إرتبط البيت الأبيض بعدد من الفضائح الى طالت رؤسائه خلال توليهم مقاليد السلطة أبرزها كانت فضيحة ووترجيت التى أطاحت بالرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون من الحكم و الأخري فضيحة مونيكا لوينسكي التى كادت أن تكلف الرئيس الأمريكي بيل كلينتون منصبه بعد أن شغلت الرأي العام الأمريكي طويلا و تصدرت أخبارها عناوين الصحف و وسائل الاعلام التى بدأت فى محاولة تتبع أصل تلك العلاقة التى تجسدت فى تلك الصورة القديمة التى تظهر الرئيس الأمريكى و هو يحتضنها فى أحد الفعاليات الخاصة بجمع التبرعات لحملته الإنتخابية .
التاريخ : أكتوبر عام 1996 .
المصور : الأمريكى ” ديرك هالستيد ” – مجلة تايم .
التفاصيل : تبدء قصة صورة الرئيس ” بيل كلينتون ” مع ” مونيكا لوينسكي ” بالمصور ” ديرك هالستيد ” الذى كان مثل معظم المصورين الصحفيين غالبًا ما يحضر الأحداث السياسية و يصور مئات الصور للرئيس وهو يتفاعل مع العشرات والعشرات من الأشخاص الغير معروفين و يمكن نسيانهم على الأقل بالنسبة للمصور الصحفي و خلال الحملة الانتخابية الرئاسية عام 1996 كان “هالستيد” متواجدا فى حفل أقيم لجمع التبرعات قبل أيام قليلة من الإنتخابات الرئاسية و ظل يلتقط الصور طوال الليل حتى النهاية و مثل العديد من المصورين الآخرين الذين حضروا نفس الحدث لم يهتم “هالستيد” أبدًا إلى العديد من اللقطات التي التقطها في تلك الليلة نظرًا لأنها كانت تضم نفس الحاضرين و نفس الشخصيات البارزة .
و بعد مرور عدة أشهر من ذلك الحفل و فوز الرئيس بولاية جديدة أنتشرت الأخبار بأن الرئيس كان على علاقة مع “مونيكا لوينسكي” و بدأت وسائل الإعلام فى الإطلاع على ملفاتها و وثائقها الفيلمية و الأرشيفية القديمه للحصول على أى شئ حول تلك القضيه الا أن محاولتهم لم تنجح و هو نفس ما فعله المصور ” هالستيد ” بعد أن طلب من أحد الباحثات أن تدقق في آلاف من شرائح أفلامه المهملة و الموجودة في أرشيفه حيث كان لديه حدس غامض بأنه يوجد بها شئ ما و طلب منها أن ترى عما إذا كان بإمكانها العثور على أي شيء مثير للإهتمام و بعد اربعة ايام جاء بحثها بنتيجة إيجابيه حين عثرت علي صورة رائعة لكلينتون في حملة جمع التبرعات و هو يحتضن ” مونيكا لوينسكي” التي لم تكن معروفة لأي شخص في وسائل الإعلام أو العالم وقت إلتقاطها و سارع المصور الى إبلاغ المجلة عن الصورة و أتفقوا جميعا أنها هامة للغاية الا أنه و نظرا لتراجع الإهتمام الإعلامى على القضية فى ذلك الوقت فلم يتم نشرها و ظلوا محتفظين بها بشكل سرى لمدة ستة أشهر كاملة و عندما ذهبت “مونيكا لوينسكي ” إلى النيابة و قدمت شهادتها عادت القضية لتتصدر الصفحات الأولى و تصدر الصورة على غلاف مجلة تايم و التى بها حصل المصور على جائزة ” إيسى أوارد ” كأفضل صورة للغلاف .
و يقول ” ديرك هالستيد ” انه كان محظوظا فى ذلك اليوم نظرا لأنه كان يستخدم الكاميرات القديمة لتوثيق عمله و ليست الرقميه حيث كان بجواره عدد من المصورين يلتقطون نفس الصور بكاميراتهم الرقمية الا انه كان من المرجح أنهم قاموا بحذفها من الذاكرة الخاصة بها بعد إنتهاء الحدث لعدم أهميتها فى ذلك الوقت بعكس “هالستيد ” التى ظلت موجودة على الفيلم الخاص به .
أقرأ أيضا : صورة غرفة الموقف التى تابع من خلالها الرئيس أوباما و فريقه عملية تصفية أسامة بن لادن
و الجدير بالذكر ان فضيحة ” مونيكا لوينسكي ” هى فضيحه سياسية جنسية أبطالها الرئيس “بيل كلينتون” البالغ من العمر أنذاك 49 عامًا و المتدربة في البيت الأبيض “مونيكا لوينسكي” البالغة من العمر 22 عامًا و كانت تلك العلاقه بين عامي 1995 و 1997 و اصبحت معروفة عام 1998 و أجبرت “كلينتون” علي إلقاء كلمة متلفزة لإنكار تلك العلاقة الا أنه و بالمزيد من التحقيقات تم التأكد من صحتها و توجيه تهم الحنث باليمين و إجراء محاولات لعزله من قبل مجلس النواب الأمريكي الا أنه تمت تبرئته لاحقًا من جميع التهم المتعلقة بالحنث باليمين و عرقلة سير العدالة أثناء محاكمة بمجلس الشيوخ أستمرت 21 يومًا .