على الرغم من أن الحرب العالمية الثانية قد أستغرقت 6 أعوام من المعارك الدامية فى أجزاء متفرقة من العالم الا أن الجزء الخاص بتفاصيل الساعات الأخيرة من حياة الزعيم النازي أدولف هتلر قد نال الكثير من الإهتمام حيث تطابقت روايات شهود العيان الذين كانوا موجودين معه فى مخبأه تحت الأرض بأنه كان قد إقتنع تماما أن ألمانيا قد خسرت الحرب لذلك قرر الانتحار بإستخدام سم السيانيد مع رفيقته إيفا براون التى تزوجها قبل ساعات قليلة من ذلك ثم بعدها أطلق النار على رأسه فى 30 أبريل عام 1945 (توجد روايات أخرى تشير الى انه لم يستخدم السم) و بعد انتحارهم تم نقل جثامينهم من خلال مخرج طورائ فى المخبأ إلى حديقة المستشارية و يسكب عليهم البنزين و يتم حرقهم و بعدها قام الاتحاد السوفيتي الذى سيطرت قواته على المكان بتقييد نشر المعلومات حول تلك النقطة و أصدر لاحقا العديد من التقارير المتضاربة حول وفاته حيث تزعم سجلاتهم الى أنه قد تم انتشال رفاته رغم تأكيد الذين حضروا بأنه قد تحول الى رماد ثم بدأ السوفييت مجددا في نشر روايات متضاربة أخرى فى أنه مات بالسيانيد أو تتعلق بنجاته و هروب هتلر إلى بلد آخر و لكن بعد مراجعة شاملة أصدرت ألمانيا الغربية شهادة وفاة رسمية له عام 1956 و لكن رغم التأكيد الرسمي الألماني الا أن البعض لم يقتنع حيث أشار عدد منهم الى أن المباحث الفيدرالية الأمريكية FBI لديها وثائق تؤكد أن الزعيم النازى قد قام بتزييف موته و هرب الى أمريكا الجنوبية و الإستقرار تحديدا فى الأرجنتين فهل تلك المعلومة صحيحة ؟
التقييم
الأدلة
في مايو عام 2016 نشر موقع على شبكة الإنترنت يسمى AnonHQ مقالة تحتوى على قصة مروعة عن “أدولف هتلر” تقول تفاصيلها أن مكتب التحقيقات الفيدرالي لديه معلومات أن الزعيم النازي لم يفر فقط إلى أمريكا الجنوبية في نهاية الحرب العالمية الثانية و لكنه عاش سنواته الأخيرة بسلام قبل أن يموت أخيرًا بسبب الشيخوخة في جبال الأنديز و هو ما يناقض الرواية السوفيتية حول انتحاره و العثور على جثمانه ثم تخللت تلك القصة صور لوثائق ذات مظهر رسمي و مقتطفات من الصحف تم جمعها على مدى سنوات عدة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية لمحاولة إكساب تلك الرواية المزعومة شكلا مقنعا حول هروب هتلر .
و احتوت الوثيقة الأولى في المجموعة المزعومة أن رجل تواصل مع مراسل لإحدى الصحف مدعيًا أن لديه دليلًا على هروب هتلر الدرامي بواسطة غواصة من ” ألمانيا ” و أضاف أنه يرغب في العثور على مسؤول حكومي أمريكى رفيع المستوى يضمن له الحصانة و الحماية إذا أخبره بالمعلومات التالية لأنه واحدا من أربعة رجال التقوا ” هتلر ” و رجال من حزبه عندما هبطوا من غواصتين في “الأرجنتين” بعد أسبوعين و نصف تقريبا من سقوط برلين و يؤكد أن معه أسماء لمسؤولين أرجنتينيين قاموا بتسهيل معيشته فى البلد و أوضح أنه حصل على 15000 دولار للمساعدة في اتمام تلك الصفقة بين هتلر و هؤلاء المسئولين .
و عندما حاول المراسل متابعة قصة هروب هتلر مع ذلك المصدر لم يتمكن من العثور عليه مرة أخرى و لم تتمكن الشرطة و خدمات الهجرة و الجنسية من مطابقة اسم ذلك الرجل الغامض مع أي سجلات و لا تظهر وثائق فى سجلات مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI حول ذلك الأمر الا فى حقيقة أن الوكالة الأمنية كانت ملزمة بمتابعة كل هذه الخيوط التي تم الإبلاغ عنها في حقبة ما بعد الحرب مباشرة بشكل روتيني بغض النظر عن مدى صحتها من عدمها .
و بعد ذلك ظهر موقع آخر ينشر صورة مزعومة لهتلر حيث تقول انها لشخص يحمل اسم ” أدولف لايبزيج ” و يقف مع صديقته التى تسمى ” كوتينجا ” و التقطت قبل وقت طويل من وفاته بالشيخوخة عام 1986 و بالطبع كانت الصورة قديمة مما يجعل من المستحيل التعرف على أي ملامح وجه مهمة للأشخاص الذين يظهرون فيها و مع ذلك تم نشرها كدليل قوي على هروب هتلر بواسطة “سيموني رينيه جيريريو دياس” و هي طالبة من “البرازيل” اكتشفت الصورة بالصدفة في نفس الوقت الذي كانت تحاول فيه بيع كتابها عن هتلر و هو ما يدفع الى الشك فى أن ذلك الموضوع قد تم الترويج له لهدف تجارى .
كما سجلت وثائق أخرى تقارير عن مشاهدات مماثلة أدت جميعها في النهاية إلى طريق مسدود حيث يشير البعض الى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI حقق بنشاط في مثل هذه الخيوط لعدة سنوات و بطبيعة الحال و بواقع المنطق طالما أن الوكالة لم تعلن عن أى شئ بخصوص ذلك الموضوع فهو تأكيد أنه لم يكن حقيقى و لكن العكس هو الصحيح حيث أتهم هؤلاء الأشخاص المباحث الفيدرالية بأنها متواطئة و تريد طمس الحقائق حول هروب هتلر .
أقرأ أيضا : هل يوجد صدفة تربط بين الرئيسين الأمريكيين ابراهام لينكولن و جون كينيدى
و الخلاصة نستطيع القول أنه لا يوجد شيء يمكن العثور عليه في مقالة موقع AnonHQ أو حتى وثائق المباحث الفيدرالية المزعومة التى تؤكد تلك الحقيقة بل على العكس فإن هذه الوثائق تسلط الضوء على حقيقة أن شبكة الانترنت تتملئ بكثير من الأشخاص الذين يرسلون رسائل بريد إلكتروني مزيفة بشكل واضح أو يكتبون مقالات خادعة فقط لكسب الترافيك و التى كانت كانت موجودة بلا شك سابقا متمثلة فى زيادة مبيعات الصحف و المجلات و الكتب من خلال وضع أخبار ليس لها علاقة بالواقع .