تقيم العديد من الثقافات المهرجانات السنوية حول العالم لأسباب متعددة بعضها قد يكون ديني علي إعتبار أن تلك الفعاليات جزء من طقوسها و البعض الأخر لأسباب تراثية كجزء من عادات و تقاليد المجتمع الذي يعيشون فيه و الأخري تاريخية لحدث ما وقع في نفس التوقيت و يكون ذلك الإحتفال مخصص لإحياء ذكراه و لكن في أستراليا يختلف الوضع قليلا بوجود مهرجان يختلف عن جميع ما سبق لأنه ينظم من أجل المرح فقط و لا شئ غيره و هو مهرجان دارون بير كان ريجيتا الذى ينظم على شواطئ مدينة داروين و فيه يقوم المحتفلين بعدد من الأنشطة أبرزها إستخدام علب البيرة الفارغة و المشروبات الغازية و الحليب الكرتونية من أجل صناعة القوارب و المجسمات للقيام بالعديد من المسابقات المائية و الشاطئية الطريفة بين بعضهم البعض .
و يعد مهرجان ” دارون بير كان ريجيتا ” حدثا سنويا و بدء تنظيمه عام 1974 على شاطئ ” مينديل بيتش ” فى مدينة داروين التى تعد بمثابة الإقليم الشمالي فى “أستراليا” و يحضره الألاف من الأشخاص لقضاء يوم ممتع على الشاطئ و كانت فكرته نابعة عن إقتراح من قبل رجلي أعمال يعيشون في المدينة لحل مشكلات القمامة التي كانت موجودة بكثافة بها فى ذلك الوقت حتى أنه كانت توجد مقولات شائعة بين السكان تفيد بأنه إذا قمت بترتيب جميع علب البيرة المتناثرة من طرف إلى آخر فسوف تمتد لمسافة تصل الى أكثر من 320 كيلومترًا لذلك كان من الضروري البحث عن حلول من خارج الصندوق لمواجهة تلك المشكلة لذلك بدء تنظيم المهرجان و حقق نجاحا كبيرا و قرر القائمين عليه إستغلال ذلك النجاح و جعله سنويا و مع مرور الوقت أصبح واحدا من أكبر الأحداث التي تجمع أموالًا كبيرة لجمعيات داروين الخيرية كل عام و هو يدار حاليا من قبل أندية ليونز الخيرية فى ذلك الاقليم .
و يعتبر مهرجان ” دارون بير كان ريجيتا ” يوما حافلا بالأنشطة و المسابقات الشاطئية الإبداعية و الفعاليات المناسبة لجميع الأعمار حيث تحضر العائلات و محبي المرح إلى ذلك الشاطئ من جميع انحاء “أستراليا” و بعض من دول العالم الأخرى للمشاركة في أحداثه و مسابقاته المختلفة أبرزها سباقات القوارب المصنوعة من علب البيرة و المشروبات الغازية و يتم التحضير لذلك السباق قبل إحياء المهرجان بفترة قد تصل إلى أسابيع لبناء تلك القوارب حيث يقوم المتسابقين ببناء هيكل لقارب قابل للطفو بإستخدام علب البيرة المعاد تدويرها و المشروبات الغازية و معلبات الحليب حيث يتم جمعهم إما بالتسول أو السرقة أو الإقتراض و من الممكن أن يستهلك القارب الواحد أكثر من 30 ألف علبة و قد يصل طوله الى 12 مترا و بعد الإنتهاء من صناعته يتم تجربته و إذا لم يطفو بالشكل الملائم للمشاركة فى تلك المسابقه يتم إستبعاده و على المتسابق ألا ييأس نظرا لوجود مسابقة اخرى تنظم تدعى ” هينلى أون مينديل ” و هي مخصصة لسباق القوارب و لكن من خلال حملها و الجرى بها على رمال الشاطئ كالسيارات من قبل المتسابقين .
و لكى تشارك فى مسابقات مهرجان ” دارون بير كان ريجيتا ” و تحديدا في سباق القوارب المائى الذي يعتبر حدثه الرئيسي يجب عليك الإلتزام بمجموعة من القوانين المنظمة له و التى من أشهرها أن يطفو القارب بعلب البيرة و المياه الغازيه فقط و أن يتم صناعته بحرفية شديدة و ألا يحتوى اسمه على علامات او حروف قد تكون مسيئة مع عدم الإحتجاج على التحكيم و إحترام قرارتهم .
أقرأ أيضا : مهرجان الرجل الميت المتجمد .. مولد سنوي على الطريقة الامريكية
و بجانب سباق القوارب في مهرجان ” دارون بير كان ريجيتا ” توجد العديد من الألعاب الأخرى التى تقام فى ذلك المهرجان مثل مسابقات صناعة القلاع الرملية للأطفال و لعبة شد الحبل و أفضل قبعة جديدة و قذف شباشب البحر حيث يتم قياس أبعد مسافة قد يصلها شباشب المتسابقين و مسابقات ” معركة مينديل ” و هى مسابقة يشارك فيها العديد من القوارب كالأساطيل التى تدخل المعارك الحربية و قد يتم تدمير بعض منها من خلال إستخدام بعض من الأسلحة مثل قنابل الدقيق و خراطيم المياه القوية كما يستخدم المتسابقين فى تلك المعارك مجموعة من الإستراتيجيات و التكتيكات من أجل قصف و تدمير قوارب المتنافسين الأخرى و ذلك من أجل البحث و العثور على كنز مخفى فى مكان ما أسفل المياه و التى يتم تسليمه إلى المسئولين على المسابقه بعد إنتهائها و يحصل الفائزين على جوائز و كئوس للتميز .