كثير من الناس طوال فترة حياتهم المهنية يشغلون عدة وظائف في مواقع مختلفة و أحيانا دول متنوعة و لكن توجد فئة منهم تفضل الإستمرار بالعمل في مكان واحد لعقود طويلة و تعتبر الشركات هؤلاء الموظفين من المخلصين لها لذلك فتقوم بمنحهم عدد من الإمتيازات نظير ولائهم و تفانيهم بالعمل معها طوال تلك المدة و هو ما حدث مؤخرا مع والتر أورثمان الذي يبلغ من العمر 100 عام و يعيش في البرازيل و ذلك بعد أن قامت شركته بتكريمه و معها موسوعة جينيس للأرقام القياسية التى أعتبرته صاحب أطول فترة يقضيها موظف داخل إحدي الشركات و التى بلغت 84 عاما و تسعة أيام .
و يتذكر ” والتر أورثمان ” ماضيه عندما كان طفلا و يمشي حافي القدمين إلى مدرسته خلال الطقس الممطر و المشمس حيث كان طالبًا ممتازًا و متحمسا للتعلم و لكن نتيجة مرور أسرته التى كانت تعيش في منطقة ” بروسك ” بضائقة مالية أضطر إلي العمل من أجل مساعدتها فى المصاريف و لذلك بدأت حياته المهنية مبكرا حين كان عمره 15 عامًا فقط عندما حصل على وظيفة في شركة منسوجات تدعي ” رينو إنداستيرا ” عام 1938 و عمل فيها كمساعد شحن و ذلك نتيجة إجادته للغة الألمانية .
و خلال تواجده في الشركة أستمر ” والتر أورثمان ” في حب التعلم و لذلك تم ترقيته إلى عدة مناصب من بينها مدير للمبيعات حيث أعطاه ذلك المنصب فرصة للسفر عبر البلاد و مقابلة العملاء المحتملين الذين أصبحوا لاحقا أصدقاء له و على مدار الـ 84 عامًا الماضية حدثت تغيرات ضخمة داخل الشركة و لكن ” والتر أورثمان ” و نتيجة حبه الدائم للتعلم و الإطلاع علي كل ما هو جديد فقد مكنه ذلك من التكيف مع تلك التغيرات الحادثة و أستطاع إستيعابها و هو ما أدي إلي بقاءه في ذلك المكان طوال كل تلك المدة .
و نظرا لبقاء ” والتر أورثمان ” داخل الشركة كل تلك الفترة فقد لفت ذلك إنتباه موسوعة جينيس للأرقام القياسية التى قامت بالتحقق من مسيرته داخلها في 6 يناير 2022 و أدخلته إلي الموسوعة حيث علق علي ذلك قائلا بأنه شرف و إمتياز له لم يتخيل تحقيقه مطلقًا و أضاف بأن نصيحته المهنية لكل العاملين في الشركات أنهم يجب عليهم العمل فى مكان يشعرون فيه بالحماس .
أقرأ أيضا : الكرواتي فران سيلاك الذى تعرض خلال حياته الى سبعة حوادث مميتة و نجا منهم جميعا
و الملاحظ أنه رغم تخطي ” والتر أورثمان ” المئة عام من عمره إلا أنه لا يزال يمارس الرياضة كل يوم و لا يزال لائقًا عقليًا و يذهب إلي أماكنه المفضلة يوميا أبرزها مكتبه داخل العمل حيث يقول أنه لا يفعل الكثير من التخطيط و لا يهتم كثيرا بالغد و كل ما يهمه هو أن غدًا سيكون يومًا آخر يستيقظ فيه و يجب علي الناس أن تنشغل بالحاضر و ليس الماضي أو المستقبل .