في يوم 28 نوفمبر عام 2013 كتب النجم الشهير بول ووكر تغريدة على موقع تويتر يتمني فيها لمتابعيه عيد شكر سعيد حيث كان ذلك العام بالنسبة إليه موفقا إلي حد كبير بعد أن حقق الجزء السادس من سلسلته الشهيرة Fast & Furious نجاحا ساحقا في شباك التذاكر كما كان قد بدأ في إنتاج عدد من الأفلام الخاصة به و لكن بعد يومين فقط تداولت وكالات الأنباء خبرا صادما يتحدث عن وفاة النجم بول ووكر عن عمر يناهز 40 عاما في حادث سيارة مأساوي بسانتا كلاريتا في ولاية كاليفورنيا الأمريكية و ذلك بعد قضائه بعض من الوقت في إحياء فعالية تابعة لمؤسسته الخيرية للإغاثة من الكوارث و التي تأسست في أعقاب زلزال عام 2010 في هايتي و لكن بعد أن غادرها و هو يشعر بسعادة غامرة لم يري حيا مرة أخري .
و كان من المعروف عن النجم الراحل ” بول ووكر ” أنه كان عاشقا للسيارات مثل شخصية ” براين اوكونر ” التي جسدها في سلسلة أفلام Fast & Furious و في يوم وفاته أقام فعالية خيرية داخل متجر سيارات يملكه مع صديقه “روجر روداس” في منطقة “سانتا كلاريتا” بولاية ” كالفورنيا ” الأمريكية بغرض مساعدة الناجين من إعصار “هايان” في “الفلبين” و في وسط ذلك الحدث غادر الإثنان في سيارة “بورش كاريرا جي تي” و المعروفة بصعوبة التعامل معها حيث كان يقودها ” روداس ” و بجانبه ” بول ووكر ” و بعد الإنطلاق بها علي سرعة 160 كيلومتر في الساعة و على بعد بضع مئات من الأمتار فقط من المتجر فقد “روداس” السيطرة عليها لتصطدم برصيف ثم شجرة ثم عمود إنارة ثم شجرة أخرى قبل أن تشتعل فيها النيران و نظرا لقرب الواقعة من مكان الفعالية الخيرية سمع حضورها ذلك الحادث و هرعوا علي الفور إلي مكانه و كان من بينهم إبن “روداس” الصغير حيث وصفها “أنطونيو هولمز” الذي كان صديق “بول ووكر” و أحد شهود العيان بأنه كان أحد أكثر مشاهد التصادم المروعة في تاريخ هوليوود لأنه بعد أن أشتعلت النيران بالسيارة كانوا محاصرين في الداخل و حاولوا مرارا إستخدام طفايات الحريق لإخماده و لكن دون جدوي و بينما كان أصدقاءه يراقبون المشهد أمامهم في يأس أنتشرت أخبار المأساة بسرعة عبر وكالات الأنباء .
و في غضون ساعات أذهلت وفاة ” بول ووكر ” كثير من المهتمين بعالم السينما في جميع أنحاء العالم بعد حياة فنية حافلة حيث ولد في 12 سبتمبر عام 1973 في جلينديل بكاليفورنيا و عاش حياة مرفهة إلى حد ما حيث كانت والدته “شيريل كرابتري ووكر” تعمل عارضة أزياء حتى تزوجت من الملاكم الهاوي السابق “بول ويليام ووكر الثالث” و أنجبت منه خمسة أطفال كان “بول” هو أكبرهم و بدأ مسيرته أمام الكاميرا في سن مبكرة حين تم إختياره ليكون بطل إعلان تجاري لشركة بامبرز و هو في الثانية من عمره و خلال وجوده في المدرسة المتوسطة و الثانوية شارك في عدد من الأفلام السينمائية بشكل ثانوي من بينها Highway to Heaven و Charles in Charge ثم تخرج من مدرسة القرية المسيحية في “صن فالي” بكاليفورنيا عام 1991 لكن مسيرته السينمائية لم تنطلق حتى النصف الأخير من العقد حين إستدعاه عدد من المخرجين للمشاركة في عدد من الأفلام مثل Pleasantville عام 1998 و Varsity Blues and She’s All That عام 1999 و في عام 2001 كانت نقطة إنطلاقته الحقيقية حين ظهر ” بول ووكر ” في دور شرطي سري بفيلم The Fast and the Furious و الذي تدور أحداثه على سباقات السيارات الغير قانوني و شارك في بطولته مع الفنان ” فان ديزل ” حيث تُرجمت الكيمياء التي ظهرت على الشاشة بينهم لاحقًا إلى صداقة قوية خارج الشاشة أيضًا .
و رغم نجاح الفيلم في شباك التذاكر إلا أنه لاقي العديد من الإنتقادات لإعتباره يحتوي علي مشاهد خطيرة و يشجع عليها إلا أن ذلك لم يؤثر علي مشوار ” بول ووكر ” الفني و علو نجمه حيث كان سعيدًا للغاية بنجاح الفيلم و ما زاده سعادة هو إنجابه لإبنته ” ميادو ” من صديقته ” ريبيكا ماكبرين ” و كان معتادا فى تلك الفترة علي قضاء وقت فراغه في السباقات و ركوب الأمواج و العمل في مؤسسته الخيرية و لكن و للأسف الأوقات الجيدة لا تدوم إلى الأبد ففي يوم 30 نوفمبر عام 2013 كان “بول ووكر” يعتزم قضاء اليوم مع عائلته و يناقش خطط شراء شجرة عيد الميلاد مع والدته “شيريل” و إبنته التي كانت تبلغ من العمر حينها 15 عامًا و أثناء نقاشهم تذكر فجأة أن مؤسسته الخيرية كانت تقيم إحدي الفعاليات حيث تقول والدته أنه إثناء إجراء محادثته معها تلقي رسالة نصية و قال ” يا إلهي .. من المفترض أن أكون الأن في مكان ما ” .
