من حين إلي أخر تقدم لنا هوليوود عدد من الأفلام التي تستغل بعض الرياضات الشهيرة التي يتابعها الكثير من الناس و تقوم بتوظيفها في عمل سينمائي داخل إطار درامي و من الملاحظ أن تلك النوعية من الأفلام تنال شعبية كبيرة لدي الجمهور خاصة من معجبي تلك الألعاب و لكن هل من الممكن أن يحدث العكس و تنتقل الرياضة من عالم السينما إلي أرض الواقع و هو تساؤل كانت إجابته في الكويديتش و هو إسم ربما يعتبر مألوف إليك حال كنت أحد متابعي سلسلة روايات و أفلام هاري بوتر الشهيرة و التي كانت هي الرياضة الأكثر شعبية داخل مدرسة هووجورتس و تتضمن معدات سحرية أبرزها المكانس الطائرة حيث قام البعض بتكييفها لتكون مناسبة علي أرض الواقع و أصبح يمارسها عدد كبير من اللاعبين الذين يمتطون المكانس الطائرة و يتنافسون فيما بينهم و لكن لحسن الحظ علي الأرض تلك المرة .
تاريخ لعبة الكويديتش
و بإلقاء نظرة علي تاريخ لعبة “الكويديتش” سنجد أنها بدأت في شكلها الأكثر قبولًا على نطاق واسع في كلية “ميدلبري” في ولاية “فيرمونت” الأمريكية عام 2005 حين قرر مجموعة من الطلاب هناك تكييف هذه الرياضة المقتبسة من سلسلة هاري بوتر لتكون بشكل واقعي أكبر من خلال إنشاء مجموعة من القواعد التي بها بعض من الإختلافات الواضحة عن الرياضة الموصوفة في الرواية و هي الخاصة بالأجزاء السحرية بها لصعوبة تنفيذها بطبيعة الحال و لكن بالنسبة للجزء الأكبر كانت اللعبة تشبه “الكويدتش” بشدة كما هو موصوف في القصص و سرعان ما أصبحت هذه الرياضة شائعة في “ميدلبري” ثم إزدادت شعبيتها و بدأت في الإنتشار إلى الكليات الأخرى في شمال شرق “الولايات المتحدة” .
و مع حلول عام 2007 أقيمت أول بطولة لكأس العالم في لعبة “الكويدتش” من خلال مباراة أجريت بين كلية “ميدلبري” و كلية “فاسار” و فازت بها الأولي و في العام التالي أقيمت نفس البطولة و شارك فيها 12 كلية منها واحدة من “كندا” و مع مرور الأعوام كان هناك المزيد من الكليات التي ترسل فرقها من أجل التنافس و في عام 2010 نمت تلك الرياضة إلى الحد الذي تم فيه إنشاء هيئة إدارية رسمية للإشراف عليها و هي جمعية الكويدتش الدولية (IQA) و التي كانت بداية ظهورها في ولاية “فيرمونت” ثم تم نقل مقرها في وقت لاحق إلى “نيويورك” و في الوقت الحالي أصبح يمارس تلك الرياضة مئات من الفرق المنتشرة في الغالب عبر “الولايات المتحدة” و “كندا” و بعضها موجود أيضا في دول أخرى مثل “فرنسا” و “فنلندا” في فرق مكونة من أفراد ينتمون إلي كليات و مدارس ثانوية و نمت اللعبة بشكل كبير ففي بطولة كأس العالم التي نظمت عام 2011 شارك فيها 94 فريقًا قادمين من أربعة بلدان مختلفة .
قوانين لعبة الكويديتش
و تعد لعبة ” الكويديتش ” رياضة مختلطة تتبع قاعدة 4-3 بمعنى أن يكون الفريق الموجود في الملعب ممثل من أربعة لاعبين من جنس واحد و ثلاثة من الجنس الآخر طوال المباراة و هدفها الرئيسي هو تسجيل نقاط أكثر من الفريق الخصم حيث يتم منح 10 نقاط عند تسجيل الأهداف و 30 نقطة عند إصطياد “الواشي” و هي كرة تنس موضوعة داخل جورب أما الملعب فهو بيضاوي الشكل بحجم نصف ملعب كرة القدم تقريبًا و مقسم إلى نصفين مع خط الوسط الذي يفصل الحقل إلى نصفين متساويين و عند خط النهاية الخلفي لكل نصف منهم توجد ثلاثة أهداف متباعدة بالتساوي بجانب بعضها البعض في المنتصف و تتألف من حلقات بحجم الطوق مثبتة فوق أعمدة من ثلاثة ارتفاعات مختلفة و متفاوتة و حول كل منطقة مرمي توجد مساحة تُعرف باسم منطقة “الحارس ” حيث يكون هناك حارس لكل فريق و هو محصنًا من أشكال معينة من التدخلات من قبل اللاعبين المنافسين و يتم تسجيل الأهداف عن طريق رمي الكرة عبر أي من الأطواق الثلاثة و من أي إتجاه حيث يمكن للاعبين المهاجمين التسجيل عن طريق الإلتفاف حول الجزء الخلفي من المرمي و رمي الكرة من الخلف .
