كثير من الأحيان يظهر في عدد من أفلام الرعب مشهدا مميزا يصبح أيقونة دائمة له فلا أحد ينسي مشهد الإستحمام في رائعة ألفريد هيتشكوك السينمائية ( سايكو Psycho ) و دوران رأس الطفلة المستحوذة من قبل الشياطين في فيلم ( طارد الأرواح الشريرة Exorcist ) و أيضا اللحظة التي ظهر فيها وجه جاك نيكلسون من خلف الباب المحطم في ( التسلق Shinning ) و مع ذلك يعتقد الكثيرين أن المشهد الأكثر دموية كان في فيلم ( فضائي Alien ) الذي أنتج عام 1979 و أخرجه ريدلي سكوت و قامت ببطولته الفنانة سيجورني ويفر و ظهر فيه أحد الممثلين و صدره يتمزق أثناء خروج الكائن الفضائي منه أمام أعين رفقائه في واحدة من أكثر المشاهد رعبا ليس للمشاهدين داخل قاعات السينما فحسب و لكن للممثلين أيضا الذين كانوا داخل المشهد لأنهم لم يكن لديهم أي علم بما سوف يكون و كان خوفهم و ردود أفعالهم حقيقي تماما من هول ما رأوه .
و بالتأكيد أغلبنا يتذكر تفاصيل المشهد و قصة فيلم فضائي Alien و لكن من لم يراه فتدور أحداثه حين يتلقى طاقم سفينة فضاء تجارية تدعي “نوسترومو” نداء إستغاثة غامض من أحد الكواكب القريبة و يتوجهوا إليه للبحث عن مصدر الإشارة و يقوم ” كين ” المسئول التنفيذي بالرحلة و يقوم بتجسيد دوره الممثل ” جون هارت ” بالخروج من المركبة و البحث في الكوكب عن أي ناجين و لسوء حظه أثناء تجوله يلتصق بوجهه كائن فضائي شرير و يتم إرجاعه للسفينة و محاولة إنقاذه دون جدوي بعد تمسك ذلك الكائن بوجهه بشكل قوي و بعد يومين يسقط ذلك الكائن منه ميتا و تدب الحياة في ” كين ” مرة أخري و يبدو أنه بخير و أثناء جلوسه في غرفة الطعام داخل السفينة مع زملائه يشربون و يضحكون و بشكل مفاجئ يصرخ من الألم ثم ينفجر صدره بشكل مروع و يخرج منه كائن فضائي يهرب من بينهم إلي داخل السفينة ثم يبدء في قتلهم واحدا تلو الأخر .
و لعل ذلك المشهد تحديدا هو الأكثر رعبا طوال أحداث فيلم فضائي Alien فأثناء عرضه في مدينة دالاس بولاية “تكساس” قام المشاهدين داخل قاعات السينما بالقفز من مقاعدهم و تدافعوا في الممرات و ركض بعضهم إلى دورات المياه و بالطبع لم يكن الجمهور هم الوحيدين الذين شعروا بالاشمئزاز من ذلك المشهد و لكن صدق أو لا تصدق فوجئ الممثلين أيضا بكل تلك الدماء و بتفاصيل المشهد المرعبة و هو ما ظهر في ردود أفعالهم أثناء الفيلم و لكن قبل أن نتحدث عن واحدة من أعظم النكات العملية في عالم السينما علينا العودة إلى الوقت الذي أصيب فيه “دان أوبانون” كاتب ذلك الفيلم بتسمم غذائي و الذي كان له الفضل في إلهامه بذلك الفيلم و بطبيعة ذلك الوحش الفضائي .
و تقول القصة أن ” دان أوبانون ” كاتب سيناريو فيلم فضائي Alien كان يتناول بعض من الوجبات السريعة إحداها كان ساندوتش من الهمبرجر السيئ الإعداد لذلك أثناء الليل أستيقظ من نومه و هو يعاني من حالة تسمم غذائي مؤلمة و أضطر إلى إستدعاء إحدي سيارات الإسعاف التي هرعت إليه و قامت بنقله علي الفور إلي المستشفي و خلال معاناته كان خياله جامحًا حيث تصور وجود وحشًا داخل أحشائه يقوم بضربه و التسبب في تلك الألام و بسرد تلك الخيالات إلي الكاتب ” رون شوسيت ” الذي شاركه في كتابة الفيلم بدأت الفكرة تتبلور حول وجود مخلوق فضائي يلقح البشر من أفواههم ثم بدأت مقترحاتهم في الإندماج ليكتبوا سويا سيناريو فيلم هو الأرعب علي الإطلاق .
