إذا كانت الأماكن فى أى مكان بالعالم تتسم بالحياة التقليدية فمن الصعب أن تكون مصدر جذب سياحي لأنه كيف يمكن إقناع سائح بزيارة مكان ربما يكون قد رأه من قبل أو حتي يعيش فيه ببلده الأصلي لذلك فدائما ما تكون المناطق التى تتسم بالغرابة أو المحتويات الغير إعتيادية هدفا للعديد من السائحين و هو ما حدث مؤخرا لجزيرة فى اليابان يطلق عليها إسم أوشيما التى كانت قديما خارج نطاق الخريطة السياحية للبلاد ثم حدث لها تحول جذري عن دون قصد و صارت مشهورة عالميا بإسم جزيرة القطط بعد أن أصبحت أراضيها مستقرا للمئات منهم الذين أنتشروا فى جميع أنحائها ليلعبون و يتحركون بسعادة تحت أقدام سكانها و السائحين القادمين لمشاهدتها .
و تقع جزيرة ” أوشيما ” أو ” جزيرة القطط ” في محافظة “إيهيمي” اليابانيه الموجودة فى جزيرة ” شيكوكو ” و هى جزيرة صغيرة حيث تبلغ مساحتها ما يقارب نصف كيلومترا مربعا و تعتبر جزء من مدينة ” اوزو ” التى تبعد عنها بمسافة 20 دقيقة بالقارب و كانت فى البداية جزيرة غير مأهوله الى أن عرف أنها منطقة صيد جيدة و يبدء الصيادين و أسرهم فى التوافد إليها و الإقامة فيها ليبلغ عددهم فى منتصف الاربعينيات حوالي 900 نسمة و بمرور السنوات و لهجرة العديد منهم إلي المدن لم يتبقى في وقتنا الحاضر سوى عدد قليل من المسنيين الذين لا يتجاوزون العشرة أفراد فقط و بدأت قصتها مع القطط عندما أحضر الصيادين قديما بعضا منها بغرض تقليل أعداد القوارض بها و نظرا لعدم وجود أى حيوانات مفترسة أخرى لإحداث توازن بيئى فقد أدى ذلك إلي تكاثرها دون عوائق خاصة مع ميل سكان الجزيرة و خاصة كبار السن منهم إلى الإكثار من إطعامها و ذلك لمحاولة تطوير الرفقة مع تلك المخلوقات .
أقرأ أيضا : تعرف على جزيرة الأفاعى السامة المحظور على الإنسان التواجد فيها
و من أجل زيارة ” جزيرة القطط ” و الإستمتاع بها عليك الإلتزام بالعديد من الأداب منها أنك إذا أردت الإقتراب من القطط لإطعامها فعليك بإطعامها القليل حيث يقوم سكان الجزيرة بتولى تلك المهمة و إطعامهم بشكل صحيح كما أن هناك موقعا مخصصا على الجزيرة يمكنك فيه الإقتراب من تلك القطط كما أن جزيرة ” أوشيما ” ليست بالأساس جزيرة سياحية رسمية لذا فلا توجد متاجر و لا مطاعم و لا فنادق و عليه فإن المنازل و المساكن القديمة هي المكان الذي يعيش فيه السكان فيرجى الإمتناع عن دخولها كما أن القطط فى تلك الجزيرة أقل حذرا من مثيلاتها فى المدن لذلك فهم يحبون التصرف و التعامل بشكل طبيعى مع الناس وسوف يتجولون حول أرجل الزوار لذلك فيرجى المشي ببطء و بشكل حذر حتى لا تخطو عليهم أو يتم التعثر فوقهم كما لا يوجد فى ” جزيرة القطط ” مكان لرمي القمامة لذا تأكد من نظافة المكان الذى كنت فيه و أخذ أي قمامة معك عند المغادرة .
و تعيش القطط الموجودة على الجزيرة من التبرعات الغذائية التى تأتى من جميع انحاء “اليابان” و من ما يقدمه السائحين إليهم حيث يوجد مكان مخصص فى “جزيرة القطط” لإطعامهم و لا تقتصر زياراتها على السائحين او محبى القطط فقط و لكن للباحثين أيضا القادمين لدراسة سلوكياتها و الذين لاحظوا أن الذكور منهم تتنافس فيما بينها على إرساء النفوذ فى المناطق بينما الإناث تتصارع من أجل الطعام كما أن هناك أعداد منهم ليست بالقليلة تموت قبل البلوغ نتيجة الجوع و المرض حيث تعد أكبر عقبة تواجه القطط هى فصل الشتاء عندما تقل الحركة السياحية او يصعب على القوارب المرور فى البحار المتلاطمة مما يجعل الحصول على الطعام بالنسبة إليها أمرا صعبا .
أقرأ أيضا : قرية الدمي فى اليابان التى أصبحت بديلة لسكانها الأصليين
و مؤخرا و مع ازدياد أعداد القطط للمئات قرر السكان عام 2018 محاولة السيطرة على تلك الأوضاع عن طريق تعقيمها حيث يقول أحدهم ” أن أعدادنا كبشر قد بدأت فى التناقص و يزداد العمر بنا و أصبح من الصعب إطعام جميع القطط و الإعتناء بها حيث أصبحت الأمور مختلفة الآن عما كانت عليه فى السابق” و نجحوا بالفعل فى تعقيم اكثر من 200 قط فيما عدا 10 قطط تم إخفاؤها من قبل أحد السكان القدامى الذي عارض تلك الخطة .