خلد الماء هو حيوان ثديي و من الحيوانات الاكثر شهرة فى أستراليا و عند النظر إليه لأول مرة سنجد انه خليط من حيوانات مجمعة معا حيث يمتلك ذيل على شكل مجداف مثل القندس و جسم أملس مغطى بفراء كثيف بلون الكستناء مثل الخلد و منقار عريض مسطح مثبت فى الأمام يشبه البط بالإضافة إلي عيون صغيرة و مستديرة و أقدام كبيرة مثل البجع و هى خصائص مفيدة لنمط الحياة الموجودة في المياه العذبة و يمتاز بإحتواء منقاره الغريب الشكل علي آلاف من المستقبلات التي تساعده على التنقل داخل الماء فى الأعماق الضبابية و إكتشاف الحركات الصغيرة للأغذية المحتملة مثل المحار أو الحشرات و على الرغم من أنه يعيش فى منطقة وحيدة و صغيرة من العالم إلا أن خلد الماء قادر على تحمل العديد من الظروف المناخية المتطرفة شريطة أن تحتوى على مياه عذبة سواء كانت هضاب أو غابات مطيرة أو مناطق جبلية باردة مثل الموجودة في تسمانيا و جبال الألب الأسترالية و ذلك بسبب إمتلاكه لفراء كثيف يجعل جسده معزول عن درجة الحرارة الخارجية سواء كان ذلك في الماء أو في الخارج حيث يبلغ متوسط درجة حرارته 32 درجة مئوية بينما تبلغ درجة حرارة معظم الثدييات المشيمية حوالي 37 درجة مئوية .
و بجانب ما سبق فيتميز فروه بمقاومته للماء الذي يحافظ علي بقاءه جافًا حتى و ان ظل في الماء لساعات طويله و غالبًا ما يكون جسم خلد الماء بنيًا و الجزء السفلي أفتح فى اللون قليلا كما أن لديه وميض من الفراء الأبيض تحت عينيه و يمتلك أطراف مفلطحة كبيرة تساعده على السباحه عبر الماء و بها مخالب تعينه علي حفر الجحور كما يعمل ذيله الممتلئ كمصدر ثبات و إتزان له أثناء السباحة كما يقوم بإستخدامه أيضا فى تخزين الدهون الزائدة للحصول على الطاقة أما أرجله الخلفية فيستخدمها كدفة و مكابح أثناء تحركه أما بالنسبة إلي منقاره فهو ناعم و مرن و ليس قاسي و صلب مثل مناقير البط و لونه غامق و أسود تقريبًا على عكس لون فروته و يمتلك مستشعرات تسمي أدوات الدفع تستجيب لمنبهات مثل اللمس و الضغط و الموجات الصوتية و الحركة بالإضافة إلى حوالي 40.000 مستقبلا كهربائيا يساعده في العثور على إتجاه الفريسة و مسافتها و تحدث تلك العملية أثناء إغلاق عينيه و أذنيه تحت الماء حيث يقوم بتحريك رأسه ذهابا و إيابا و إستكشاف النبضات الكهربائية التي تولدها تلك الكائنات الحية و عند العثور على واحدة منهم يقوم بالإقتراب منها و مهاجمتها و بعد ذلك يقوم بتخزينها داخل خده ثم يسبح إلى السطح لتناول الطعام من خلال طحنه بين وسادات داخل الفم مصنوعة من الكيراتين نظرا لأنها لا تمتلك أسنان و يتم إستبدال تلك الوسادات بشكل مستمر طوال عمرها الإفتراضي و من المثير للإهتمام أن وليد خلد الماء يمتلك أسنان حليب تشبه الضروس و لكن يتم التخلص منها في الوقت الذي تغادر فيه جحر التعشيش.
و لعل أكثر الأشياء شهرة فى حيوان خلد الماء هو أنه من الثدييات التى تبيض ففي حين أن معظم الثدييات الأخرى تلد صغارها فهو يقوم بوضع البيض و يحتضنه ثم يقوم لاحقا بإرضاع صغاره كما تشمل الخصائص الأخرى المثيرة للإهتمام إمتلاكه لعظامًا زائدة في حزام الكتف و هى لا تتواجد فى الثدييات الأخرى و على الأرض يمتلك خلد الماء مشية شبيهة بالزواحف لأن ساقيه على جانبي الجسم و ليس تحته كما أن البقع البيضاء على الفراء تحت عينيه تجعله يبدو وكأن عينيه مفتوحتان تحت الماء لكنها ليست كذلك و بشكل عام تكون الذكور أكبر من الإناث حيث يمكن أن يكونوا أطول بنسبة 16 في المائة و أثقل بنسبة 40 في المائة بالإضافة إلي أنه يوجد هناك تباين كبير في الحجم بين حيوانات خلد الماء حيث من الملاحظ أنه يزداد حجمه مع زيادة خط العرض فى الكرة الأرضية بحيث يكون أصغر حجما في المناطق الشمالية و أكبر في المناطق الجنوبية فعلى سبيل المثال يمكن أن يزن ذكر خلد الماء الكبير في تسمانيا ثلاثة أضعاف وزن الذكر المتوسط في سكان الشمال .
