يعتبر الهاتف المحمول واحد من الإختراعات التي أحدثت طفرة ملحوظة في عالم التكنولوجيا و الإتصالات نظرا لأنه جهاز يمكن منه إجراء المكالمات عبر رابط تردد لاسلكي أثناء تحرك المستخدم داخل منطقة تغطية تلك الخدمة على عكس هواتف الخطوط الأرضية الثابتة و تُعرف الهواتف المحمولة التي توفر الإمكانيات الأساسية فقط بالهواتف المميزة بينما يُشار إلي الأخري التي توفر إمكانات حوسبة متقدمة جدًا بالهواتف الذكية التي تدعم مجموعة متنوعة من الخدمات مثل الرسائل النصية و رسائل الوسائط المتعددة و البريد الإلكتروني و الإتصالات اللاسلكية قصيرة المدى سواء كانت عن طريق الأشعة تحت الحمراء أو البلوتوث كما توفر أيضا سهولة الوصول إلي شبكة الإنترنت عن طريق الباقات أو الواي فاي و الإتصال بالأقمار الصناعية لأغراض الملاحة إضافة إلي تطبيقات الأعمال و ألعاب الفيديو و التصوير الرقمي و يرجع تاريخ الهاتف المحمول إلي عام 1973 حين تم عرضه لأول مرة بنيويورك في الولايات المتحدة بواسطة مارتن كوبر من شركة موتورولا و كان يزن حينها 2 كيلوجرام و في عام 1979 أطلقت شركة نيبون تلغراف أول شبكة خلوية بالعالم في اليابان و في عام 1983 كان هاتف DynaTAC 8000x هو أول هاتف محمول متاح تجاريًا و منذ ذلك العام و حتي 2014 زاد إستخدامه في جميع أنحاء العالم و وصل أعداد مشتركي خدماته إلي 7 مليارات مشترك و لكن الغريب أنه رغم ظهور الهاتف المحمول منذ ما يقرب من 50 عاما إلا أنه كان من الواضح أن فكرته شغلت بال الكثيرين منذ القدم حتي أن البعض يقولون أن إحدي القصص المصورة التي نشرت عام 1919 أحتوت بعض من رسوماتها علي ذلك الإختراع الفريد من نوعه و هو ما أثار الكثير من الجدل ما بين مؤكد لها و مشكك بزعم أنه تم رسمها مؤخرا و التظاهر بأنها منذ عقود طويلة .
التقييم
الأدلة
قال البعض أنه في مارس عام 1919 نشرت صحيفة ” الميرور ” البريطانية قصة فكاهية بعنوان “هاتف الجيب : متى سيرن ؟ ” و ظهر فيها الهاتف المحمول داخل القصة وفقًا للرسم التوضيحي الأتي :
و بالرجوع إلي أرشيف الرسوم المتحركة البريطاني تم التأكد بالفعل من أنه تم رسم تلك القصة المصورة و كانت بواسطة الفنان “دبليو كيه هاسلدن” و نشرت لأول مرة في جريدة ” الميرور ” في يوم 5 مارس 1919 ثم أعيد نشرها لاحقًا في 23 يناير عام 1923 و لكن مع عنوان مختلف و كان “عندما يكون لدينا جميعًا هواتف الجيب ” لذلك نستطيع القول بأن تلك المزاعم بالفعل صحيحة .
و مما يبدو كانت تلك الرسومات ردًا على تصريحات صدرت عن شركة ” ماركوني للتلغراف و الإتصالات اللاسلكية ” و التي كانت في ذلك الوقت واحدة من أوائل اللاعبين في مجال الإتصالات اللاسلكية حيث قالت بأنها لم تكن بعيدة عن تحقيق هاتف لاسلكي بحجم الجيب كما هو موضح في تقرير نشر على نطاق واسع في أوائل مارس عام 1919 و قيل فيه أن الشركة تواصل التجارب على نوع جديد من الهواتف اللاسلكية و أنها وصلت إلى مرحلة متقدمة جدا لدرجة أنه من المرجح في غضون بضعة أسابيع وجود إتصالات بين لندن و نيويورك و إستغلال ذلك في الخدمات التجارية و ذلك بحسب تصريح “جودفري سي. إيزاكس” المدير الإداري للشركة و الذي تنبأ أيضا بالإدراك المبكر لهاتف الجيب اللاسلكي حيث قال أن التجارب قادتهم إلى الإعتقاد بأن هاتف الجيب اللاسلكي سيكون قيد الاستخدام اليومي في أي وقت قريب .