تعتبر الحرب العالمية الثانية فترة هامة في التاريخ الإنساني نظرا لأنها غيرت بشكل كامل صورة العالم الذي نعيش فيه إضافة لإحتوائها علي عدد لا يحصى من القصص الغريبة التي لا يمكن أن تصدق لولا توثيقها من قبل البعض واحدة منها دارت أحداثها حول جندي من أصول كورية يدعي يانج كيونججونج الذي قاتل و أصيب في تلك الحرب من أجل ثلاثة دول مختلفة و هم اليابان و الإتحاد السوفييتي و ألمانيا النازية و حتى عند إلقاء القبض عليه للمرة الأخيرة من قبل قوات الحلفاء كان يُعتقد في البداية أنه جنديًا يابانيًا يرتدي الزي الألماني قبل أن تتكشف حقيقته و تصبح من أغرب القصص في تاريخ تلك الحرب .
تبدأ قصة ” يانج كيونججونج ” عام 1938 حين كان يبلغ من العمر 18 عامًا و يعيش في منشوريا التي إحتلتها ” اليابان ” منذ عام 1931 و حتى نهاية الحرب و مع بدء إندلاعها تم تجنيده على الفور من قبل الجيش الإمبراطوري الياباني و إلتحق في فرقة كوانتونح من أجل القتال ضد ” الإتحاد السوفييتي ” شمال منشوريا حيث كانت تلك الفرقة في ذلك الوقت هي الأكبر و الأكثر شهرة من بين جميع القوات اليابانية .
و خاض ” يانج كيونججونج ” العديد من المعارك مع الجيش الإمبراطوري الياباني لمدة عام آخر إلي أن تم أسره من قبل الجيش الأحمر خلال معركة ” خالخين جول ” الشهيرة التي تعتبر من المعارك المؤثرة بين طرفي الصراع و كان لها أبعاد في الوضع الميداني بين منشوريا و “منغوليا” حيث إندلع القتال بين القوتين بداية من مايو و حتى سبتمبر من عام 1939 و شارك فيه أكثر من 100.000 جندي و 1000 دبابة و طائرة و قتل و أصيب رقم ضخم يتراوح ما بين 30.000 إلى 50.000 رجل في المعركة النهائية التي درات رحاها في 31 أغسطس 1939 و فيها تم سحق اليابانيين .
و مع إنتهاء الحرب السوفيتية – اليابانية أصبح مصير ” يانج كيونججونج ” في أيدي السوفييت الذين كانوا يواجهون نقص في الأيدي العاملة بسبب الحرب و هو ما أجبرهم علي تجنيد كل من يستطيع الخدمة العسكرية و لذلك تم نقله إلي أحد المعسكرات الخاصة بالعمل و بعدها إنضم إلي صفوف الجيش الأحمر علي خطوط المواجهة مع الألمان و خاض العديد من المعارك معهم و بعد مرور عام أُخذ مرة أخرى كأسير حرب في معركة خاركوف الثالثة و الشهيرة و التي تمكنت من خلالها القوات الألمانية من منع خسارة مساحات كبيرة من ” أوكرانيا ” أمام السوفييت و كان ذلك بمثابة نصرًا كبيرًا للألمان على طول تلك الجبهة .
أقرأ أيضا : شويتشي يوكوي الجندى اليابانى الذى عثر عليه حيا فى الغابة بعد 28 عاما من إنتهاء الحرب
و رغم إنتصار الألمان في معركة خاركوف الثالثة إلا أنهم لم يكونوا محصنين ضد الخسائر العسكرية حيث كانوا يعانون من نقص في القوة البشرية و نتيجة ذلك وجد ” يانج كيونججونج ” نفسه مرة أخرى كجندي إلى جانب القوات الألمانية و لعل من حسن حظه أنه أرسل إلي ” فرنسا ” للمشاركة في القتال ضد قوات الحلفاء بشواطئ نورماندي في 6 يونيو عام 1944 لأنه فور سقوط الدفاعات الألمانية تم أسره للمرة الأخيرة من قبل الأميركيين و نتيجة عدم قدرته على التحدث باللغة الإنجليزية أو الألمانية تم إرساله إلي معسكرات أسرى الحرب في “بريطانيا” و عند نهايتها أطلق سراحه و توجه إلي ” الولايات المتحدة ” و أستقر في ولاية ” إلينوي ” حتى وفاته عام 1992 .