عمل فني أنتج عام 2000 و هو ثاني الأفلام التى تجمع المخرج روبرت زيميكيس و الفنان توم هانكس بعد الفيلم الشهير فورست جامب و يقدم الثنائي فى ذلك الفيلم مفهوم الصراع من أجل البقاء فى أحد الجزر النائية عبر تجسيد سينمائي لرواية روبنسون كروزو و لكن بمقايسنا العصرية و من خلال الأحداث التى يمر بها البطل يقدم تساؤل يتمحور حول أيهما الأنسب لحياة الإنسان هل هى المدينة المتحضرة التى تتوفر بها كافة الوسائل اللازمة التى تساعدنا على العيش و لكن فى المقابل تمتلئ بالصخب و المشكلات و الضغوطات أم العودة الي البدائية و العيش فى جزيرة نائية تحتوي على مناظر خلابة و بها كل ما يتمناه أى إنسان يسعي الى الهدوء و الراحة النفسية و لكن فى نفس الوقت هى مكان خالي تماما من أى وسيلة تسهل علي الإنسان التأقلم و التعايش و لا يجيبك الفيلم عن ذلك التساؤل و لكن ينقل لك صورة محايدة و صادقة لكلا الوضعين ستجعلك كمشاهد فى حيرة عن أيهم الأفضل للبطل أو حتى لنا و بجانب ما سبق يناقش فيلم كاست أواي فكرة أخري و هى مفهوم التفاعل الإجتماعى بين البشر و بعضهم و مدى أهميته للإنسان مثل الطعام و الشراب و الهواء بإعتباره أمرا ضروريا للحفاظ على الإتزان النفسي و توضيح فكرة أن السعي للوحدة أحيانا قد يعتبر مفهوما شريطة أن يكون الأمر مؤقتا و لكن من الصعب جدا أن يستمر بشكل دائم و إلا أضطر الإنسان للبحث عن أفراد يشاركوه حياته حتى أن كانوا داخل خياله .
قصة فيلم كاست أواي
ملحوظة * قد تحتوي التفاصيل على حرق بعض من الأحداث و النهاية فإذا لم تكن قد شاهدت الفيلم بعد فيمكنك تجاوز تلك الفقرة .
تدور أحداث فيلم ” كاست أواي ” عام 1995 بـ “تشاك نولاند” ( توم هانكس ) الذى يحصل علي منصب مدير تنفيذي في شركة النقل الشهيرة ” فيديكس ” FedEx و يسافر حول العالم لحل المشكلات المتعلقة بمستودعات الشركة و يعيش حياة سعيدة مع صديقته “كيلي فريرز” ( هيلين هانت ) في “ممفيس” بولاية “تينيسي” فى ” الولايات المتحدة ” و كانا قريبين من الزواج لكن جدول “تشاك” المزدحم كان يؤجل ذلك و خلال عشاء عيد ميلاد عائلي يتم استدعاء “تشاك” لحل مشكلة خاصة بالعمل في “ماليزيا” و يستقل طائرة شحن متجهة إلي هناك و خلال رحلتها تتعرض لعاصفة عنيفة و تتحطم في المحيط الهادئ و يكون “تشاك” هو الناجي الوحيد من الحادث بعد أن يتعلق بطوف نجاة قابل للنفخ و لكنه يفقد جهاز إرسال تحديد موقع الطوارئ خلال محاولة نجاته و في اليوم التالي يجد نفسه في جزيرة غير مأهولة .
