يحتوي كوكب الأرض علي أعداد لا تحصي من الحيوانات و الطيور سواء كانت برية أو مستأنسة و مع ذلك يوجد القليل منهم الذي أمتلك حكاية مؤثرة تفاعل معها البشر من بينها قصة إوزة أشتهرت بأنها عاشت حياتها بدون أقدام مما تسبب لها في مأساة كبيرة لعدم تمكنها من ممارسة أنشطتها و مجاراة أقرانها و هو ما دفع الكثير من الناس للتعاطف معها من بينهم شركة نايكي الشهيرة في إنتاج الملابس الرياضية التي قامت برعايتها و صناعة حذاء رياضي طبي خصيصا لحالتها ساهم بشكل كبير في خروج الإوزة أندي و هو إسمها من معاناتها و بدأت أخيرا في العيش بشكل طبيعي و مع ذلك ظلت مأساتها مستمرة بعد أن أنتهت حياتها بشكل صادم في حادث قتل علي يد فاعل لا يزال مجهول حتي اللحظة .
بدأت قصة الإوزة أندي عام 1988 بـ “جين فليمنج ” مالك مستودع سابق للذخيرة البحرية في مدينة “هاستينجز ” بولاية “نبراسكا” الأمريكية و الذي قام بتحويله إلي مزرعة و مكان صالح للسكن يعيش فيه مع زوجته ” نادين ” و إبنه و حفيدته ” جيسيكا ” التي تبلغ من العمر 12 عاما و خلال إحدي زياراته لمزرعة أخت زوجته رأي مشهد أمامه جعل قلبه يخفق و هو إوزة تبلغ من العمر عامين و ولدت بدون أقدام و تكافح بصعوبة من أجل متابعة أقرانها الأوز أثناء عبورهم لطريق من الحصي لذلك قرر الحصول عليها و محاولة مساعدتها حيث بدأت محاولاته في صنع لوح تزلج بعلي أمل أنها تستطيع أن تدفع نفسها بجناحيها بينما يتحرك باقي جسدها علي الزلاجة الا أن الفكرة لم تفلح و يواصل العمل في محاولات أخري و لحسن حظه كان الإوزة صبورة حتى هداه تفكيره إلي إستخدام زوج من أحذية الأطفال المصنوعة من الجلد اللامع و المحشوة بالمطاط الرغوي و نجحت الفكرة و أصبح بإمكان الإوزة أندي الجري حول الفناء .
و خلال عيش الإوزة أندي مع العائلة كان لدي ” جين فليمنج ” صديق يعمل صحفي في جريدة ” هاستينجز تريبيون ” و الذي رأي إمكانات الإوزة و عرف قصتها لذلك كتب عنها بضعة أسطر في الجريدة و تصبح بين عشية و ضحاها تقريبًا من المشاهير في ” الولايات المتحدة ” و بدأت الصحف من جميع أنحاء العالم في التواصل مع أصحابها لمحاولة كتابة مواضيع عنها و أنتقلت شهرتها من الصحف إلي شاشات التلفزيون حيث ظهرت في برنامج The Tonight Show الشهير الذي يقدمه المذيع اللامع ” جوني كارسون ” و قامت مجلة Reader’s Digest بإنشاء ملفًا شخصيًا لها و بدأت صورها في الإنتشار و شهرتها في الإزدياد خاصة بعد أن وصلت قصتها لشركة ” نايكي ” العالمية و علمت أن الإوزة أندي تفضل علامتها التجارية الخاصة بأحذية الأطفال للجري و الحركة لذلك أرسلوا لها صندوقًا بها زوج من الأحذية الطبية الخاصة التي تناسبها و تصبح أول أوزة تحصل على صفقة رعاية كبيرة .
