في أوائل عام 2010 شهدت شبكة الإنترنت إنتشار واسع لصور مخلوق بحري تم إكتشافه مؤخرا قبالة سواحل أستراليا و تسمانيا و نيوزيلندا و علي الرغم من صعوبة تصديق أنها سمكة بالأساس إلا أن العلماء أطلقوا عليها إسم السمكة المنتفخة و نظرا لأنها لم تكن من أكثر الأنواع جاذبية من الناحية المرئية في مملكة الحيوان لكنها فازت عام 2013 بمسابقة أقبح الحيوانات في العالم التي نظمتها جمعية الحفاظ على الحيوانات القبيحة في المملكة المتحدة و هو الأمر الذي دفع الكثير من مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي للإعتماد عليها في التعبير عن بعض من المواقف الطريفة و لكن من المثير للإهتمام أن ما يسمى بالسمكة المنتفخة قد لا تكون قبيحًة على الإطلاق لأن الصور الأكثر شيوعًا لذلك المخلوق لا تظهره في حالته الطبيعية و لكن بعد إبعاده من أعماق البحار و يصبح بذلك أحد أكثر الحيوانات التي يُساء فهمها علي الإطلاق .
تم إكتشاف السمكة المنتفخة عام 2003 من قبل فريق من الباحثين كانوا يستكشفون المحيطات بالقرب من “نيوزيلندا” أثناء وجودهم على متن أحد القوارب حيث تمكنوا من العثور علي أكثر من 100 نوع جديد من الأسماك و اللافقاريات من خلال سحب معدات الصيد بشباك الجر من قاع المحيط و كان من بينهم السمكة المنتفخة و تعتبر “كيرين باركنسون” عالمة البيئة البحرية و المصورة هي أول من ألتقى بذلك الحيوان الذي أصبح يعرف بإسم “السيد بلوب ” أو السمكة المنتفخة حيث قالت أنها تأثرت بشكلها الذي لا يُنسى لأنها كان لديها الكاريزما التي تتطلب لفت الإنتباه و أنها حين ألتقطت لها صورة بدت كما و لو أنها بشرية جدا كما وصفها “مارك ماكجروثر” مدير قسم الأسماك بالمتحف الأسترالي حيث تم حفظ السمكة المنتفخة به لاحقًا بأنها ناعمة جدًا و لزجة في نفس الوقت و هي بطول الكتاب الهزلي تقريبًا و ذات كتلة في جسمها تتذبذب مع حركة السفينة جيئة و ذهابا .
و بشكل علمي تعرف السمكة المنتفخة بإسم ” سيكرولوتيس مارسيدوس ” و هي جزء من عائلة ” السكولبين ” ذات الرأس السميك و التي تعيش في المحيط الهادئ و الأطلسي و الهندي في أعماق تتراوح ما بين 100 إلي 2800 متر تحت سطح المحيط و وفقًا للمتحف الأسترالي فأن هذه الأسماك عادة ما يكون لها رأس كروي كبير و جلد مرن لذلك تبدو السمكة المنتفخة بشكل طبيعي حين تكون بموطنها الأصلي في المياه الباردة في أعماق البحار أما بالنسبة لصورها الغريبة المنتشرة علي شبكة الإنترنت فيرجع ذلك بسبب الضرر الذي يلحق بجسمها نتيجة التغير السريع في الضغط بعد سحبها من الماء بسرعة من أعماق كبيرة حيث لا يكون لديها الوقت الكافي للتكيف علي فوارق تلك الضغوط لذلك تتلف أجسامهم و تظهر بتلك الصورة الغريبة .
و في حين أن الخبراء لديهم فكرة جيدة عما يفترض أن تبدو عليه السمكة المنتفخة تحت الماء إلا أنه لسوء الحظ لا يُعرف سوى القليل عنها حيث تم العثور علي بعض العينات من بطنيات الأقدام داخل بطونهم لذا فمن المحتمل أنها تتغذى علي الرخويات كما أن متوسط العمر المتوقع لهذه الأسماك غير معروف أيضًا رغم إشارة العلماء إلي أن معظم الأسماك التي تعيش في المياه العميقة تميل إلى العيش لفترة أطول من تلك الموجودة في المياه الضحلة لدرجة أن بعضها من الممكن أن يعيش لأكثر من 100 عام و يضيفون بأنهم غير متأكدين من كيفية تزاوج السمكة المنتفخة و لكن يرجحون أنها قد تكون من خلال الإحتضان المتشبث بدلاً من العناق الزوجي كما أنه خلال فحصها لاحظوا إفتقارها إلي شيء تمتلكه معظم الأسماك الأخرى و هي المثانة العائمة التي تحتاج العديد من الأسماك إليها من أجل الحفاظ على طفوها في الماء و يفسر العلماء إختفائه بأنه حال إمتلاكها له فسوف ينهار تحت الضغط الشديد و لكن عوضا عن ذلك تستخدم الماء نفسه كدعم هيكلي لها .
و رغم العثور علي السمكة المنتفخة عام 2003 إلا أنها ظهرت أول مرة للعلن عام 2010 في برنامج تلفزيوني أسترالي و منه تحولت إلي نجمة تلفزيونية شهيرة بعد دعوة الجمهور و تشجيعه علي إنقاذها و حصلت علي عدد ضخم من المتابعين علي وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك و تويتر و نالت الكثير من الإعجابات و المشاركات و أصبحت ظاهرة يتم إستخدامها في العديد من الطرائف المصورة كما حصلت علي إهتمامًا دولي متزايد لدرجة أن فنانًا يُدعى “مايكل هيرست” كتب أغنية تكريما لها و على أحد المواقع الإلكترونية توقعت السمكة المنتفخة الفائز ببطولة كأس العالم في كرة القدم تلك السنة و لكن لا شيء عزز صورتها لدي الجموع إلا بعد مشاركتها في مسابقة أقبح الحيوانات في العالم لعام 2013 و فوزها باللقب الذي أصبحت من خلاله أقبح حيوان في العالم و تصبح تميمة جمعية الحفاظ على الحيوانات القبيحة و هي منظمة مقرها “المملكة المتحدة” تعمل علي إدارة تلك المسابقة من أجل حماية الحيوانات المهددة بالانقراض عن طريق لفت الإنتباه للحصول علي الإهتمام الكافي .
و لعل عقب عرض السمكة المنتفخة في وسائل الإعلام المرئي و الإليكتروني بدأت تظهر بعض من المخاوف بشأنها و لكن أتضح بعد ذلك أنها كانت مبالغ فيها إلي حد كبير كما طالتها العديد من الشائعات أبرزها تعرضها لخطر الإنقراض نتيجة كونها ضحية للصيد الجائر بالقرب من سواحل “أستراليا” و “نيوزيلندا” إلا أنه في واقع الأمر و مع التدقيق في البحث تم التأكد من أن السمكة المنتفخة تتمتع بأعداد كافية منها داخل الأعماق لحسن الحظ .