و يعتبر الموطن المثالي لحيوان خلد الماء هى الأماكن التى تحتوى على مصدر للمياه الدائمة و الضفاف الترابية المستقرة التي تدعمها جذور النباتات المحلية على ضفاف الأنهار والتي تتدلى أيضًا في المياه و الأماكن التى تحتوى على إمدادت وفيرة من اللافقاريات الكبيرة و بطبيعة الحال فإن التغيرات الطبيعية مثل الجفاف لفترات طويلة أو التي تكون من صنع الإنسان مثل بناء السدود و إزالة الأشجار و التنمية كلها تؤثر على الموطن الضروري لخلد الماء الذى من الممكن العثور عليه أيضا في البحيرات الضحلة و مصادر المياه الاصطناعية مثل بحيرات تخزين المياه و سدود المزارع كما يعيش أحيانًا في المناطق قليلة الملوحة مثل مصبات الأنهار لكنها في الغالب تتواجد بمناطق المياه العذبة و يكون للذكور نطاقات منزلية أكبر من الإناث بطول 15 كيلومترًا و قد يقطع الذكر مسافة تزيد عن 10 كيلومترات في رحلة قصيرة لليلة واحدة أما الإناث فتميل إلى الصيد بالقرب من المنزل و عادة ما يكون نطاقها أقل من 4.5 كيلومتر .
و في حين أن خلد الماء قد يقوم بغوص قصير متكرر لمدة تتراوح ما بين 30 إلى 60 ثانية فيمكنهم البقاء تحت الماء لمدة تصل إلى دقيقتين و يعتمد وقت الغوص و عمقه على الهواء الموجود في رئتيه و عادة ما يغوصون لمسافة أقل من 5 أمتار على الرغم من أنهم يقومون أحيانًا بغطس أعمق قد يصل إلى حوالي 8 أمتار ثم يأتون إلى السطح للتعافي لمدة 10 إلى 20 ثانية قبل قيامهم بغطسة أخري و خلال غوصهم تحت الماء يتمكنون من التغذي على يرقات الحشرات و جمبري المياه العذبة و الديدان ثم تستخدم أكياس الخدين لتخزينهم حتى تصل إلى السطح لتناول الطعام حيث يحتاج خلد الماء كل يوم إلى أكل ما يقارب من 20 بالمائة من وزن جسمه و هو الأمر الذي يتطلب منه حوالي 12 ساعة من البحث عن الطعام و نتيجة لعدم إمتلاكه أسنان فيجب عليه أن يلتقط قطعًا من الحصى مع طعامه للمساعدة في مضغ وجبته حيث يبتلعون الأجزاء اللينة من فرائسهم و يبصقون باقي الهياكل الخارجية الكيتينية .
و نظرًا لقدرة خلد الماء المحدودة إلى حد ما على حبس أنفاسهم فيفضل العديد منهم التواجد في البحيرات الضحلة و المسطحات المائية التي يتراوح عمقها ما بين 1 إلي 5 أمتار كما أنهم يعيشون داخل جحور بسيطة يقومون بحفرها على طول الأنهار و الجداول خارج موسم التكاثر كما يمكنهم أيضًا جعل منزلهم تحت الحواف الصخرية و الجذور و الحطام حيث يرتاحون طوال اليوم و مع ذلك فإن الإناث الحوامل تحفر جحرًا أعمق و أكثر تفصيلاً مع غرف و مداخل متعددة تسمى جحر الحضانة و عندما تترك الأنثى صغارها خلفها للبحث عن الطعام فتقوم بعمل غطاء ناعم من التربة و الحطام لسد الفتحة.
