السلاح الكيميائي هو ذخيرة تستخدم مواد كيميائية مصنعة لإلحاق الموت أو الأذى بالكائنات الحية و مصنفة على أنها من أسلحة الدمار الشامل بجانب الأسلحة النووية و البيولوجية و يتميز السلاح الكيميائي عن الأسلحة التقليدية المعتادة بإمكانية إنتشاره على نطاق واسع في أشكال متعددة سواء كانت غازية أو سائلة أو صلبة و من أشهر أنواعه هو غاز الأعصاب الذى يشمل تركيبات من الخردل و يكون على هيئة سائلة خلال درجة حرارة الغرفة و يتحول إلي الحالة الغازية عند إطلاقه و قد إستخدام على نطاق واسع خلال الحرب العالمية الأولى مخلفا ورائه أثار مدمرة تمثلت فى حروق داخل الرئة و العمي و الموت و التشويه و فى الوقت الحالي يوجد حظر عالمي ملزم قانونًا على إنتاج و تخزين و إستخدام السلاح الكيميائي مع وجود قليل من الإستثنائات حيث يصرح بإستخدام الغازات المسيلة للدموع و رذاذ الفلفل لأغراض شرطية فى مكافحة الشغب بإعتبارهم أسلحة كيميائية غير فتاكة أما بالنسبة إلي الأنواع الأخري المدمرة فلا تزال هناك مخزونات كبيرة لدي بعض الدول و مبررهم أنه سلاح رادع ضد أى دولة تفكر فى الإعتداء عليهم و رغم إستمرار تخزينه إلا أن البعض يري أن الأمر بات يشكل خطورة كبيرة نظرا إلي أن العديد منهم يزيد عمره عن 50 عامًا كما أن إستخدامه من قبل أى شخص يعد أمر لا أخلاقي و بمثابة جريمة حرب لدرجة أن البعض يقول أن الزعيم النازي أدولف هتلر لم يفكر مطلقا في إستخدام تلك النوعية من الأسلحة على الرغم من إمتلاكه لها و هو أمر أثار الكثير من الجدل نظرا لأن إسمه قد إرتبط بالكثير من الفظائع التى مورست ضد الإنسانية خلال الحرب العالمية الثانية و دفعنا إلي محاولة التأكد من صحة تلك المعلومة .
التقييم
الأدلة
بدأت تلك المعلومة بالتداول على نطاق واسع في 11 أبريل عام 2017 بتصريح صدر من ” شون سبايسر ” السكرتير الصحفي للبيت الأبيض تعليقا على أنباء تشير إلى إستخدام الرئيس السوري بشار الأسد لغاز السارين في هجوم على بلدة “خان شيخون” بشمال غرب سوريا أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 70 شخصا و هو ما دفع رئيس ” الولايات المتحدة ” ” دونالد ترامب ” الى الرد بإستهداف مطار يُزعم أن الجيش السوري قد استخدمه في ذلك الهجوم حيث قال ” سبايسر ” ردا على سؤال وجه له حول عما إذا كانت “روسيا” قد تقوم بالتوقف عن دعم حليفها السوري نتيجة تلك الهجمات :
لم يستخدم السلاح الكيميائي في الحرب العالمية الثانية رغم أنه كان لدينا شخص حقير مثل هتلر الا أنه لم يغرق حتى في استخدام تلك النوعية و عليك أن تسأل نفسك إذا كنت “روسيا” هل هذا بلد و نظام تريد أن تنحاز إليه؟ لقد وقعت سابقًا على الإتفاقيات الدولية التي تعترف أن إستخدام الأسلحة الكيميائية يجب أن يكون خارج نطاق كل دولة .
كما أضاف “سبايسر” بأن إستمرار “روسيا” في الوقوف إلى جانب “سوريا” هو مخاطرة بأن تكون في الجانب الخطأ من التاريخ بطريقة سيئة حقًا .
و رغم تصريحات ” سبايسر ” الا أن الوقائع التاريخية تقول أنه تم تطوير غاز السارين في ظل حكومة ” أدولف هتلر ” ففى عهد الجنرال النازي “هيرمان أوشسنر” الذي قاد مكتب الأسلحة بالجيش الألماني دعا إلى نشر ذلك الغاز عن طريق الضربات الجوية قائلاً : “ليس هناك شك في أن مدينة مثل “لندن” ستغرق في حالة اضطرابات لا تطاق من شأنها أن تفرض ضغوطا هائلة عليهم ” و على الرغم من عدم إستخدام النازيين السلاح الكيميائي ضد القوات الأمريكية و البريطانية في الميدان الا أنهم أستخدموها ضد القوات الروسية في نقاط مختلفة .
و حتى على فرض أن القوات الألمانية لم تستخدم الأسلحة الكيميائية في ساحات المعارك إلا أنها استُخدمت في معسكرات الاعتقال و وفقًا لمزاعم متحف ذكرى الهولوكوست فقد بدأ “هتلر” في إستخدام الغازات السامة فى البداية ضد الألمان عام 1939 حيث كان المرضى النفسيين هم أول من يُقتل من خلال إستخدام غاز أول أكسيد الكربون في إطار ممارسة أطلق عليها النازيون اسم “القتل الرحيم” و إبتداءً من ديسمبر عام 1941 توسعت طريقة القتل هذه من خلال إستخدام “شاحنات الغاز” التي تستخدم عادم المحرك بالإضافة إلى أول أكسيد الكربون و سيانيد الهيدروجين البلوري (المعروف أيضًا بإسم زيكلون ب) داخل معسكرات الإعتقال مثل “أوشفيتز بيركيناو” و “بلزيك” و “تريبلينكا” كما يذكر المتحف فى موقعه على شبكة الإنترنت أيضا أنه “تحت إدارة قوات الأمن الخاصة SS قتلت ألمانيا النازية و المتعاونون معهم أكثر من ثلاثة ملايين يهودي في مراكز القتل وحدها و لم ينجو سوى جزء صغير من المسجونين في المعسكرات النازية”.
أقرأ أيضا : هل ترشح أدولف هتلر الى جائزة نوبل للسلام عام 1939 ؟
و نظرا تلك الحقائق فقد سعى “سبايسر” فى وقت لاحق إلى توضيح بيانه السابق حيث قال :
عندما يتعلق الأمر بغاز السارين لم يكن [هتلر] يستخدم الغاز مع شعبه بنفس الطريقة التي يستخدمها بشار الأسد بل كان هتلر يحضرهم الى المحرقة و بطبيعة الحال هذا ليس تقليل من الطبيعة المروعة للهولوكوست لكن كنت أحاول رسم تناقض بين تكتيك استخدام الطائرات لإلقاء الأسلحة الكيماوية على الأبرياء.
و بطبيعة الحال كانت تصريحات ” سبايسر ” محيرة و أعتبرها البعض تقليل للهولوكوست لدرجة أن بعض من الجماعات اليهودية طالبوا الرئيس ” ترامب ” بإعفاء متحدثه الرسمي نتيجة تلك التصريحات .