و لم تقتصر الشهرة علي الإوزة أندي فقط و لكن إنعكست أيضا علي مسقط رأسها و مكان معيشتها و علي من يقومون برعايتها حيث أصبح ” جين فليمنج ” و بصحبة الإوزة يقومون بعدد من الجولات الدعائية في المكتبات و المدارس و المعارض و المسيرات و حملات التوعية خاصة المتعلقة بالإعاقة كما بدء توافد السياح لرؤية منزل ” جين فليمينج ” الذي قام بتدشين نادي يضم المعجبين بالإوزة أندي و بدء في توزيع شهادات رسمية موقعة منه هو و زوجته ” نادين ” حيث قال أنه ممتن لتلك الأوزة لأنها قد وضعت بلدتهم علي الخريطة و في وسط الأحداث كما وصفتها الحفيدة ” جيسيكا ” بأنها طائر لطيف للغاية و كلما نظرت إليها تشعر كما و لو أنها ممتنة لجدها علي ما فعله معها لذلك ظلت مخلصة له رغم إغرائات الشهرة و هي تتميز بأنها صبورة للغاية خاصة عندما يتم خلع حذائها الخاص المقدم من شركة ” نايكي ” من أجل تغيير ملابسها .
و بدا للجميع أن الأمور تسير بشكل جيد بالنسبة إلي الإوزة أندي و من يعتني بها إلا أن كل ذلك قد تبدل في 19 أكتوبر عام 1991 حيث تلقى “جين” و زوجته “نادين” نوعًا من المكالمات الهاتفية التي يخشاها كل صاحب أوزة دارت مع إثنين من سكان بلدة “هاستينجز” و الذين كانوا في مهمة للكشف علي المعادن في إحدي الحدائق المحلية حيث وجدوا فيها أوزة ميتة و لاحظوا وجود آثار أقدام في التراب أكبر بكثير من الحجم الذي ترتديه الإوزة و فور العلم بمقتلها بدء الخبر في تصدر عناوين الصحف و جاء العديد من المراسلين للبلدة لتغطية الحادث و أصبح السؤال المسيطر علي الأذهان في ذلك الوقت عن هوية من فعلها و دوافعه لذلك ؟
و عقب مقتل ” الإوزة أندي ” قام ” جين فليمنج ” الذي كان يشعر بالصدمة بدفنها في هدوء بالفناء الخلفي لمنزله الذي كان موقع أول تجمع لهما معًا كما تحرك من أجل تشييد نصب تذكاري برونزي لها لكن لم يتم تنفيذ ذلك علي الرغم من أن شركة جرانيت محلية تبرعت بقبر منحوت لوضعه في منزل ” جين ” القديم الذي أنتقل للإقامة في دار رعاية للمسنين و ظل به حتي وفاته عام 2000 حيث تقول حفيدته “جيسيكا” أن بعد مقتل الإوزة أندي بوقت قصير بدأت تظهر علي جدها علامات مرض الزهايمر و كان من الواضح أن ذلك الطائر هو من كان يبقيه سليما ذهنيا لفترة أطول و بأنها بصدد عمل فيلم وثائقي عن حياتها و ظروف مقتلها و تضيف أنها غير مهتمة بمعرفة هوية الشخص الذي قام بفعلها أو لديها أي تفكير في الإنتقام منه أو من أسرته و لكنها تريد أن تعرف السبب الذي دفعه لفعل ذلك .
أقرأ أيضا : تعرف على القط أوسكار الذى يتنبأ بإقتراب وفاة الأفراد
و للأسف لم يتم التوصل إلي إجابات حول مقتل الإوزة أندي و بمرور الوقت بدء يخفت الحديث عن القضية و بدأت تقل بطاقات التعاطف و مع ذلك أستمر سكان بلدة هاستينجز في الضغط من أجل الحصول على إجابات و أنشأت غرفة التجارة في البلدة صندوقًا للمكافآت و الذي تمكن من جمع مبلغ 10000 دولار أمريكي تم رصدهم كمكافأة لأي شخص لديه معلومات حول تلك الجريمة و كان ذلك مبلغا خياليا حيث كان الرقم القياسي السابق للمكافأت حول ذلك النوع من القضايا هو 100 دولار فقط و في عام 1993 ذهب مراسل صحيفة ” شيكاغو تريبيون ” إلي البلدة لمتابعة مستجدات تلك القضية حيث قال أن سكان البلدة لا يزالون يشعرون بالصدمة و يعتبروها مثل جريمة القتل الحقيقية و نقل عن مسئول بالشرطة المحلية تصريح بأن قضية الإوزة لا تزال مفتوحة و بأنهم لا يزالون يبذلون الجهود للوصول إلي الفاعل و الذي ظل مجهولا حتى وقتنا الراهن .