كثير منا شاهد فيلم الخلاص من شاوشنك و لاحظ وجود صورة مثبتة داخل زنزانة البطل يظهر فيها النجمة الأمريكية الشهيرة ريتا هيوارث و هي راكعة على سرير مفروش عليه ملاءات من الساتان و ترتدي ثوب نوم حريري أبيض و مزين بالدانتيل الأسود حيث كان إختيار صناع الفيلم لتلك الصورة تحديدا أمرا في محله لخدمة السياق الدرامي للفيلم بسبب تميزها بلمسات من الغموض و العمق و الجاذبية إضافة إلي أنها كانت هي الصورة الأبرز في تلك الحقبة و الأكثر إنتشارا بإعتبار الممثلة رمزا أيقونيا للجمال و الفتاة الذهبية في هوليوود بذلك الوقت .
التاريخ : 1941 .
المصور : الأمريكي ” بوب لاندري ” – مجلة لايف .
التفاصيل : كانت النجمة ” ريتا هيوارث ” واحدة من أكبر نجوم العصر الذهبي لهوليوود خاصة بعد قيامها بدور ” جليدا ” في الفيلم السينمائي “لم تكن هناك امرأة مثل جيلدا” لذلك كان يتهافت عليها المصورين من أجل إلتقاط الصور لها و هو ما دفع وكيلة صحفية تابعة لشركة كولومبيا بيكتشرز تدعى ” ماجدة ماسكيل ” إلي الإقتراح بتصوير الممثلة في ثوب نوم من الدانتيل الأسود كان من صناعة والدة “ماسكيل ” و وافقت النجمة علي الإقتراح حيث كانت تصور في تلك الأثناء فيلم “لن تصبح ثريًا أبدًا” و ذهب المصور ” بوب لاندري ” مع “ماسكيل” في شقة ” ريتا هيورث ” حيث ركعت على السرير في ثوب النوم و بدء المصور في الإستعداد لإلتقاط الصورة و قال لها “ريتا .. خذي نفساً عميقاً” لتخرج تلك الصورة المميزة .
و في تلك الجلسة إلتقط المصور “بوب لاندري” العديد من الصور الأخري للنجمة ” ريتا هيوارث ” و لكنه يعتبر أن تلك تحديدا هي المفضلة لديه لذلك قدمها لمجلة ” لايف ” التي بادرت بنشرها قبل بضعة أشهر من الهجوم على ميناء بيرل هاربور و التي كانت مقدمة لمشاركة ” الولايات المتحدة ” في الحرب العالمية الثانية و خلالها أخذ الجنود صورة الفنانة ” ريتا هيوراث ” لتذكيرهم بالوطن حيث سمح الجيش الأمريكي لأول مرة بشكل غير رسمي بتوزيع الصور و المجلات و التقويمات على القوات من أجل رفع الروح المعنوية و تذكير الشباب بما كانوا يقاتلون من أجله و في النهاية أصبحت تلك الصورة واحدة من أشهر البوسترات الأمريكية و أكثرها إنتشارا و بحلول نهاية الحرب تم بيع أكثر من 5 ملايين نسخة .
أقرأ أيضا : قصة مشهد عفوى لمارلين مونرو صدر منه واحدة من أشهر صور القرن العشرين و التى تسببت فى طلاقها
و من ناحيتها كانت الفنانة ” ريتا هيوارث ” خلال الحرب تساهم بشكل كبير في المجهود الحربي حيث تطوعت في منظمة خيرية مشكلة من الرجال و النساء تقوم بتقديم المساعدة العامة للبحرية و مشاة البحرية كما كانت تقدم الطعام و ترقص مع الجنودو زارت أكثر من ثلاثمائة مدينة كجزء من سبع جولات لجمع تبرعات للحرب بالإضافة إلي سفرها إلي المعسكرات و المستشفيات العسكرية لرفع الروح المعنوية للجنود المصابين و مع ذلك شعرت بالرعب عام 1946 عندما إكتشفت أن صورتها الشهيرة تلك قد تم لصقها على القنبلة الذرية التي تم إختبارها في بيكيني أتول .