عند سماعك لكلمة هوليوود سيتبادر لذهنك علي الفور منطقة توجد في الولايات المتحدة بها معلم بارز مكتوب بحروف بيضاء في تلال مدينة لوس أنجلوس و تعد معقل السينما الأمريكية و ذلك لإحتضانها العديد من الأستوديوهات التي تستضيف تصوير مشاهد الأفلام التي يقوم ببطولتها أبرز الممثلين كما أنه في ذلك المكان أيضا يتم فرش السجاد الأحمر الذي يسير عليه كبار المشاهير لحضور حفل توزيع جوائز الأوسكار و بالإنتقال من أقصي الغرب من العالم لأقصي الشرق سوف نجد كلمة أخري يطلق عليها إسم بوليوود التي تعد رمزا لصناعة السينما الهندية التي بدأت في مدينة بومباي أوائل القرن الماضي و تعتبر واحدة من أهم القوي الناعمة لتلك البلد و مصدرا هاما للدخل القومي و التي تتميز أفلامها بطول مدتها و إحتواء تفاصيلها في الغالب علي قصص مأساوية يتخللها مشاهد تحتوي علي أغاني و رقص و إستعراضات مبهرة كما تعد هي الأكثر إنتاجية بواقع 1000 فيلم كل عام .
ما هو تاريخ بوليوود ؟
يمكن إرجاع أصول السينما الهندية أو “بوليوود” إلى القرن التاسع عشر حين عُرضت أولى صور الأخوين لوميير التي ألتقطت عام 1896 في مدينة مومباي (بومباي آنذاك) ثم تم صنع التاريخ بشكل فعلي عندما كان المصور الفوتوغرافي ” هاريشندرا ساخارام بهاتافديكار ” المعروف أيضًا بإسم ” سيف دادا ” منبهر جدًا من عمل الأخوين لومير لدرجة أنه أشترى كاميرا من “إنجلترا” ألتقط بها مشاهد لقتال مصارعة يحدث داخل الحدائق المعلقة في ” مومباي ” عام 1899 و التي كانت بمثابة أول فيلم سينمائي في تاريخ السينما الهندية و أطلق عليه إسم ” المصارعين ” .
و في عام 1913 قام ” داداساهيب فالكي ” الذي كان منتج و مخرج و كاتب سيناريو و مصور سينمائي و محرر و فنان مكياج و ينظر إليه الكثيرين بإعتباره رائد السينما الهندية الأول بإنتاج أول فيلم روائي طويل صامت حمل إسم ” راجا هاريسشاندرا ” و حقق الفيلم نجاحًا تجاريًا كبيرا كما كان أول فيلم هندي يعُرض في “لندن” و على الرغم من أن “داداساهيب فالكي” أشرف على إنتاج ثلاثة و عشرين فيلمًا بداية من عام 1913 و حتي عام 1918 إلا أن ظهور صناعة السينما في “الهند” كان أبطأ من هوليوود و بحلول أوائل العشرينيات من القرن الماضي ظهرت مجموعة شركات إنتاج جديدة و كانت الأفلام المسيطرة علي تلك المرحلة هي المتأثرة بالأساطير و التاريخ بينما كانت أفلام الحركة تأتي من السينما الأمريكية .
و بحلول عام 1931 عُرض في “بومباي” أول فيلم ناطق و كان بعنوان “علم آرا” للمخرج “أردشير إيراني” و الذي كان بمثابة إشارة إلي بداية حقبة جديدة في تاريخ السينما الهندية و كانت أغنية ” دي دي خودا كي نام بار ” هي أول أغنية تُغنى داخل فيلم سينمائي هندي و في عام 1937 أصبح فيلم ” كيسان كانايا ” من إخراج ” موتي جيدواني ” هو أول فيلم هندي ملون و مع ذلك لم تكن الصور الملونة شائعة حتى الخمسينيات من القرن الماضي و بعد ذلك أنشئت شركات إنتاج أخرى مما أدى إلى زيادة عدد الأفلام التي تم إصدارها و بالتالي إنشاء دور عرض سينمائية ضخمة خلال هذه الفترة و زاد عدد رواد السينما بشكل كبير كما ظهرت العديد من الشخصيات السينمائية المهمة خلال ثلاثينيات و أربعينيات القرن العشرين مثل “ديباكي بوس ” و “تشيتان أناند” و “إس إس فاسان” و غيرهم .