و في لعبة “الكويديتش” تستخدم كرة عبارة عن كرة طائرة مفرغة قليلاً من الهواء تُعرف باسم كرة الريشة و عادة ما يتم رميها و تمريرها و إمساكها بإستخدام ذراع واحدة فقط و يرجع السبب في ذلك أن اللاعبين عادةً ما يستخدمون الذراع الأخري لإبقاء المكنسة مزروعة بين أرجلهم أثناء اللعب و هو أمر يزيد من صعوبة اللعبة بشكل كبير لأنه ليس من السهل القفز و الركض و المراوغة مع الحفاظ على المكنسة بين فخذيك حيث يؤدي الفشل في البقاء مثبتًا على المكنسة إلى أن يكون اللاعب بعيدًا عنها و يجب عليه العودة إلى هدفه الخاص و لمسه و إعادة ركوب المكنسة قبل إستئناف المشاركة في اللعب كما تشمل المعدات الأخرى المستخدمة ثلاث كرات للمراوغة تُعرف بإسم ” الهراوة ” و التي يتم إلقاؤها على اللاعبين المنافسين و إذا تعرض اللاعب للضرب بمضرب فيتم طرده و يجب أن يسقط أي كرة في حوزته و يعود إلى مرماه و يقوم بنفس الإجراء .
كما توجد في لعبة ” الكويديتش ” ما يعرف بالواشي و هي كرة تنس موجودة داخل جورب يتم تعليقه في حزام الخصر الخلفي لشخص يعرف باسم عداء الواشي و الذي لا ينتمي إلى أي من الفريقين و هو في الأساس جزء من نفس مجموعة الحكام و يستخدم وسائل إبداعية لتجنب خلع الواشي من حزام خصره و يشمل ذلك تكتيكات مثل تسلق الجدران و الأشجار و ركوب الدراجات و رمي اللاعبين أرضًا و رمي بالونات الماء و لا يمتلك أثناء عمله مكنسة بين الأرجل لذا فيمكنهم الجري بشكل أسرع من اللاعبين و الذهاب إلى الأماكن التي يتعذر الوصول إليها لمن لديهم مكانس بين أرجلهم .
و تعتبر أحد عناصر اللعبة التي تفاجئ معظم القادمين الجدد هو أن “الكويدتش” هي رياضة تواصل إلى حد كبير و تحتوي على التدخلات حيث يمكن للاعبين التعامل مع المنافسين من أجل إيقاف الهجمات و تعطيل خططهم و ما إلى ذلك لذا يجب تنفيذ جميع التدخلات ضمن الرؤية المحيطية للاعب الذي يتم التعامل معه مما يعني عدم السماح بأي تدخل من الخلف كما أن اللعبة تعد فريدة من نوعها من حيث أن هناك أنواعًا معينة من اللاعبين و هم المطاردين و الضاربين و الحراس و الباحثين الذين يُسمح لهم بأداء حركات معينة فقط في اللعب إعتمادًا على مواقعهم و تُستخدم عصابات الرأس الملونة للإشارة إلى طبيعة مواقع هؤلاء الأفراد .
مواقع اللاعبين
المطاردين و هم أساس الفريق و يرتدون عصابات رأس بيضاء و الكرة الوحيدة التي يُسمح لهم بلمسها تسمي “الكفة” و هدفهم الرئيسي هو تسجيل الأهداف و يمكنهم أيضًا التعامل مع المطاردين المنافسين كمدافعين لهجماتهم و يلعب في كل فريق ثلاثة منهم .
الضاربين و هم الأفراد الوحيدين الذين يُسمح لهم بلمس كرات الهروات و يرتدون عصابات رأس سوداء و هدفهم الرئيسي يكون ذو شقين أولهم منع الفرقة المنافسة من التسجيل و كذلك مساعدة الهجوم عن طريق إخلاء المسارات لهم من خلال ضرب الدفاعات المتنافسة و يوجد ضاربان في اللعب لكل فريق و لا يجوز لهم التعامل مع المطاردين أو الحراس المنافسين و مع ذلك يُسمح لهم بالتعامل مع الضاربين الأخرين .
الحراس و هم حراس المرمى في كل فريق ويرتدون عصابة رأس خضراء و يكون هناك واحد في اللعب لكل فريق و أثناء تواجده في منطقة الحارس يكون محصنًا من أشكال معينة من التدخل من قبل الفرق المتنافسة و يُسمح لهم بأداء إجراءات دفاعية ضد اللاعبين الآخرين كما يمكن إستخدام حراس المرمى أيضًا في الهجوم فعندما يغادر الحارس منطقة المرمي الخاصة به فإنه يخضع لنفس مجموعة القواعد التي يخضع لها المطاردين .
أقرأ أيضا : كرة الموت .. لعبة جماعية قاتله يعاقب الفريق المهزوم فيها بالموت
الباحثين و هم أفراد لا يتفاعلون بشكل طبيعي مع لاعبين آخرين في الميدان و لكن بدلاً من ذلك يركزون على الهدف المتمثل في إصطياد الواشي و يمكنهم مغادرة الميدان لمتابعتها و يوجد واحد في كل فريق و هم يرتدون عصابات رأس صفراء و يخضعون إلي ” أرضية الباحث ” و هي مقدار الوقت المحدد مسبقًا الذي يجب أن يظلوا فيه في بداية اللعبة قبل متابعة عداء الواشي و خلال هذا الوقت يكون الباحثين على حافة الميدان لكن لا يتدخلون في اللعب و إذا طارد باحث ما عداء الواشي إلى الميدان فسيصبح عرضة لمواجهة الضاربين المنافسين من أجل منعهم من إصطياد الواشي و في حال النجاح بالإمساك بالواشي تنتهي اللعبة .