قد يقوم أحد المسئولين بإلتقاط صورة ما بغرض إرسال رسالة محددة للرأى العام حول شئون معينة و لكن سرعان ما تتخذ تلك الصورة مسار أخر و تتحول إلى نقمة عليه و تجعله مصدر للإنتقادات و يكون لها أثر سلبي على مسيرته السياسية و هو ما يتجسد فى تلك الصورة التى ظهر فيها وزير الزراعة البريطانى أنذاك جون جومر و هو يتناول الهمبرجر مع ابنته كورديليا ذات الأربع سنوات بغرض طمأنة المواطنين من عدم وجود أى مخاطر من لحوم البقر البريطانية خلال فترة تفشى مرض جنون البقر ثم تحولت تلك الصورة لاحقا إلى مصدر أزعاج له .
التاريخ : مايو عام 1990 .
المصور : الإنجليزي ” جيم جيمس ” – وكالة بريس اسوسيشن .
التفاصيل : ترجع خلفية الصورة إلى قبل توقيت إلتقاطها بثلاث سنوات بظهور مرض إلتهاب الدماغ الإسفنجي البقري و الذى كان مميتا في الماشية البريطانية و الذى أطلق عليه إعلاميا ” جنون البقر ” و بدأت المخاوف فى التزايد من أن ذلك المرض يمكن أن ينتقل الى الإنسان و بالتالى سيكون له الكثير من التداعيات الاقتصادية الصعبة و إمتلاك اللحوم البريطانيه لسمعة سيئة عالميا و لمحاولة إنقاذ الموقف تفتق فى ذهن وزير الزراعة فكرة جريئة لإثبات عدم صحة تلك المخاوف و هى أثناء وجوده فى أحد الفعاليات فى موطنه “سوفلوك” بشرق “إنجلترا “و فى رفقة ابنته ” كورديليا ” بدء فى تناول البرجر المصنوع من اللحم البريطانى امام عدسات المصورين بغرض طمأنة المواطنين و حثهم على تناول اللحم البريطانى بدون اى مخاوف .
و ربما كانت الصورة مطمأنة الا أنه بعد مرور 6 سنوات تم التأكيد رسميا على وجود صلة بين مرض جنون البقر و تسببه فى إحداث وفيات بين البشر الأمر الذى أدى الى حظر اللحم البقرى البريطانى داخل الإتحاد الاوروبى و محاولات بريطانية من أجل منع تفشى ذلك المرض و إحتوائه بذبح الكثير من القطعان المصابة التى وصل عددها إلى 37 ألف بقرة و أدى ذلك المرض إلى وفاة 177 بريطانيًا و أكثر من 50 آخرين في جميع أنحاء العالم .
و نتيجة لذلك تسببت تلك الصورة فى الكثير من الإنتقادات للوزير “جومر” الذى كان قد أستقال من منصبه و أصبح عضوًا في مجلس اللوردات لأنه خدع المواطنين و عرض حياة إبنته للخطر و ليس ذلك فقط بل تم الزعم أنه لم يأكل البرجر فى تلك الصورة من الأساس و أن من قام بتلك المهمة هو أحد الموظفين الأخرين الا أنه دافع عن نفسه بأنه كان على إستعداد لتناول البرجر بنفسه هو و عائلته لأنه كان يعتقد أنه آمن و أصر على أنه لم يرتكب أي خطأ لأنه سعى إلى إتخاذ أفضل خيار و أفضل قرار من أجل سلامة و صحة نفسه و عائلته و بلده .