قد يرتكب إنسان إحدي الجرائم و يظن أنه نفذ الجريمة الكاملة و لن يستطيع أحد تعقبه أو الوصول إليه و لكن مهما طال الزمن فمن المؤكد أن العدالة يوما و بطريقة ما سوف تأخذ مجراها و هذا ليس كلام نظري بل حدث بالفعل في الولايات المتحدة و تحديدا بولاية كالفورنيا حين ألقي القبض علي أحد الأشخاص بتهمة بسيطة و هي إنتهاء صلاحية رخصة القيادة الخاصة به و لكن لسوء حظه العاثر إكتشف السلطات أنه يحمل وشم علي جسده أعتبرته الشرطة دليلا دامغا علي إرتكابه لجريمة قتل قام بها منذ سنوات و يقدم بتهمة جديدة أدت إلي إستكماله لبقية حياته وراء القضبان .
حدثت تلك القصة عام 2011 و بدأت تفاصيلها بعد إدانة الشاب ” أنتوني جارسيا ” 25 عامًا بإرتكابه جريمة قتل من الدرجة الأولي بعد حادث إطلاق نار وقع عام 2004 داخل أحد المتاجر لبيع الخمور في منطقة “بيكو ريفيرا ” و هي جريمة تصل عقوبتها إلي السجن مدى الحياة بعد أن أشارت التحقيقات إلي أنه ينتمي إلي أحد العصابات التي تمارس نشاطها فى تلك المنطقة و أن القتيل الذي يدعي ” جون خواريز ” كان ينتمي إلي أحد العصابات المنافسة .
و لمدة أربعة سنوات عقب إرتكابه الجريمة تجنب ” أنتوني جارسيا ” الإعتقال لمدة أربع سنوات حتى ألقت الشرطة القبض عليه لقيادته برخصة موقوفة عام 2008 و نظرا لأنه بدا و كأنه عضو نشط في عصابة ” ريفيرا 13 ” إلتقطت الشرطة صورًا لوشومه إلي جانب صورته الشخصية و أرسلت إلي الرقيب ” كيفن لويد ” الذي بدء في البحث داخل الصور بحثًا عن أدلة قد تقوده للتعرف علي جرائم أخري حيث بدي إحدي الوشوم الموجودة أسفل رقبته مألوفا لديه بعد أن ذكره بجريمة قتل حدثت عام 2004 داخل متجر للمشروبات الكحولية و قام بالتحقيق فيها حين كان يعمل فيها ظابطا بمنطقة ” بيكو ريفيرا ” و لكن لم يتم التوصل إلي الجاني .
و لمحاولة التأكد من هاجسه بدء الرقيب ” كيفن لويد ” في فتح ملف القضية مجددا و ذهب إلي مسرح الجريمة لمطابقة سير الحادث مع الموجود في الوشم الذي كان دقيقًا جدًا في وصفه للجريمة لدرجة أنه كان بمثابة إعتراف ضمني بتنفيذها بعد أن أشتمل تفاصيل المكان و مسار إطلاق الرصاص و مكان سقوط الضحية و جملة مكتوب عليها ” قتل ريفيرا ” لذلك بدأت القضية تتجه نحو محاولة إستدراجه علي الإعتراف و نجحت الشرطة بالفعل في ذلك المسعي بعد أن أعترف أمام ضباط تظاهروا بأنهم أعضاء عصابة داخل السجن و تم القبض عليه بتهمة القتل .
أقرأ أيضا : حفل زفاف وهمى أقامته الشرطة ينتهى بإلقاء القبض على 86 تاجر للمخدرات كانوا مدعوين فى الحفل
و خلال التحقيقات قام نائب المدعي العام للمقاطعة ” بروك لونسفورد ” بوصف وشم “جارسيا” بأنه “إعتراف غير لفظي” و قالت الشرطة أنها فحصت عن كثب وشومه الأخرى لمعرفة ما إذا كانت تمثل أي جرائم جديدة إلا أنها لم تجد ما يفيد ذلك و خلال المحاكمة تم الوصول إلي ” روبرت أرميجو ” و هو شريك له فى الجريمة و الذي أعترف بذنبه و شهد ضد ” جارسيا ” و هو ما ساعد هيئة المحاكمة علي إدانته حيث علق الرقيب ” لويد ” قائلا أنه شعور جميل أن يقوموا بحل إحدي الجرائم من تلك النوعية لأنه فيما يتعلق بإطلاق النار بين العصابات فلا يوجد الكثير من الأدلة و لا أحد يريد التقدم للإدلاء بأي معلومات .