و خلال الأيام القليلة التالية يصل الي الشاطئ العديد من طرود الطائرة الغارقة بالإضافة إلى جثة “ألبرت ميلر” أحد طياري الطيارة و بعد دفنه يحاول “تشاك” الإشارة إلى سفينة عابرة و الإتجاه اليها في طوف النجاة المتضرر لكن الأمواج القادمة تعيده و تلقيه على الشعاب المرجانية مما يؤدي إلى إصابة ساقه و بعد ذلك يجد ما يكفيه من الغذاء و الماء و المأوى ثم يفتح معظم تلك الطرود و يجد بها العديد من العناصر المفيدة لكنه لا يفتح طرد مرسوم عليه أجنحة ملاك ذهبية و أثناء محاولة له لإشعال النار تصاب يده و يقوم غاضبا برمي عدة أشياء من الطرود بما في ذلك كرة طائرة و التى أنطبعت عليها يده الملطخة بالدماء و بعد أن يهدأ يرسم وجهًا بدمه علي الكرة و يطلق عليها إسم “ويلسون” و يبدأ في التحدث إليها و يواصل ذلك بإنتظام خلال بقية فترة وجوده في الجزيرة.
و بعد مرور أربع سنوات و في عام 1999 أصبح ” تشاك ” نحيل الجسد و ذو شعر و لحية طويلة و يقرر المغامرة بالخروج من الجزيرة من خلال بناء طوف و ينجح فى الإنطلاق به و خلال رحلته يتعرض الى عاصفة ينجو منها بأعجوبة و لكنه يفقد “ويلسون” الذى سقط فى المياه و طفا بعيدا عنه و بعد فترة وجيزة تننقذه سفينة حاويات عابرة و عند عودته إلى الحضارة يعلم “تشاك” أن عائلته و أصدقائه قد ظنوا أنه توفي و علم أن “كيلي” تزوجت و لديها ابنة و في ليلة ممطرة يزورها “تشاك” و على الرغم من أنهما لا يزالان في حالة حب مع بعضهما البعض لكنهم يفترقون فى النهاية و بعد ذلك يقود “تشاك” سيارته متجها إلى ولاية “تكساس” لإيصال الطرد الغير مفتوح الذى ظل معه فى الجزيرة لكنه لم يجد أحدًا في المنزل و يترك الطرد عند الباب مع ملاحظة تقول أن ذلك الطرد أنقذ حياته و يركب سيارته (حيث اشترى كرة طائرة ويلسون أخرى و وضعها في مقعد الراكب) و يتوقف بها عند مفترق طرق و يشاهد امرأة في شاحنة صغيرة تتوقف بجواره و تشرح له إتجاهات الطرق و بعد أن تتركه و أثناء توجهها بعيدًا لاحظ وجود جناح ملاك مرسوم على الباب الخلفي لشاحنتها مطابق للموجود على الطرد و ينظر إلى كل طريق محاولًا تحديد الاتجاه الذي يجب أن يسلكه و في النهاية يحدق الي الطريق الذي سلكته المرأة و يبتسم .
أبطال العمل
توم هانكس | تشاك نولاند | |
هيلين هانت | كيلي فيريز | |
بول سانشيز | رامون | |
لاري وايت | بيتينا بيرتسون | |
ليونيد سيتر | فيدور |
جوائز فيلم كاست أواي
ترشح فيلم كاست أواي لجائزتي أوسكار أفضل ممثل ( توم هانكس ) و أفضل صوت كما حصل علي 15 جائزة أبرزها جولدن جلوب لأفضل ممثل بالإضافة إلي 38 ترشيحا .
ما وراء الكاميرا
- ليجعل نفسه يبدو و كأنه رجل متوسط العمر لم يمارس (توم هانكس) الرياضة و سمح لبطنه بالترهل ثم توقف الإنتاج لمدة عام حتى يخسر 22 كيلوجراما من وزنه و ينمو شعره ليكون الأمر مناسبا و واقعيا للوقت الذي يقضيه في الجزيرة المهجورة .
- ارتفعت طلبات التوظيف لشركة فيديكس بنسبة 30٪ بعد إصدار فيلم كاست أواي .
- تمت كتابة سطور حوار فعلية إفتراضية للكرة الطائرة “ويلسون” لمساعدة (توم هانكس) في الحصول على تفاعل أكثر طبيعية مع الكائن الجامد و لكن تم حذف تلك الحوارات من الفيلم النهائي ربما لأنهم أرادوا جعل الفيلم يبدو أكثر واقعية و ليس خياليًا .
