كأس أمم أوقيانوسيا هي البطولة الرئيسية في لعبة كرة القدم التي تتنافس فيها المنتخبات الوطنية المنضمة تحت لواء إتحاد أوقيانوسيا لكرة القدم (OFC) و هي تقام كل أربعة أعوام بغرض تحديد بطلها القاري و من يفوز بها يكون هو بطل أوقيانوسيا و كانت يوما مؤهلة لبطولة كأس القارات قبل أن يتم إلغائها و علي مدار تاريخ البطولة كان هناك فجوة كبيرة جدًا تفصل دولتي أستراليا و نيوزيلندا عن باقي منافسيهم من الجزر الأصغر حجمًا التي تتبع قارة أوقيانوسيا لذلك و نظرا لضعف منافساتها فهي لا تحظي بالكثير من الإهتمام الإعلامي العالمي و خلال جميع النسخ التي تم تنظيمها لم يفز بها سوي كلا الدولتين بإستثناء بطولة وحيدة عام 2012 و فازت بها تاهيتي .
تاريخ بطولة كأس أمم أوقيانوسيا
بدأت بطولة كأس أمم أوقيانوسيا عام 1973 بإسم “كأس أوقيانوسيا” و نظمت نسختها الأولي في ” نيوزلاندا ” بدون جولات تأهيلية و فازت بها الدولة المضيفة بعد تغلبها علي ” تاهيتي ” بهدفين نظيفين و كان من الملاحظ غياب المنتخب الأسترالي و مشاركة بعض الفرق الغير منضمة للإتحاد الدولي لكرة القدم ” الفيفا “ مثل ” نيو هيبريدس ” التي أصبحت فيما بعد ” فانوتو ” حين حصلت علي إستقلالها عام 1980 ثم أقيمت النسخة الثانية من البطولة عام 1980 في ” كاليدونيا الجديدة ” التي لم تكن عضوًا ذلك الوقت أيضا في الإتحاد الدولي و شاركت فيها ” أستراليا ” لأول مرة و تمكنت من الوصول إلي المباراة النهائية و هزمت ” تاهيتي ” بنتيجة 4-2 و شهدت البطولة نتائج سيئة لنيوزلاندا حاملة اللقب بعد أن خرجت من دور المجموعات بالخسارة أمام تاهيتي (3-1) و فيجي (4-0) إلا أنهم بعد ذلك بعامين تمكنوا من التأهل لبطولة كأس العالم عام 1982 و كانت هاتان النسختان هما الوحيدتان الذان أجريا بدون جولات تأهيلية ثم توقفت البطولة و بذلك حافظت ” أستراليا ” على اللقب القاري لمدة 16 عامًا دون المشاركة في أي بطولة و خلال سنوات الغياب (1981-1995) كانت أهم بطولة لمنطقة أوقيانوسيا هي كأس ترانس تاسمان التي تقام فقط بين دولتي ” أستراليا ” و ” نيوزيلندا ” .
و بحلول عام 1996 حين وصلت قارة أوقيانوسيا إلى الوضع الرسمي داخل الإتحاد الدولي لكرة القدم عادت البطولة إلي الظهور باسم “كأس أمم أوقيانوسيا” و كانت بمثابة تصفيات لبطولة كأس القارات و لكنها أفتقرت إلي تنظيمها من قبل دولة مضيفة حيث كانت علي هيئة جولة تصفيات إفتتاحية تنافست فيها أربعة فرق فقط و أقيمت المباراة النهائية على مباراتين ذهاب و إياب و ضمت البطولة دول ” أستراليا ” و ” نيوزيلندا ” و ” تاهيتي ” حاملة كأس بولينيزيا و ” جزر سليمان ” حاملة كأس ميلانيزيا و دافعت “أستراليا ” عن لقبها السابق بعد أن فازت بسهولة في المباراتين النهائيتين علي ” تاهيتي ” بنتيجتي (6-0 و 5-0) و بفضل هذه النتيجة شارك المنتخب الأسترالي في بطولة كأس القارات عام 1997 التي نظمت في ” المملكة العربية السعودية ” .
