يقدر سكان العالم بالمليارات و رغم ضخامة ذلك العدد إلا أن قليل منهم فقط هم من يمتلكون قدرات خارقة ليست مع غيرهم من بنى البشر حيث تكون بعض من تلك المواهب فطرية نتيجة منحة إلهية أو مكتسبة من خلال القيام بعدد من التدريبات الشاقة و فى كلتا الحالتين يسعي العديد من العلماء لدراسة تلك القدرات و محاولة معرفة أسرارها الا أن البعض منها قد شكل لغزا محيرا لهم لأنهم لم يتمكنوا من الوصول إلي أى تفسيرات منطقية لها منها حالة تم رصدها فى الاتحاد السوفيتي لإمرأة تدعي نينا كولاجينا التى امتلكت قدرات خارقة تستطيع من خلالها تحريك الأجسام عن بعد بإستخدام موهبتها الذهنية و العقلية فقط مما جعلها محل دراسة مكثفة للعديد من العلماء و الباحثين .
كانت حياة الفتاة السوفيتية ” نينا كولاجينا ” فى البدايه هادئة و روتينية حيث ولدت عام 1926 بمدينة “سان بطرسبرج” فى “روسيا” و بعد ذلك تم تجنيدها و هى بعمر 14 عاما في فوج للدبابات لقتال النازيين خلال الحرب العالمية الثانية و نظرا لإصابتها فى المعارك تقاعدت و تزوجت و أنجبت أطفالا و خلال تلك الفترة بدأت مواهبها الخارقة فى الظهور حين بدأت فى ملاحظة أن أشياءا في منزلها تبدء بالتحرك أحيانا عندما تكون غاضبة جدًا حيث ظنت في البداية أن منزلها قد يكون مسكونًا و أن أشباحا هى من تحركه لكن العلاقة بين غضبها و تلك الظاهرة كانت لا يمكن إغفالها بالإضافة الى تذكرها أن والدتها كانت لديها نفس القدرة على تحريك الأشياء بعقلها لذلك بدأت تتفهم أنها أكتسبت تلك القدرات منها ثم بدأت ” نينا كولاجينا ” فى محاولات تطويع تلك الموهبة لكنها كانت تواجه بالفشل حيث كانت الأمور خارج سيطرتها تماما و لكن مع مرور الوقت و الكثير من الممارسه بدأت فى ترويضها و التحكم فيها و نقل الاشياء بعقلها بداية من الأشياء الخفيفة و الصغيرة مثل الورق و السجائر و أعواد الثقاب ثم التدرج إلى أشياء أثقل .
و لم تقف قدرات ” نينا كولاجينا ” فى موهبة التحريك الذهنى عن بعد فقط بل أضيف إليها مواهب اخرى حيث يقال أنها تستطيع القيام بأشياء مثل رؤية ما بداخل جيوب الناس و تمييز الألوان و عينيها مغلقتين بمجرد اللمس فقط بالإضافة الى قدراتها على شفاء الناس و نتيجة مرورها بأزمة نفسية أقامت فى احدى المستشفيات لتكون تحت الملاحظة مما مكن الأطباء من مشاهدة مواهبها و الذين ذهلوا من تلك القدرات مما جعل أخبارها تنتشر وسط مجتمعهم و يقوم العديد منهم بمحاولة مقابلتها لإجراء الأبحاث و التجارب عليها كان أولهم العالم السوفيتى ” إدوارد نوموف ” الذى أكد على الفور قدراتها الخارقه حين قام بإجراء تجربة مرتجلة من خلال وضع بعض من قطع الثقاب أمامها و قامت ” نينا كولاجينا ” بتحريكها عن طريق عقلها الى المنضدة ثم بعد ذلك تم دراستها بشكل أكبر من قبل العلماء السوفييت عن طريق إجراء العديد من التجارب الأخري عليها و تحت رقابة مشددة حيث تم التأكد بالفعل من مدى قدراتها بشكل لا يمكن إنكاره كما قامت خلال تلك التجارب بتطوير قدراتها و قامت بتحريك الأشياء داخل أجسام مغلقة و لكن التجربه التى كانت أكثر إثارة للإهتمام هى وضعها أمام وعاء به محلول ملحي و معلق فيه بيضة و بقدر من التركيز منها تمكنت من فتحها و فصل صفار البيضة عن بياضها فى مشهد أثار دهشة العلماء .