- خلافًا للإعتقاد الشائع لم تدفع ” فيديكس ” أي شيء لصانعي الأفلام مقابل وجودهم في الفيلم و أوضح المخرج (روبرت زيميكيس) ذلك في عدة مقابلات و على العكس كانت ” فيديكس ” تشعر بالقلق الشديد عندما سمعت عن المشروع و لكن لم يكن لديها أي اعتراضات على النص النهائي و قدمت الدعم أثناء التصوير و قالت لاحقًا أن فيلم كاست أواي كان جيدًا جدًا للشركة خاصة في الأسواق الخارجية.
- قال (توم هانكس) إنه خطرت له فكرة الفيلم لأول مرة بعد قراءة مقال عن شركة ” فيديكس ” FedEx و قال “أدركت أن طائرات بوينج 747 المليئة بالطرود تطير عبر المحيط الهادئ ثلاث مرات في اليوم إذن ماذا يحدث إذا سقطت واحدة منها؟ لذلك أخذ هذه الفكرة و طورها بكيفية العيش بدون العناصر الخمسة المطلوبة للحياة و هى الطعام و الماء و المأوى و النار و الرفقة.
- ترك بعض من أفراد الطاقم في الجزيرة التى تم تصوير فيلم ” كاست أواي ” بها لبضعة أيام لمحاولة البقاء على قيد الحياة و تعلم بعض المهارات حيث فيها أستخدموا بضع تقنيات البقاء على قيد الحياة في الفيلم التى قام بها شخصية “تشاك” و كانوا بالفعل يواجهون صعوبة في إشعال النار و فتح جوز الهند و التحدث إلى كرة الطائرة و جمع الطرود التي تم غسلها على الشاطئ و صيد الأسماك.
- تم تصوير معظم المشاهد الليلية في الجزيرة (باستثناء مشهد النار) خلال النهار و تمت إضافة تأثيرات الظلام و سماء الليل في مرحلة ما بعد الإنتاج .
- كان الشعر الأشقر وشعر الوجه على ( توم هانكس ) حقيقيين بالفعل.
- في الواقع كان لا بد من معالجة كل الأصوات بما في ذلك الحوار في المشاهد على الجزيرة (حوالي ساعة ونصف من وقت الشاشة) في مرحلة ما بعد الإنتاج و قام رجل الصوت ( ويليام كابلان ) بمجهود ضخم لأن الأمواج القريبة جعلت الأمر مستحيلًا فى بعض المشاهد لأن العديد منها كانت بحاجة إلى الهدوء الشديد.
- بيعت إحدى الكرات الطائرة الثلاث المستخدمة في الفيلم في مزاد بمبلغ 18400 دولار.
- قال (توم هانكس) إن أصعب جزء في خسارة الكثير من الوزن هو عدم تناول أي بطاطس مقلية لفترة طويلة و أن الشيء الذي ساعده أكثر في هذه العملية هو شرب كمية كبيرة من القهوة كل صباح.
- تم تصوير المشهد الذي يتحدث فيه “تشاك نولاند” مع “ستان” بجوار مدفأة منزل “ستان” في لقطة واحدة مستمرة مع دوران الكاميرا ببطء حول “نولاند” و دامت اللقطة 3 دقائق و 46 ثانية.
- بعد ما يقرب من خمسة عشر عامًا من إطلاق فيلم ” كاست أواي ” حدث لم شمل بين ( توم هانكس ) مع “ويلسون” الكرة الطائرة بإحدى مباريات الهوكي في نيويورك .
- أستخدم الإنتاج العديد من سكان جزر فيجي المحليين في الأرخبيل المحيط بما في ذلك جزيرة مانا المجاورة الواقعة على بعد حوالي كيلومتر و سُمح لهؤلاء السكان بالاحتفاظ ببعض الإمدادات و الأدوات كهدايا نظير مساعدتهم.
