عقب إلقاء القنبة الذرية و إستسلام اليابان وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها و بدأ العديد من الدول في التسابق من أجل الحصول علي ذلك السلاح المدمر الذي كان حكرا علي الولايات المتحدة فقط و التي حصلت عليه بعد أن قامت بتسخير كافة جهودها المالية و العلمية و العسكرية في إنشاء مشروع مانهاتن داخل مستعمرة لوس ألاموس بولاية نيو مكسيكو الذي خرج من رحمه تلك القنبلة الفتاكة و كان بدايتها هي تلك الصورة التي تظهر اللحظات الأولي من تفجير ترينتي أول إنفجار ذري تجريبي و الذي أعلن من خلاله بداية نهاية حقبة من تاريخ العالم و دخوله إلي حقبة جديدة .
التاريخ : 16 يوليو عام 1945 .
المصور : مختبر لوس ألاموس الوطني .
التفاصيل : في أوائل الأربعينيات من القرن العشرين سمحت الحكومة الأمريكية ببرنامج سري للغاية للتجارب النووية أطلق عليه إسم “مشروع مانهاتن” و كان هدفه هو تطوير أول قنبلة ذرية في العالم و خلال ذلك المشروع تم إجراء الكثير من الأبحاث في منشأة بنيت في منطقة لوس ألاموس بولاية نيو مكسيكو الأمريكية و في يوليو عام 1945 نجح العلماء في تفجير أول قنبلة ذرية في موقع إختبار ترينيتي الواقع في منطقة ألاموجوردو القريبة حيث كان إختيار الاسم الكودي “ترينتي ” من قبل ” روبرت أوبنهايمر ” مدير مختبر لوس ألاموس الذي إستوحاه من شعر ” جون دون ” و كان الإختبار عبارة عن جهاز بلوتونيوم بتصميم إنفجاري داخلي أُطلق عليه بشكل غير رسمي إسم “الأداة” و كان له تصميم قنبلة الرجل السمين التي إنفجرت لاحقًا فوق مدينة ” ناجازاكي ” باليابان في 9 أغسطس 1945 .
و لم يكن أحد متأكدًا تمامًا مما سيحدث عندما تنفجر تلك الأداة في ” تفجير ترينتي ” نظرا لأنه لفترة من الوقت كان هناك قلق من أن التفاعل المتسلسل لن يمكن إيقافه و سيتفاعل مع الغلاف الجوي بأكمله و هو ما معناه نهاية العالم لذلك قبل إختبار ” ترينتي ” أخذ العالم ” إنريكو فيرمي ” رهانات من بعض الفيزيائيين و العسكريين رفيعي المستوى حول ما إذا كانت القنبلة ستدمر ولاية نيو مكسيكو أو كوكب الأرض بأكمله لكن لحسن الحظ أظهرت المعادلات الرياضية بشكل قاطع إلى حد ما أن العالم لن يتم تدميره و لكن مع ذلك كان لا يزال هناك شئ من القلق .
و من أجل الإستعداد لتفجير ترينتي تم رفع الأداة فوق برج يبلغ إرتفاعه أكثر من 30 متر من أجل محاكاة أفضل لإسقاط القنبلة من الطائرة و عندما إنفجرت في تمام الساعة 5:29 صباحًا إرتفعت سحابة الفطر إلى أكثر من 11 كيلومتر و أفاد حوالي 240 شخصًا في المشروع أنهم كانوا يشاهدون الإنفجار مباشرةً و أن فجر الصباح الباكر كان مضاءًا بشكل أكثر سطوعًا من ضوء النهار العادي لمدة ثانية أو ثانيتين و شعروا بموجة من الحرارة تتدحرج فوقهم بسخونة مثل الفرن علي الرغم من انهم كانوا علي مسافة بعيدة وصلت إلي 16 كيلومتر .
و أستغرقت موجة الصدمة في تفجير ترينتي 40 ثانية لتنتشر بين المراقبين و تم الشعور بها على بعد أكثر من 160 كيلومتر و بقوة تعادل حوالي 21 ألف طن من مادة تي إن تي و دمرت القنبلة البرج الفولاذي الذي كانت ترتكز عليه بالكامل و حينها بدأ العصر النووي و قال ” أوبنهايمر ” عبارته الشهيرة: “الآن أصبحت الموت و مدمر العوالم” المقتبسة من ملحمة هندوسية و بعد ثلاثة أسابيع من عرض تفجير ترينيتي أسقطت ” الولايات المتحدة ” قنبلتها “الولد الصغير” علي مدينة ” هيروشيما ” و تلاها قنبلة “الرجل السمين” على ناجازاكي بعد ثلاثة أيام .
أقرأ أيضا : صورة لحظة توقيع إستسلام اليابان و نهاية الحرب العالمية الثانية
و خلال تفجير ترينتي كان ” جوليان ماك ” و ” بيرلين بريكسنر ” هم المسؤولين عن التصوير الفوتوغرافي و استخدمت حوالي خمسين كاميرا مختلفة إلتقطت صورًا متحركة و ثابتة حيث سجلت كاميرات Fastax الخاصة التي تلتقط 10000 إطار في الثانية التفاصيل الدقيقة للإنفجار و هي كاميرات أفلام عالية السرعة و تلتقط الكثير من الصور مفصولة بفترات زمنية قصيرة و التي كانت واحدة منهم هي تلك الصورة .