و بالتوازي مع نشأة ” بوليوود ” و تطورها بدأت تظهر سينمات إقليمية أخري ففي عام 1917 أخرج ” جي اف مادان ” أول فيلم سينمائي بنغالي و شارك فيه عدد من الممثلين الإيطاليين و في عام 1919 تم إنشاء ” كييشاكا فادهام ” و هو أول فيلم صامت في “جنوب الهند” و أخرجه “ر.ناتاراجا موداليار” و في عام 1931 صدر فيلم ” جاماي شاشثي ” و الذي كان أول فيلم روائي طويل بنغالي و بصرف النظر عن اللهجات البنغالية و الجنوبية الهندية فقد تم إنتاج أفلام إقليمية أيضًا باللغات الآسامية و الراجاستانية و البنجابية و الماراثية و ثقافات أخرى .
و خلال الحرب العالمية الثانية أنخفض عدد الأفلام التي تم إنتاجها لفترة وجيزة ثم بدأت صناعة السينما الهندية الحديثة في عام 1947 و خلال هذا الوقت شهدت نموًا هائلاً وغير مسبوق حيث قام صانعو لأفلام البارزين مثل “ساتياجيت راي” و “بيمال روي” بعمل أفلام حول الطبقة الدنيا و الصعوبات اليومية التي يقومون بمواجهتها و بدأ إهمال الموضوعات الأسطورية و التاريخية التي كانت مسيطرة في السابق و بدأت الأفلام ذات الرسائل تهيمن على تلك الأعمال و التي تناقش عدد من المشاكل الإجتماعية مثل المهور و الزواج الأحادي و غيرها حيث تعتبر فترة الخمسينيات و الستينيات من القرن الماضي هي الفترة الذهبية للفيلم الهندي و ذلك لظهور ممثلين بارزين مثل “راج كابور” و “ديليب كومار” و “مينا كوماري” و “وحيدة رحمان ” و غيرهم بالإضافة إلي تركيز المخرجين الشباب مثل “ريتويك جاتاك” و “مرينال سين” و آخرين على القضايا الحقيقية للناس العاديين و لذلك أخرجوا عدد من الأفلام الممتازة التي ساعدت صناعة السينما الهندية على تطوير وجودها في المشهد السينمائي العالمي .
و بحلول السبعينيات ظهرت أفلام الماسالا لأول مرة في “بوليوود” مع ممثلين مثل “راجيش خانا” و “دارمندرا” و “هيما ماليني” و آخرين ممن أسروا الجماهير و يعتبر الكثيرين أن المخرج “مانموهان ديساي” هو أب تلك النوعية من الأفلام حيث يقول أنه يريد أن ينسى الناس حزنهم و ينقلهم إلي عالم خيالي حيث لا يوجد فقر و لا يتامى و بأن الله منشغل برعاية عباده و مع دخول السينما الهندية و ” بوليوود ” إلي حقبة الثمانينيات بدأ ظهور عدد من المخرجات النساء مثل “ميرا ناير” و “أبارنا سين” و غيرهن ثم شهدت فترة التسعينيات ظهور جيل جديد من الممثلين مثل “شاروخان” و “سلمان خان” و “مادوري ديكسيت” و “عامر خان” و غيرهم حيث أستخدم هؤلاء الممثلين أساليب جديدة لتحسين أعمالهم و رفع مستوى صناعة السينما الهندية و الارتقاء بها و مع دخول الألفية الجديدة يعد عام 2008 هو الأكثر تميزا في تاريخ بوليوود بعد حصول الملحن ” إي أر رحمن ” علي جائزة أوسكار لأفضل موسيقى عن فيلم المليونير المتشرد Slumdog Millionaire .