و في نسخة كأس أمم أوقيانوسيا عام 1998 شارك ستة فرق و استضافتها ” أستراليا ” و وصلت للمباراة النهائية لملاقاة ” نيوزلاندا ” التي فازت بالبطولة بعد تغلبها بهدف نظيف و خلال تلك البطولة سجل اللاعب الأسترالي ” داميان موري ” 10 أهداف و هو الرقم القياسي في سجل هدافي تلك البطولة عبر تاريخها كما أنه الهداف التاريخي لبطولة كأس أمم أوقيانوسيا ككل برصيد 14 هدفًا بواقع هدف واحد عام 1996 و عشرة عام 1998 و ثلاثة عام 2002 ثم أستضافت ” تاهيتي ” النسخة الخامسة عام 2000 و كالعادة سيطرت ” أستراليا ” و ” نيوزيلندا ” على البطولة و وصلتا إلى المباراة النهائية و فاز الأستراليين بنتيجة ( 2-0 ) و تأهلت إلي بطولة كأس القارات عام 2001 و خلال تلك البطولة إضطرت ” فيجي ” التي تأهلت لهذه النسخة إلي الإنسحاب بسبب الحرب الأهلية التي دارت فيها و تم إستبدالها بفانوتو التي قدمت أداءً رائعًا في نصف النهائي و خلال مشاركة ” أستراليا ” في بطولة القارات التي أقيمت في ” كوريا الجنوبية ” و ” اليابان ” نجحت في إحتلال المركز الثالث .
و خلال البطولة التي أقيمت عام 2002 التي إستضافتها ” نيوزيلندا ” شارك فيها ثمانية منتخبات تم تقسيمهم إلي مجموعتين و تصدرتهم ” أستراليا ” و ” نيوزيلندا ” و وصلا إلي المباراة النهائية و نتيجة ضعف مستوي المنتخب الأسترالي لمروره ببعض من العقبات المالية فاز المنتخب النيوزلاندي بالبطولة و في نسخة عام 2004 التي نظمت في ” أستراليا ” كانت أيضًا بمثابة تصفيات كأس العالم عام 2006 المستضافة في ” ألمانيا ” و شاركت فيها ستة دول و كان نظامها أن تكون المباراة النهائية من مباراتين ذهاب و إياب و خلال دور المجموعات فازت ” فانوتو ” بشكل مفاجئ علي ” نيوزيلندا ” 4-2 لكنها خسرت جميع مبارياتها المتبقية و فازت بالبطولة ” أستراليا ” بعد تغلبها علي منتخب ” جزر سليمان ” بنتيجة 5-1 على أرضها هونيارا و 6-0 في سيدني و تأهلت إلي بطولة كأس العالم و وصلت إلي الدور الثاني و كان هذا هو اللقب الرابع و الأخير لأستراليا لأنه بعد عام 2006 قرروا الإنضمام إلى الإتحاد الآسيوي لكرة القدم و هو ما أدي إلي حدوث تغير كبير في مشهد كرة القدم داخل قارة أوقيانوسيا .