- قال ( توم هانكس ) إن أحد أسباب رغبته في صنع فيلم ” كاست أواي ” هو إعادة إبتكار مفهوم “العالق في الجزيرة ” حيث شعر أنه حتى تلك اللحظة أقتصر إرتباط معظم الناس بالفكرة إما على رواية “روبنسون كروزو” أو فيلم جزيرة جيليجان (1964) لذلك كان من الضروري أن يكون هناك مجال لأخذ فكرة جديدة متجذرة في العصر الحديث .
- كان رقم رحلة الطائرة المحطمة وقت التصوير رقم رحلة حقيقي و كانت تعمل من بين مدينة “ممفيس” فى ” الولايات المتحدة ” و “بينانج” بماليزيا مع وجود بعض من التوقفات بينهما.
- الكتابة اليدوية على بطاقة عيد الميلاد التي قرأها “تشاك” في الجزيرة هي بخط المخرج (روبرت زيميكيس) .
- تم تصوير بعض لقطات “الجزيرة” في بر رئيسي مع وجود طريق سريع في الخلفية و كان يجب إزالته رقميًا في مرحلة ما بعد الإنتاج.
- يمكن اختصار اسم Chuck Noland كـ “C. Noland ” و هى بمعنى “أنظر لا يوجد أرض” والتي من الواضح أنها مناسبة لظروف فيلم “كاست أواي”.
- في المسودة المبكرة للنص كان لدى “تشاك” شخصيتان مختلفتان تتحدثان مع بعضهما البعض ” تشاك الطيب ” و ” تشاك الشرير ” .
- في بداية فيلم ” كاست أواي ” عندما تميل الكاميرا إلى أسفل مدفأة “تشاك” يمكنك مشاهدة كتاب “الإبحار وحده حول العالم” لجوشوا سلوكوم.
- قال ( جاري أرتشر ) فني الأسنان الذي أبتكر التأثير الخاص بمشهد خلع الضرس أن العاملين على الفيلم أرادوا أن يكون لدي ( توم هانكس ) خراج فوق الضرس و يحتوي علي كل أنواع المواد اللزجة و القيح و أنه قابل (توم) و أخذ إنطباعات عن فمه و توصل إلى هذه القطعة الصغيرة الرائعة التى تم تثبيتها على أسنانه الطبيعية بحيث يمكن للممثل إخراجها بأسنانه السفلية عندما يحين الوقت المناسب أثناء المشهد و أنتهى الأمر بمشهد واقعي للغاية .
- مع قول “كيلي” إن جزيرة “تشاك” كانت على بعد 600 ميل جنوب جزر كوك فإن موقع الجزيرة الإفتراضي كان يقع على بعد حوالي 1600 ميل من مكان تصوير معظم مشاهد الجزيرة.
- كان (روبرت زيميكيس) صاحب فكرة أن يكون دم “تشاك” هو من يشكل وجه “ويلسون” الكرة الطائرة ليبدو و كأنه ولد من “تشاك” .
- سأل (توم هانكس) عما يعتقد أنه حدث لتشاك بعد انتهاء الفيلم و أجاب ربما أنه استدار الى تلك السيدة و أنجب منها أطفال .
- كشف المقطع الدعائي للفيلم بشكل مثير للجدل عن هروب “تشاك” من الجزيرة و لم شمله مع “كيلي” و بسبب ذلك تعرض فيلم ” كاست أواي ” إلي إنتقادات شديدة دفعت المخرج ( روبرت زيميكيس ) للرد عليها بقوله “نعلم من دراسة تسويق الأفلام أن الناس يريدون حقًا معرفة كل شيء سيشاهدونه بالضبط قبل أن يذهبوا لمشاهدة الفيلم “.
- بالقرب من نهاية الفيلم عندما كان “تشاك نولاند” على متن الطائرة عائداً إلى أمريكا بعد إنقاذه شوهد كوبان من شركة FedEx في الخلفية و تم إعادة ترتيب هذين الكوبين لتهجئة الكلمات Ex Fed في إشارة إلى تركه للشركة.
بوكس أوفيس
بلغت تكلفة الفيلم 90 مليون دولار و حقق أرباح تجاوزت 430 مليون دولار أمريكي .