لا تقتصر مأسي الحروب على العسكريين فقط بل تطال أيضا المدنيين و فى بعض من الأحيان قد يكون أعداد ضحاياهم أكبر بكثير من الأفراد المشاركين فى المعارك و يدفعون حياتهم ثمنا لطموحات السياسيين و جنون عدد من الزعماء الذين سعوا وراء أفكار تهدف إلي السيطرة و الهيمنة على العالم كما حدث خلال الحرب العالمية الثانية حيث تظهر تلك الصورة جزء من هؤلاء الضحايا ممثلين فى عائلة كاملة سقطوا قتلي نتيجة غارة ألمانية على مدينة لندن و لم يتبقى منها سوي ذلك الطفل الصغير الذى يمسك بدميته أمام منزله المهدم الموجود فيه جثامين أفراد عائلته و هو وحيد بين الأنقاض .
التاريخ : 1945 .
المصورة : الأمريكية ” تونى فريسل ” – المصورة الرسمية لفيلق الجيش النسائي في سلاح الجو الثامن للجيش الأمريكى .
التفاصيل : ترجع خلفية صورة وحيد بين الأنقاض إلي العديد من الهجمات الألمانية التى قامت بقصف المدن البريطانية بألاف الصواريخ الشهيرة من طرازات V1 و V2 و التى كان أغلبها يتساقط على مدينة “لندن” تاركة ورائها الكثير من الخسائر البشرية التى وصلت إلي ألاف القتلي و الجرحي بالإضافة إلي تدمير المنشئات و المنازل على رؤوس أصحابها من بينهم منزل ذلك الصبى الذى كان متواجدا خارجه يلعب بدميته وقت الغارة و عند عودته لم يجد أسرته و لا حتى منزله الذى جلس أمام حطامه و هو فى حالة من عدم الإستيعاب لما يحدث حوله و ناظرا للمجهول .
و تروى المصورة ” تونى فريسل ” صاحبة صورة وحيد بين الأنقاض ذلك المشهد و تقول بأنه كان نتاج تداعيات تلك الغارة حيث لمحت ذلك الصبى و قامت بتصويره بعد أن تم إخبارها أنه عاد من اللعب و وجد منزله في حالة من الخراب و والديه و أخيه قتلى تحت الأنقاض و كان وجهه ينظر الى السماء فى مزيج من الإرتباك و التحدى و تضيف أنها وجدت فى ذلك المكان وجوه لا تنسى لأفراد كان من المفترض أن يعيشوا سعداء مثل الملوك و لكن ذلك لم يحدث لأننا نعيش عالم غير كامل و مليئ بالكثير من الأوقات الخطرة .
أقرأ أيضا : صورة الطفل وارن برنارد أثناء توجهه إلى والده الجندي المتجه الى جبهة الحرب
و لم يعرف الكثير حول هوية ذلك الصبي و لكن تقول بعض المصادر أنه نجا من الحرب و عندما تقدم به العمر أصبح سائق لشاحنة و فى أحد المعارض قامت شركة IBM بإستغلال تلك الصورة لأحد عروضها الدعائية و أثناء مروره فيه صادف أن شاهد الصورة و تعرف على نفسه من خلالها .