و بعد إنضمام ” أستراليا ” إلى الإتحاد الآسيوي أصبحت ” نيوزيلندا ” هي القوة الكبرى و الوحيدة داخل أوقيانوسيا و كانت بطولة ألعاب جنوب المحيط الهادئ عام 2007 التي فازت بها ” كاليدونيا الجديدة ” بمثابة جولة تأهيلية للفرق الثلاثة الأقل تصنيفًا في أوقيانوسيا حيث تأهل الفائزين إلى كأس أمم أوقيانوسيا عام 2008 بدون دولة مضيفة حيث لعبت أربعة فرق مع بعضها البعض على أرضها و خارجها في مجموعة واحدة كما كانت تلك البطولة أيضًا جزءًا من تصفيات أوقيانوسيا لكرة القدم المؤهلة لبطولة كأس العالم عام 2010 في ” جنوب أفريقيا ” و فازت بها ” نيوزلاندا ” بسهولة أما في نسخة 2012 كان من المفترض أن تقام في ” فيجي ” و لكن تم تجريدهم من الإستضافة بسبب نزاع بين الأمين العام لاتحاد الأوقيانوسيا ” تاي نيكولاس ” و السلطات الفيجية لذلك تم نقلها إلى ” جزر سليمان ” و شارك فيها ” نيوزيلندا ” و ” كاليدونيا الجديدة ” و ” فانواتو ” و ” تاهيتي ” و ” فيجي ” و ” بابوا غينيا الجديدة ” و ” ساموا ” و وصلت “كاليدونيا الجديدة ” و ” تاهيتي ” إلى النهائي و فازت الأخيرة بنتيجة هدف للا شئ و بهذا أصبحت ” تاهيتي ” هي أول فريق غير ” أستراليا ” و ” نيوزيلندا ” يتوج بطلاً لأوقيانوسيا كما كانت تلك البطولة أيضًا جزءًا من تصفيات أوقيانوسيا المؤهلة لكأس العالم 2014 المنظمة في ” البرازيل ” .
نظام البطولة
تم لعب أول نسختين من بطولة أمم أوقيانوسيا بدون أي جولات تأهيلية أما بالنسبة للبطولات الثلاثة المتتالية كان تصنيف ” أستراليا ” و ” نيوزيلندا ” مؤهلا لهما بشكل تلقائي بينما لعبت الدول العشر المتبقية من أجل التأهل في بطولتي الكأس البولينيزية و الميلانيزية اللتان تُلعب كل منهما بين خمس دول مجمعة على أساس جغرافي و يتأهل الفريقان الأعلى تصنيفًا في كل مسابقة منهما إلى كأس أمم أوقيانوسيا و في عام 2002 تغير شكل البطولة نتيجة تأجيل كأس ميلانيزيا و بولينيزيا حيث أصبحت تصنيفات الفيفا للمنتخبات هي الفيصل لجميع الفرق الإثني عشر و كان مطالب من الفرق الستة الأدنى خوض تصفيات للتأهل و تم لعب بطولة كأس 2002 بمجموعتين من أربعة فرق و يتأهل الفائزين منهم للمنافسة على المراكز الأربعة الأولي .
و في عام 2004 تغير التنسيق مرة أخري و أصبح مشابه لبطولات 1996-2000 حيث تلعب في كل منها خمسة منتخبات في مجموعتين مؤهلتين مع تأهل ” أستراليا ” و ” نيوزيلندا ” إلى البطولة بشكل تلقائي ثم تلعب مرحلة المجموعات المكونة من ستة فرق و يتم لعب النهائي ذهابًا و إيابًا بين الفريقين صاحبي المركز الأعلى و أصبحت مؤهلة لكأس العالم 2006 أما في بطولة 2008 تغير الشكل مرة أخرى حيث كانت بطولة كرة القدم لألعاب جنوب المحيط الهادئ لعام 2007 بمثابة البطولة التأهيلية حيث تتقدم الدول الفائزة بالميدالية الذهبية و الفضية و البرونزية إلى البطولة الرئيسية التي تتأهل لها ” نيوزيلندا ” تلقائيًا .
النسخة | الدولة المنظمة | البطل |
1973 | نيوزلاندا | نيوزلاندا |
1980 | كاليدونيا الجديدة | أستراليا |
1996 | دول متنوعة | أستراليا |
1998 | أستراليا | نيوزلاندا |
2000 | تاهيتي | أستراليا |
2002 | نيوزلاندا | نيوزلاندا |
2004 | أستراليا | أستراليا |
2008 | دول متنوعه | نيوزلاندا |
2012 | جزر سليمان | تاهيتي |
2016 | غينيا الجديدة | نيوزلاندا |
2020 | ألغيت لوباء كورونا | – |
2024 | فانوتو | – |