و رغم تمتع ” نينا كولاجينا ” بتلك القدرات الخارقة التى ميزتها عن الأخرين إلا أنه كان لها بعض من التأثيرات الصحية السلبية عليها و المتمثلة فى إضطرابات فى ضربات القلب و فقدان الوزن بشكل كبير خلال فترة زمنية قصيرة و لكنها لم تتوقف عن إجراء التجارب التى كانت أخطرها هى المتعلقة بقدراتها على التأثير فى الأنسجة العضوية و الخلايا الحية ففى تجربة تحت إشراف العالم ” جينادى سيرجييف ” الذي قضى سنوات في دراسة حالة ” نينا كولاجينا ” من خلال وضعها فى عدد من الإختبارات المتنوعة تم وضع ضفدع أمامها لا يزال قلبه ينبض بالحياة و سؤالها عما إذا كان بإمكانها التأثير عليه بأي طريقة بعقلها و كان على أمل أنها قد تتمكن من تسريع ضربات قلبه أو إبطائه إلا أنه و بتركيز منها قامت بما كان لا يتوقعه أحد حيث قامت بإيقاف قلب الضفدع و أشيع أنها تستطيع أن تفعل ذلك مع البشر إلا أنه لم يتم تأكيد تلك المعلومة و لم يكن أمام ذلك العالم أى تفسير لتلك القدرة سوى انها تطلق طاقة غير مفهومة فى الوسط المحيط بها و ما دعم تفسيره هو قيامه بتسجيل قراءات كهرومغناطيسية اثناء اجراء تلك التجارب .
و بدأت القدرات المذهلة التى تمتلكها ” نينا كولاجينا ” فى التواجد داخل وسائل الإعلام الدولية و التى أثارت إهتمام باقى العلماء من مختلف أنحاء العالم الذين أنبهروا هم أيضا بتلك الموهبة و لكن نتيجة للضغوط التى واجهتها تلك المرأة من وسائل الإعلام المختلفة و لمحاولة الهروب من الجمهور قامت بالتخفي و إنتحال هوية أخري حيث قامت بتغيير اسمها الى ” نيليا ميخاليوفا ” و عاشت باقي عمرها مع تلك الهوية الجديدة الى أن توفيت عام 1990 عن عمر يناهز 64 عاما .
أقرأ أيضا : تجربة روزينهان .. عندما قام مرضى مزيفين بخداع الأطباء النفسيين
و أنقسم الناس لفريقين بخصوص حالة ” نينا كولاجينا ” حيث كان الفريق الأول مؤمنا بوجود تلك القدرات و كان لديه قناعة انها تمتلك موهبة خارقة بالفعل أما الفريق الأخر فكان مشكك لها و أتهمها بخفة اليد و الخداع و نشر الأوهام بل و زعموا أنه تم إلقاء القبض عليها بتهمة الغش فى اكثر من مناسبة حتى أن إحدي الصحف السوفيتية أتهمتها بالإحتيال مما دفعها للقيام برفع دعوى قضائية ضدها تتهمهم فيها بالتشهير و ربحتها مع التعويض و لكن بشكل عام و رغم ذلك الجدل المستمر فنستطيع القول أنه لا توجد طريقة مستقلة للتحقق من تلك الموهبة و كل المتاح فقط هى الرواية السوفيتيه التى تقر أن عشرات العلماء السوفييت هم من قاموا بفحصها إثنان منهم من الحاصلين على جائزة نوبل و الذين تأكدوا تماما من موهبتها .