و بمجرد الإنتهاء من السيناريو تم الإعتماد علي المخرج ” ريدلي سكوت ” لإخراج فيلم فضائي Alien و عندما حان وقت تصوير ذلك المشهد أخيرًا أمر معظم الممثلين بمغادرة المكان لأنه لم يكن يريد منهم أن يروا المخلوق حتى اللحظة التي يتمزق فيها جسد “جون هارت” حيث كان يهدف إلي صدمتهم و إلتقاط ردود أفعالهم الحقيقية و بالطبع كانوا يعلمون أن شيئًا ما سيخرج من صدر شخصية “كين” فهم في كل الأحوال قد قرأوا السيناريو لكنه لم يكن موضحا أي تفاصيل حيث كان المكتوب ببساطة “هذا الشيء يظهر” و لم يعرفوا حقًا كيف سيكون شكله بإستثناء ” جون هارت ” بالطبع الذي كان يعرف حين بدء طاقم الخدع عمله حيث كان جسده الذي ظهر في الفيلم و هو يتمزق عبارة عن صندوق إصطناعي قام فريق المؤثرات الخاصة بملئه بالكامل بالأعضاء المشتراة من محل جزارة قريب إضافة إلى الكلى و الكبد و كان إثنان من الفنيين يجلسون تحت الطاولة بآلة دم مضغوطة و على إستعداد لإطلاق ستة جالونات من السائل الأحمر على المجموعة .
و عندما عاد الممثلين أخيرًا أستقبلتهم أجواء مقلقة حيث كانت جميع الكاميرات الأربعة ملفوفة بالبلاستيك و كان أفراد الطاقم يرتدون معاطف واقية من المطر و خلال التصوير و عندما حاول المخلوق الفضائي شق صندوق ” هارت ” المزيف لم تتمكن الدمية من عبور القميص و مع قيام فريق المؤثرات الخاصة بقص القماش بشكل طفيف أقترب الممثلين و خفت مخاوفهم مؤقتًا و سرعان ما أندلع جرح الخروج بفضل بعض المتفجرات الصغيرة و ظهر مشهد إنفجار الصدر بشكل رائع و تناثرت الأعضاء و الدماء المزيفة في جميع أنحاء المكان و التي من شدة غزارتها قام المخرج لاحقا بتخفيف ظهورها بالمشهد في مرحلة ما بعد الأنتاج و وفقًا للخطة كانت ردود أفعال الممثلين المصدومة و الخائفة حقيقية تمامًا حيث سقطت دفعة من الدم مباشرة على وجه “فيرونيكا كارترايت ” التي لعبت دور ” الملاحة لامبرت ” و كانت متفاجئة للغاية لأنها سقطت في الواقع للخلف بينما كانت الكاميرات ما زالت تصور و عندما أوقف ” ريدلي سكوت ” التصوير كان الممثل ” يافيت كوتو ” الذي قام بدور ” باركر ” كبير المهندسين منزعجًا للغاية لدرجة أنه جلس في غرفته و رفض التحدث إلى أي شخص .
أقرأ أيضا : كيف تم تصوير شوارع لندن و هي فارغة بإفتتاحية فيلم 28 يوم لاحقًا 28 Days Later
و نجحت مزحة المخرج الرئيسية و بفضل همبرجر “دان أوبانون” الفاسد و مهارات التمثيل لدي “جون هارت” و بعض المؤثرات الخاصة المدهشة أصبح مشهد إنفجار صدر كين و خروج ذلك المخلوق منه أحد أبرز المشاهد في تاريخ السينما العالمية و التي لا تزال عالقة في ذهن الجمهور حتي وقتنا الحالي .