكوازار :
