من حين إلي أخر نسمع في عالم كرة القدم بعض من الأصوات التي تتحدث عن إعتماد عدد من اللاعبين و الفرق علي دجالين و مشعوذين من أجل ممارسة السحر الأسود و تسخير الجن للتدخل من أجل تعديل العديد من نتائج المباريات و هي أقاويل تواجه بالسخرية من قبل الجماهير بإعتبارها شيئ من الخرافات و لكن في قارة أفريقيا و نتيجة الفقر و قلة الوعي و التعليم فقد تؤخذ تلك الأمور بشئ من الجدية حيث يعتبر السحر الأسود قديما جزء من التراث الأفريقي و كان ينظر إليه بإعتباره وسيلة خارقة للطبيعة لإلحاق الأذى بالبشر و رغم زيادة الوعي لدي العديد من الأفارقة في العصر الحديث إلا أنهم لا يزالون مقتنعين بوجوده و إن أختلفت النظرة قليلا بعد أن أصبحت تلك الطقوس السحرية تستخدم لمنع الأذي عن الناس و بالتبعية حماية الفرق و اللاعبين من سوء النتائج و الإصابات داخل المستطيل الأخضر .
و لكن لنسأل أنفسنا هل السحر الأسود يؤمن به العديد من الناس داخل كرة القدم الأفريقية أم أن الامر مجرد مبالغات و من نسج الخيال ؟ و من أرض الواقع تأتي الإجابة ففي عام 2000 زُعم أن مسؤولاً في الإتحاد النيجيري لكرة القدم سار على أرض الملعب لسرقة الشباك التي وضعت في مؤخرة شباك منتخب “السنغال” خلال مباراة ربع النهائي في بطولة كأس الأمم الأفريقية التي كانت تنظم في ” نيجيريا ” و قد أدى تدخله بعد 15 دقيقة من بداية المباراة إلى أحراز اللاعب ” أجاوا ” لهدفين في الدقائق الأخيرة بعد أن كان التقدم للسنغال طوال المباراة و كان صعودها لنصف النهائي أمرا وشيكا كما أنه قبل مواجهة منتخب “الكاميرون” مع “مالي” في نصف نهائي كأس الأمم الأفريقية عام 2002 و التي نظمت في ” مالي ” ألقت شرطة مكافحة الشغب القبض على المدرب الكاميروني ” وينفريد شيفر ” و معه مدرب حراس المرمي ” توماس نكونو ” بزعم وضعهم سحرًا على أرض الملعب قبل وقت قصير من إنطلاق المباراة .
و في “الكوتديفوار” حسمت السلطات جدل أستمر لمدة 10 سنوات كان أبطاله مجموعة من السحرة الذين زعموا أنه كان لهم دورًا في فوز بلادهم بالبطولة التي نظمت علي أرضها عام 1992 و قيل إن وزير الرياضة هو من وظفهم للقيام بتلك الأمور خاصة فى المباراة النهائية التي تغلبوا فيها علي منتخب ” غانا ” بنتيجة 11-10 بركلات الترجيح بعد التعادل في الوقت الأصلي بنتيجة 0-0 و في عام 2015 أظهر مقطع فيديو اللاعب الغاني “أندريه أيو” و هو يرش مادة بيضاء على أرضية الملعب قبل أن يواجه فريقه منتخب “كوت ديفوار” في نهائي كأس الأمم الأفريقية و على الرغم من ذلك الفعل إلا أن المباراة أنتهت بخسارة الغانيين للبطولة و قبل بضع سنوات كان هناك مواجهة في الدوري الرواندي الممتاز بين فريقي “موكورا فيكتوري” و “رايون سبورتس” و في مقطع فيديو تم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي أظهر إنطلاق المهاجم “موسى كامارا” الذي كان فريقه متأخرا بهدف و أضاع العديد من الفرص للتسجيل بالذهاب إلي مرمي الخصم و رش مادة غريبة بجوار القائم ثم طارده حارس المرمي و يتوقف اللقاء للحظات و مع بدء الشوط الثاني سجل “كامارا” هدف التعادل و بعد المباراة قام الإتحاد الرواندي بتغريمه مبلغ 100 ألف فرنك رواندي مع تهديد شديد اللهجة للاعبين بتوقيع عقوبات قاسية علي كل من يتم ظبطه أثناء ممارسة أي طقوس تتعلق بالسحر الأسود .
أقرأ أيضا : قصة مباراة لكرة القدم أقيمت فى حضور أطباق طائرة و كائنات فضائيه
و رغم ما سبق من القصص إلا أن فكرة إستخدام السحر الأسود في المباريات هو أمر جدلي فبينما يعتقد بعض لاعبي كرة القدم أن تلك الطقوس تعمل بالفعل و لها تأثير علي النتائج يؤمن البعض الأخر أنها أمور خرافية و لا يجب تصديقها حيث يقول “جوران ستيفانوفيتش” مدرب منتخب “غانا” الأسبق أن السحر الأسود حقيقي و ليس مجرد خيال و عزا فشل فريقه في الفوز ببطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2012 بسبب محاولة لاعبيه التفوق على بعضهم البعض بإستخدام السحر الأسود كما أتهم الكرواتي “زدرافكو لوجاروسيتش” مدرب منتخب “زيمبابوي” الأسبق “الكاميرون” بممارسة السحر قبل مباراتهم الإفتتاحية لبطولة أمم إفريقيا عام 2020 و التي خسرها بهدف نظيف و نشرت صورة للمدرب الكرواتي و هو يعرض جثة خفاش مصحوبة بعلامة كتب عليها “السحر في الكاميرون”.
و كشف اللاعب النيجيري الدولي السابق “بيتر أوديموينجي” أن معظم اللاعبين الأفارقة عند الإصابة يؤمنون بعلاج السحر الأسود أكثر من الذهاب لرؤية الأطباء حيث يقول أن ما لا يقل عن 70٪ من اللاعبين يؤمنون بتلك الخرافات و يعتقدون أن نوعًا من المراهم السحرية ستوفر لهم الوقت الذي سيذهب في التعافي و تناول العقاقير كما قال اللاعب النيجيري السابق ” إيميكا أزيجو ” أنه عندما أنضم إلي المنتخب عام 1987 كانت هناك دمي سحرية في كل مكان حيث يقوم اللاعبين بتعليق جميع أنواع التمائم للحصول على أفضل أداء إضافة إلي ضمان كسب اللقاء أما بالنسبة للمؤسسات الرياضية الحاكمة لتلك اللعبة فرغم ما تشهده القارة الأفريقية من أساليب السحر الأسود إلي أنه من الواضح أن الإتحاد الأفريقي لكرة القدم ( كاف ) و الأتحاد الدولي لكرة القدم ( فيفا ) لا يؤمنون بمثل تلك الأفكار و لذلك فهم يلتزمون الصمت حيالها و لم يقوموا بتضييق الخناق علي تلك الأنشطة أو وضع لوائح تجرم ذلك لعدم أهميتها لأنه إذا كان الأمر حقيقي بالفعل فلما لم يفز أي منتخب أفريقي ببطولة كأس العالم أو حتي الوصول إلي المباراة النهائية .