تسبب العديد من الكوراث الطبيعية مثل البراكين و الزلازل و التسونامي الكثير من المأسي نتيجة إلحاقهم الخراب و الدمار للعديد من المدن و القري مع تكبيد دولهم خسائر مادية و بشرية ضخمة و لكن الأكثر مأساة في ذلك هو عجز فرق الإنقاذ عن محاولة نجدة الضحايا إما لكثرة أعدادهم أو لتواجدهم في أماكن يصعب الوصول إليها و هو ما تبرزه تلك الصورة الحاصلة علي جائزة الصحافة الدولية عام 1986 و تظهر الطفلة الكولومبية أومايرا سانشيز ذات 13 عاما قبل ساعات قليله من وفاتها أثناء محاصرتها وسط حطام منزلها الناتج من ثوران بركان نيفادو ديل رويز .
التاريخ : 16 نوفمبر عام 1985 .
المصور : الفرنسى ” فرانك فورنيير ” – وكالة ” كونتاكت بريس ايمج ” .
التفاصيل : تبدء قصة الصورة حين ثار بركان ” نيفادو ديل رويز ” الموجود فى “كولومبيا” و أدى خروج حممه إلي ذوبان الغطاء الجليدي للجبل تسبب في حدوث تدفقات طينية إندفعت إلى وديان الأنهار أسفله مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 23 ألف شخص و تدمير مدينة ” أرميرو ” مع 13 قرية أخرى بما تحتويها من مباني منها منزل الطفلة ” أومايرا سانشيز ” التي أستيقظت من نومها مع أسرتها حين سمعوا صوت التدفقات تتجه نحو منزلهم و أصبحت محاصرة تحت حطام منزلها الخرساني و غيره من الأنقاض و لم تستطيع تحرير نفسها و خلال الساعات القليلة الأولي كانت مغطاة بالخرسانة لكنها إستطاعت تحرير يدها و رأها احد المنقذين حيث قام هو و آخرين بإزالة الحطام من حولها و بمجرد تحرير الفتاة من الخصر حاول المنقذين إخراجها لكنهم وجدوا أن المهمة تكاد تكون مستحيلة دون كسر ساقيها بالإضافة إلي أنهم كلما حاولوا سحبها لأعلى كانت المياه تتدفق عليها و تواجه خطر الغرق فأضطر المنقذون لإبقائها طافية بذلك الشكل و محاولة فهم أسباب عدم إنتشالها و أكتشف الغواصين أن ساقي ” أومايرا سانشيز ” كانتا عالقتين تحت باب مصنوع من الطوب بالإضافة إلي أن ذراعي خالتها كانتا مشدودتان بإحكام حول ساقيها أسفل المياه .
و رغم محنة ” أومايرا سانشيز ” إلا أنها كانت تتمتع بروح إيجابية و تغنى و تطلب طعاما و مياه غازية و مع مرور الوقت بدأت فى الهلوسة و طلبت من مرافقيها تركها لتموت حيث كان من المستحيل تحريرها دون بتر ساقيها و نظرًا لإفتقار الأطباء المتواجدين في المكان إلى المعدات الجراحية اللازمة لإنقاذها من آثار البتر فورا فقد أتفقوا فى النهاية على تركها تموت لأنه سيكون اأمر أكثر إنسانية و رحمة بالنسبة لها و مع مرور الوقت توفيت ” أومايرا سانشيز ” نتيجة غرغرينا أو إنخفاض في درجة حرارة جسمها و بجوارها جثمان والدها و خالتها إلا أن أخيها و لحسن الحظ قد نجا من الحادث بأعجوبة و قالت أمها التى لم تكن متواجدة فى المنزل حينها ” إنه أمر مروع و لكن علينا أن نفكر في الأحياء و سأعيش من أجل إبني ” و يعتبر وفاتها السبب في تسليط الضوء علي فشل المسؤولين في الإستجابة بشكل صحيح لتهديد ذلك البركان بالتزامن مع الثناء علي جهود عمال الإنقاذ المتطوعين للوصول إلى الضحايا المحاصرين و علاجهم علي الرغم من عدم كفاية الإمدادات و المعدات.
و يروى المصور الفرنسي ” فرانك فوريير ” ذكرياته حول الصورة حيث يقول أنه توجه من “نيويورك” إلي “بوجوتا” عاصمة “كولومبيا” بعد يومين من الكارثه ثم توجه فى رحلة طويله أستغرقت ساعات إلي مدينة “أرميرو” لتغطية الكارثة حيث كانت أحوالها مؤلمة للغاية و تعيش فى حالة صمت مخيف يتخلله الصراخ في بعض من الأوقات و أثناء تجوله وجهه أحد المزارعين إلي مكان الطفلة ” أومايرا سانشيز ” التى كانت عالقه لفترة ثلاثة أيام و يكمل بأنه وجدها بمفردها تقريبا في ذلك الوقت مع عدد قليل من الناس حولها بينما كان رجال الإنقاذ يساعدون شخصًا آخر بعيدًا عنهم و تحوم أعلاهم عدد قليل من المروحيات بعضها تمت إستعارتها من قبل شركة نفطية لمحاولة إنقاذ الناس و عقب إلتقاط صورها شعر بالعجز التام أمام هذه الفتاة الصغيرة التي كانت تواجه الموت بشجاعة و كرامة و شعر أن الشيء الوحيد الذي يمكن فعله هو الإبلاغ بشكل صحيح عن معاناتها و الأمل في أن تلك الصور قد تحشد الناس لمساعدة أولئك الذين تم إنقاذهم و يتم إنقاذهم و عند هذه المرحله بدأت الطفله فى مرحلة فقدان الوعي و الهلوسة و سألته عما إذا ما كان بإمكانه إصطحابها إلى المدرسة لأنها كانت قلقة من تأخرها و بعد أن توفت أرسل الصور إلي باريس و نشرت مجلة ” بارى ماتش ” صورتها على الغلاف و أنزعج لها الكثيرين ثم بدأت فى الإنتشار بجميع أنحاء العالم حيث كان سعيدا لوجود بعض من ردود الأفعال الإيجابية حولها حيث كان من الممكن أن يكون الأمر أسوأ لو لم يهتم الناس بها و يضيف أن الصورة ساعدت في جمع الأموال للمساعدة و أيضا إبراز اللامسؤولية و إنعدام الشجاعة لدى قادة تلك البلد .
أقرأ أيضا : صورة إنقاذ الطفلة كاسندرا من الفيضانات التى إجتاحات بورتوريكو فى أعقاب إعصار هورانتوس
و حتى الأن لا يزال بركان “نيفادو ديل رويز” نشطًا و لم تعد مدينة “أرميرو” موجودة قى ذلك الموقع حيث تم وضع مكانها القديم نصب تذكاري لتلك الكارثه و نصب تذكاري أخر صغير للطفلة ” أومايرا سانشيز ” التى نالت اهتمامًا كبيرا في الشعر و الروايات و الموسيقى الشعبية لدرجة أنه تم تشكيل فريق تشيلى لموسيقي الروك أطلق على نفسه إسم ” أومايرا سانشيز ” بالإضافة إلي وجود العديد من الكتب و الروايات التى تصور آخر أيام حياتها بالتفصيل أما من الناحية الحكومية و لمحاولة منع تكرار مثل هذه الكارثة أنشأت حكومة كولومبيا ” المكتب الوطني للتأهب للكوارث ” و المعنى بالوقايه منها و الإستعداد لها .