لا أحد يعرف مرارة الحرب سوي من شارك فيها لأنه إن كان سعيد الحظ و كتبت له النجاة سوف يري بعينيه ألامها و مأسيها و التي من بينها فقدان زملاء له كانوا يتمتعون بصحة جيدة و لديهم أمال و طموحات و تفكير بالمستقبل و فجأة ينهار كل ذلك في لحظات قليلة و من كنت تراه واقفا و يمتلي بالحيوية بالأمس تراه اليوم و هو مسجي أمامك بلا حراك كما يظهر في تلك الصورة التى عرفت بإسم وجه الحرب و حصلت علي جائزة الصحافة الدولية عام 1992 و توثق بكاء الرقيب الأمريكي كين كوزاكوفيتش على زميله المتوفى بجانبه داخل حقيبة الموتى الجندى أندي ألانيز خلال إحدي معارك حرب الخليج الثانية .
التاريخ : 27 فبراير 1991 .
المصور : الأمريكي ” دافيد تيرنلى ” – جريدة ديترويت فري بريس .
التفاصيل : ترجع خلفية صورة ” وجه الحرب ” إلي حرب الخليج الثانية عقب غزو العراق للكويت و كان أبطالها الرقيب “كين كوزاكوفيتش” و الجنود “مايكل تسانجاركيس” و “أندى ألانيز” الذين كانوا جزء من فرقة المشاة الأمريكية الرابعة و العشرين و كانوا مرهقين جدا لأنهم كانوا فى حركة مستمرة على مدار 63 ساعة إلي أن صدرت لهم الأوامر بالتوجه إلي وادى الفرات و أثناء تحركهم علي متن مركبة عسكريه من نوع “برادلى” و نتيجة حدوث خطأ فى التواصل بين القوات و بعضها فتحت دبابة أمريكية النار عليهم أدت إلي تدمير ثلاثة مركبات منهم التى كانت تقلهم و أسفر ذلك عن مقتل الجندي “أندى ألانيز ” فى الحال و فقدان “مايكل تسانجاركيس ” لوعيه و أصابته بحروق فى الوجه مع إصابة “كين كوزاكوفيتش” فى ذراعه و بعدها تم إجلاء المصابين عبر مروحية عسكرية لنقلهم للمستشفى و أثناء وجودهم على متنها أعطى أحد المسعفين بطاقة الجندى المتوفى “ألانيز” للرقيب “كوزافكوفيتش” و أخبره بأنه توفى و بمجرد سماع الرقيب للخبر بدء فى البكاء فى الوقت الذي كان زميله “مايكل تسانجاركيس” يرفع الضمادة الموجودة عليه ليلقي نظرة على زميله المتوفى و أثناء ذلك كان يتواجد معهم المصور ” دافيد تيرنلى ” الذي وثق بعدسته تلك اللحظات المأساوية التي خرجت منها صورة ” وجه الحرب ” .
أقرأ أيضا : صورة جثمان الملازم الأمريكي جيمس كاثي و أمامه زوجته قبل يوم من مراسم جنازته
و يروى المصور ” دافيد تيرنلى ” ذكرياته مع صورة ” وجه الحرب ” و يقول أنه كان واحد من مجموعة من المصورين تم إلحاقهم بالقوات الجوية الأمريكية و تلقوا تعليمات صارمة بأنه عليهم التقيد بالقوانين التى وضعتها وزارة الدفاع الأمريكية و هى عدم تصوير قتلى الحرب و بعدها أنتقل لوحدة ماش و هى ” مستشفى جراحي متنقل للجيش ” و أثناء وقوع ذلك الحادث كان يتواجد علي متن مروحية عسكرية طبية و التى كانت تقوم بإخلاء الجرحي و شاهد بنفسه ذلك الموقف و بكاء “كوزاكوفيتش” لذلك قرر أن يتجاهل التعليمات و أن يوثق صورة ” وجه الحرب ” و كان من داخله يعلم بأنها ستكون صورة ممتازة لكن بمجرد وقوعها في يد الرقابة العسكرية الأمريكية تم إحتجاز الفيلم مما أدي إلي إعتراضه و إنفعاله و قال للملازم المسئول عنه ” أنت تعرف ماذا يحدث في الحرب و أنت بذلك تحرم هؤلاء الرجال من بطولتهم الواجبة ” و بعدها بفترة تم السماح له بنشر الصورة التى أنتشرت فى جميع وكالات الأنباء العالمية و عن طريقها حصل على جائزة الصحافة الدولية عام 1992 .