و ينشط خلد الماء بشكل عام في الليل و الغسق و أحيانًا يكون نشطًا في النهار و يخرج من جحره في وقت متأخر بعد الظهر للبحث عن الطعام و بحلول الصباح الباكر يكون جاهزًا للدخول مرة أخرى إلى الجحر و يظل فيه فترة تتراوح ما بين 11 إلي 17 ساعة كما يمكن أن يصطاد لمدة تتراوح ما بين 10 إلى 12 ساعة في المرة الواحدة و نتيجة أن نظامه الغذائي عالي السعرات فيكون نومه بشكل سليم تصل مدته إلى 14 ساعة في اليوم كما تقضى الإناث الحوامل وقتًا في بناء عش دافئ تضع فيه بيضها و بعد الفقس تقضى وقتها فى الرضاعة و الرعاية و البحث عن الطعام كما يعتبر ترك خلد الماء لجحره أمرا محفوفا بالمخاطر حتى في الليل فعندما يحدث الجفاف أو تغير فى المجاري المائية يضطر خلد الماء للسفر على اليابسة مما يجعلها أكثر عرضة للافتراس من الحيوانات المفترسة الطائرة مثل البوم و النسور و الصقور كما تواجه تهديدات برية من الدنجو و السحالي و الثعابين و فئران الماء و القطط و الثعالب كما يعتقد البعض أن سبب إنخفاض أعداد خلد الماء في شمال “أستراليا” نتيجة الافتراس الشديد من قبل التماسيح و لمحاولة الدفاع عن نفسهم يمتلك ذكور خلد الماء نتوءات على الكاحلين الخلفيين متصلين بغدة سمية موجودة فوق فخذيها و إذا إخترق الحافز الجلد فيمكن أن يطلق سمًا كافيًا لقتل كلب متوسط الحجم ( سم ليس مميتًا للإنسان و لكنه مؤلم و يسبب التورم) و يكون ذلك السم أكثر وفرة خلال موسم التكاثر مما يدفع العلماء إلى الإعتقاد بأنه يستخدمه للدفاع عن النفس من المنافسين من نفس الفصيلة .
و خلال موسم التكاثر تطلق غدد الرائحة الموجودة على جانبي رقبة خلد الماء رائحة مثل المسك ثم يتنافس الذكور على فرص التكاثر مع إحدى الإناث بينما تتزاوج الإناث عادة مع ذكر واحد و بمجرد أن تستقر على أحدهم تبدأ المغازلة المائية حيث يغوص الزوجان و يسبحان أمام بعضهما البعض ثم يمسكان بعضهم و يتدحرجان معًا و عند ثبوت الحمل تبحث الأنثي عن مأوى في غرفة حفر محفورة في ضفة النهر لوضع ما بين 1 إلى 3 بيضات و يكون هذا الجحر عميق جدا و يتم سده على فترات بإستخدام سدادات لحماية البيض من الحيوانات المفترسة أو ارتفاع المياه و تحافظ أنثي خلد الماء على بيضها بين ردفها و ذيلها لإبقائها دافئة و لا تترك الجحر سوى للتغوط أو ترطيب فروها و عادة يبلغ قطر بيضها حوالي 1.7 سم و هو أكثر إستدارة من بيض الطيور و تكون قشرته ناعمة و مرنة و بعد حوالي 10 أيام يفقس الأطفال الذين ليس لديهم شعر و هم بحجم حبة الفول و يبدأون في الرضاعة لمدة ما بين 3 أو 4 أشهر و لا تمتلك الأم حلمات بل بقع خاصة من الجلد على البطن تفرز الحليب لأطفالها التى تلتصق بها و بحلول الوقت الذي يتم فطامهم فيه و مغادرة العش يكون خلد الماء الصغير قد أمتلك الفراء اللازم و يمكنه السباحة بمفرده.
بطاقة تعريف
- الفئة : ثدييات .
- الترتيب : مونوترماتا .
- العائلة : أورنثاورهينشيداي .
- النوع : أناتينوث .
- العمر : من 7 إلى 14 سنة فى البرية و قد تصل إلي 21 عامًا في حدائق الحيوان.
- فترة الحمل : 21 يوم و يكون عدد الصغار عند الفقس من 1 إلى 3 بيضات لكل موسم تكاثر و عادة بيضتين .
- فترة الحضانة : 10 أيام .
- الطول : الطول من طرف المنقار إلى طرف الذيل بالنسبة إلي الذكور من 40 إلى 63 سم أما الإناث من 37 إلى 55 سم .
- الوزن : للذكور: 0.8 إلى 3 كيلوجرامات و الإناث: 0.6 إلى 1.7 كجم .
معلومات سريعة عن حيوان خلد الماء
- كلمة “خلد الماء” مشتقة من كلمة يونانية تعني “القدم المسطحة” .
- يعتبر خلد الماء و حيوانات النمل من الثدييات الحية الوحيدة التي تضع البيض.
- لا ترضع الإناث صغارها بالحلمات بل تفرز الحليب من خلال بقع الجلد.
- لدى ذكور خلد الماء البالغة نتوءات سامة و هي خاصية غير عادية بين الثدييات و تستخدم للدفاع عن رفقائها و الأراضي من الذكور المتنافسة.
- للإناث مبيضان لكن المبيض الأيسر فقط يعمل على غرار العديد من الطيور و بعض الزواحف.