الموسيقي في بوليوود
منذ بداية أول فيلم ناطق في ” بوليوود ” كانت الموسيقى سمة من سمات السينما الهندية حيث تحتوي أفلامها ما بين 6 إلي 10 مقطوعات موسيقية لذلك فهي لا تقل أهمية عن أداء الممثلين أو الإخراج أو قصة الفيلم نفسه و هو ما يجعل الملحنين مهمين جدا في ” بوليوود ” و يعتبر الشيء المثير للإهتمام الذي يجب ملاحظته حول أغاني الأفلام الهندية هو أنه يتم تأديتها كموسيقى خلفية بدلاً من كونها جزءًا من السرد كما أنه يتم غنائها بشكل إحترافي من خلال مزامنة الشفاه بواسطة فريق التمثيل و مع ذلك نظرًا لأن الكلمات و الرقص متزامنان بدقة فيعتقد المشاهدين أن الأغنية جزء من العرض و أحيانا الممثل أو الممثلة هم من يقومون بالغناء أيضا و ليس مغنيين أخرين و هو أسلوب تأثرت به سينمات أخري أبرزها هوليوود التي إتبعته في عدد من الأفلام الشهيرة مثل “مولان روج” و “المليونير المتشرد” .
الرقص في بوليوود
يمارس الرقص في “الهند” منذ أكثر من 500 عام لذلك ليس بالغريب أن يعتبر من العناصر الأساسية في أي عمل سينمائي حيث كان في السابق أشكال الرقص التقليدية مثل ” بهاراتاناتيام ” و ” كاثاك ” و الرقصات الشعبية من أجزاء مختلفة من البلاد تهيمن على رقصات أفلام بوليوود و مع ذلك منذ الثمانينيات بدأت بعض من تقنيات الرقص الغربي في التأثير علي أفلام بوليوود .
و يعتمد رقص “بوليوود” علي تحريك الرأس و الرقبة و الجذع و القدمين و يتضمن الأسلوب الحديث جوانب من الرقص الهندي التقليدي و مجموعة متنوعة من تقاليد الرقص الأخرى في وجود خلفيات طبيعية أو مبهرة من الناحية المعمارية و وجود عدد كبير من الراقصين في الخلفية و أزياء نابضة بالحياة و يمكن للرقصة أحيانًا أن تحكي جزءًا من قصة الفيلم ففي حالة الأفلام الغنائية التي تدور حول الموسيقى و الرقص يرتدي الراقصين الهنود ملابس ذات ألوان زاهية و يستخدمون إيماءات الوجه و حركات اليد و وضعيات الجسم .
أبرز الممثلين
- شاروخان : ينظر إليه البعض بإعتباره ملك بوليوود حيث عمل في أكثر من 100 فيلم خلال التسعينيات و يشتهر بتصويره الأدوار الرومانسية ولديه قاعدة معجبين صلبة في “الهند” و خارجها .
- أميتابتشان : بدأ حياته العملية في التمثيل منذ سبعينيات القرن الماضي و مثل أكثر من 200 فيلم و يعتبر على نطاق واسع أحد الشخصيات الرائدة في صناعة الأفلام الهندية .
- بريانكا شوبرا : ظهرت في أفلام و عروض تلفزيونية في بوليوود و هوليوود و هي متزوجة من “نيك جوناس” موسيقي هوليوود الشهير.
- داهاراميندرا : ظهر في أكثر من 100 فيلم ناجح و يعد من بين أكثر الممثلين شعبية في البلاد.
- سلمان خان : و هو من أشهر نجوم بوليوود و يعشقه الناس بإسم “سلمان بهاي” .
- كانجانا رانوت : حصلت على جائزتين وطنيتين للأفلام و صدر فيلمها الأول في عام 2006 وحصلت على جائزة FilmFare لأفضل ظهور نسائي لأول مرة لأدائها المتميز في هذا الفيلم.
- ديبيكا بادكون : واحدة من أكثر ممثلات بوليوود جاذبية و والدها هو “براكاش بادكون” لاعب كرة الريشة و شاركت هي أيضًا في بطولة كرة الريشة الوطنية و مع ذلك تخلت عن مسيرتها الرياضية لمتابعة مهنتها كعارضة أزياء و ممثلة .