أغلب الصور الفوتوغرافية الشهيرة ترجع أهميتها إلي قيمتها التاريخية فى توثيق حدث ما و لكن ذلك لا يمنع فى أن يكون بعضها أيضا ذات أهمية علمية لا تزال إستفادتها سارية حتى اللحظة و هو ما يتضح فى تلك الصورة التى تظهر فيها اليد اليسرى للسيدة أنا بيرث رونتجن زوجة العالم فيلهلم رونتجن مكتشف الاشعة السينية التى أحدثت طفرة فى العلوم الطبية في تشخيص وعلاج الإصابات و الأمراض التي كانت دائما مخفية عن الأنظار حيث تمثل تلك الصورة توثيقا لمدى أهمية ذلك الإكتشاف على البشرية كلها و تعتبر واحدة من أفضل 100 صورة تم إلتقاطها عبر التاريخ بحسب مجلة تايم الأمريكية .
التاريخ : 1895 م .
المصور : فيلهلم رونتجن .
التفاصيل : ترجع خلفية تلك الصورة إلي العالم ” فيلهلم رونتجن ” الذى أمضى سبعة أسابيع داخل مختبره لمتابعة واحد من من إكتشفاته الهامة حيث لاحظ ان أنبوب الكاثود إذا أطلق دفقة من الطاقة الكهرومغناطيسية ذات ترددات معينه فإنه يخترق أجساما صلبه و يكشف ما ورائها مع توفر إمكانية توثيقها فى صور فوتوغرافية و هو إكتشاف أطلق عليه إسم “الأشعة السينية” او “أشعة X ” و فى تلك الأثناء كانت زوجته ” أنا بيرث رونتجن ” دائمة الدعم له خلال عمله و كانت معتادة على تقديم الطعام داخل معمله و فى أحد الأيام و خلال وجودها طلب منها تجربة ذلك الإختراع عليها و وافقت على طلبه و وضعت يدها على مسطح لإلتقاط الصور الفوتوغرافية لمدة 15 دقيقة إلي أن تم إلتقاط اول صورة بتلك الأشعة على الإنسان و التى تبرز صورة لعظام إصبع طويلة غامضة و خاتم زفاف كبير و داكن .
و رغم أهمية تلك الصورة العلمية و التاريخية الا أن ذلك الأمر لم تكترث به زوجته نظرا لأنها لم تتقبل فكرة الصورة و قالت بعد رؤيتها ” لقد رأيت موتى ” و بعدها لم تطأ قدمها ذلك المعمل مرة اخرى .
أقرأ أيضا : صورة سقوط قطار من محطة مونتبارناس فى باريس بعد فقدان سائقه السيطرة عليه
و بعد ذلك أرسل ” فيلهلم رونتجن ” بعض من صوره تلك بالبريد إلى جانب مسودة عن ورقة بحثية تتحدث عن ذلك الإكتشاف بالتفصيل إلى زملائه علماء الفيزياء في جامعات أوروبا بما في ذلك العالم “آرثر شوستر” في جامعة مانشستر الذى بدء هو الأخر تجاربه حول تلك الأشعة حيث ألتقط صور فوتوغرافية للأيدي و الضفادع و مفاصل الأطراف و حتى قدم إبنه البالغ من العمر ست سنوات و وقتها أدرك شوستر أهمية تلك الاشعة كقيمة طبية و بعدها تم استخدام هذه التقنية بسرعة من قبل المجتمع الطبي و عامة الناس حتى وقتنا الحالي لذلك ليس بالأمر الغريب أن يحصل العالم ” فيلهلم رونتجن ” على جائزة نوبل للفيزياء عام 1905 نظير ذلك الإكتشاف الذى وثقته تلك الصورة .