و ذهب ” بول ووكر ” إلي تلك الفعالية و التي دارت أحداثها دون عوائق و في تمام الساعة 3:30 مساءً قرر هو و صديقه ” روداس” أخذ سيارة بورش في جولة لإختبارها على منحنى شهير في حي سانتا كلاريتا و رغم إرتداء الثنائي لأحزمة الأمان إلا أنها لم تساعدهم كثيرا حين أصطدمت بالأشجار و الأعمدة الضوئية ثم إشتعلت فيها النيران أمام عدد كبير من المارة المذعورين و بينما كان ركابها لا يزالون محاصرين في الداخل وصل ابن “روداس” الصغير و هو غير مدرك أن هذه كانت نفس السيارة التي ركبها والده للتو إلي أن لاحظ طرازها و حاول الكثيرين المساعدة في محاولة سحب الضحايا و لكن بسبب النيران الشديدة لم يكن لديهم خيار سوى الوقوف و مشاهدة موت “بول ووكر” الذي أحترق جثمانه بشكل لا يمكن التعرف عليه سوي من خلال سجلات طب الأسنان الخاصة به .
و بعد الحادث أجري تحقيق من قبل قسم شرطة مقاطعة لوس أنجلوس لمعرفة أسباب وفاة “بول ووكر” حيث وجد أن سرعة السيارة كانت عاملاً رئيسياً في ذلك الأمر حيث قدرت بأنها تحركت بسرعة تراوحت ما بين 130 و 150 كيلومتر في الساعة وقت وقوع الحادث و في وقت لاحق أشار تقرير الطبيب الشرعي علي أن السيارة كانت تسير علي سرعة 160 في الساعة و كتب في تقريره أنه لسبب غير معروف فقد السائق السيطرة على المركبة التي دارت جزئيًا ثم بدأت في السير بإتجاه الجنوب الشرقي و أصطدمت برصيف ثم أصطدم جانب السائق بشجرة ثم عمود خفيف و تسببت قوة هذه الإصطدامات في دوران السيارة 180 درجة ثم أستمرت في التحرك في الإتجاه الشرقي و أصطدم جانب الركاب من السيارة بشجرة ثم أشتعلت فيها النيران و وفقًا للتقرير فإن سبب وفاة ” بول ووكر ” كان إصابات ناجمة من الإصطدام و الحرارة بينما توفي “روداس” متأثرًا بإصابات الإصطدام كما لم تكن هناك أي علامات على تعاطي المخدرات أو الكحول في أي من الرجلين .
و بعد وفاة ” بول ووكر ” و في عام 2015 رفعت إبنته دعوى قضائية و ألقت باللوم على عيوب في تصميم السيارة البورش أثناء وقوع الحادث و قال محاميها أن تلك السيارة خطيرة و لا يمكن قيادتها في الشوارع و من ناحيتها قالت شركة ” بورش ” أن السيارة قد تعرضت لسوء المعاملة كما أجريت لها عدد من التعديلات الغير متوقعة و في النهاية تمت تسوية تلك الدعوي القضائية بعد عامين لكن التفاصيل بين الطرفين كانت سرية و في النهاية وجد تحليل شامل لذلك الحادث أنه كان لا يوجد أي ظروف مسبقة من شأنها أن تسبب هذا الاصطدام و ألقى باللوم على الإطارات البالية و السرعات غير الآمنة و ذكر تشريح جثة “روداس ” أنه توفي بسرعة بسبب صدمة حادة في الرأس و الرقبة و الصدر أما بالنسبة لجثة ” بول ووكر ” فقد وجد كسور في عظم الفك الأيسر و عظم الترقوة و الحوض و الأضلاع و العمود الفقري بالإضافة إلى العثور على سخام ضئيل في القصبة الهوائية.
أقرأ أيضا : كيف مات الفنان بروس لى و ما هى الظروف الغامضة التى أحاطت بوفاته ؟
و بعد ذلك أصبح أصبح موقع الإصطدام مكانا مميزا لمحبي ” بول ووكر ” للحداد عليه و ترك التحية للممثل الراحل و نتيجة وفاته في منتصف تصوير الجزء السابع من فيلم Furious 7 أعلنت شركة يونيفرسال عن توقف الإنتاج حتى يتمكنوا من التشاور مع عائلته ثم أقيمت جنازته و تم حرق جثمانه و دفنه في منتزه “فورست لون” التذكاري و بعد ذلك قام شقيقه “كودي” بمساعدة طاقم Furious 7 في إنهاء بعض من المشاهد بسبب تشابهه الكبير معه حيث يقول أنه أحب السيارات و أحب السفر بسبب شقيقه الراحل الذي يفتقده كل يوم .