نوليوود هو مصطلح يشير إلي صناعة السينما النيجيرية و يرجع أصل تسميته إلي أوائل العقد الأول من القرن الحادي و العشرين بعد أن ذكر في مقالة نشرت عام 2002 بصحيفة النيويورك تايمز و لا يزال يستخدم حتي اللحظة في وسائل الإعلام للتعبير عن مجمل الأنشطة التي تجري في صناعة السينما النيجيرية سواء كانت باللغة الإنجليزية أو اليوروبا أو الهوسا أو الإجبو أو أي لغة محلية أخري كما أنه يستخدم أيضًا للإشارة إلى صناعات الأفلام التابعة الأخرى مثل السينما الغانية الناطقة باللغة الإنجليزية و التي عادة ما يتم إنتاج أفلامها بالإشتراك مع نيجيريا إضافة إلي أفلام الشتات النيجيري التي يتم إنتاجها خصيصًا لجذب الجمهور المحلي و لكن علي الرغم من جاذبية المصطلح إلا أن العديدين قد أعربوا عن رفضهم له بدعوي أنه صياغة أجنبية و هو ما يجعله شكلاً من أشكال الإمبريالية و تقليد لما هو موجودًا بالفعل أي هوليوود كدلالة عن السينما الأمريكية و بوليوود عن السينما الهندية .
و تنقسم نوليوود أو صناعة الأفلام في ” نيجيريا ” إلى حد كبير على أسس إقليمية و عرقية و دينية وبالتالي هناك صناعات سينمائية متنافسة تسعى كل منها إلي تصوير إهتمام القسم و العرق الذي تمثله بشكل متميز و مع ذلك تعتبر صناعة الأفلام النيجيرية الناطقة باللغة الإنجليزية هي البوتقة التي تنصهر فيها معظم الأفرع الإقليمية فعلي سبيل المثال رغم نجاح فيلم لغة الإيجبو “العيش في عبودية” عام 1992 للمخرج “كينيث نيبو” و الذي ينظر إليه كأول فيلم ناجح على مستوى البلاد في عصر شرائط الفيديو إلا أن معظم صانعي أفلام تلك اللغة يفضلون إنتاج أفلامهم باللغة الإنجليزية كما أن أشهر ممثلي نوليوود في البلاد و أكثرهم شعبية مثل بيشنس أوزوكور (ماما جي) و تشينيدو إيكيديزي و أوسيتا إهيم (آكي وباوباو) هم عرقيًا من الإيجبو و مع ذلك يمثلون أغلب أفلامهم باللغة الإنجليزية مع وضع بعض من المصطلحات و الأمثال التي تشير إلي تلك العرقية .
و بحانب صناعة الأفلام بلغة الإيجبو تعد السينما الناطقة بلغة اليوروبا واحدة من أكثر الأفلام تأثيرًا في السينما النيجيرية حيث يقع معظم منتجيها و ممثليها في المنطقة الغربية من البلاد و قد بدأت تلك النوعية من الأفلام في مدينة ” لاجوس ” و يعتبر ممارسيها هم أول صانعي أفلام نيجيريين حقيقيين حيث بدأت السينما الناطقة بلغة اليوروبا عندما بدأ ممثلين من مختلف الفرق المسرحية اليوروبية المتنقلة بأخذ أعمالهم إلى ما بعد المسرح للتعمق في إنتاج الأفلام وذلك منذ منتصف الستينيات و كان فيلم “أجاني أوجون” الذي أنتج عام 1976 واحدًا من النجاحات القليلة التي ساعدت في وضع السينما الناطقة بلغة اليوروبا على الخريطة ثم تبعتها إنتاجات ناجحة أخرى مثل فيلم ” موسيبولاتان ” عام 1985 و الذي حقق نجاحات ضخم بعد أيام قليلة من صدوره .
أما بالنسبة إلي السينما الناطقة بلغة الهوسا المعروفة أيضًا بشكل غير رسمي بإسم كانيوود فهي أيضًا صناعة فرعية في نوليوود و يقع مقرها الرئيسي في مدينة ” كانو ” و تطورت ببطء في شمال نيجيريا خلال فترة الستينيات ثم شهدت تغييرا جذريا خلال التسعينيات بعد أن أصبحت حريصة على جذب المزيد من جمهور الهوسا الذين يجدون أفلام بوليوود أكثر جاذبية لهم لذلك قام صانعي الأفلام بوضع توليف سينمائي يجمع بين الثقافة الهندية و ثقافة الهوسا و يعتبر فيلم “التعادل” الذي أنتج عام 1990 أول فيلم كانيوود ناجح تجاريًا و سرعان ما تبعه آخرون و بحلول عام 2012 تم تسجيل أكثر من 2000 شركة أفلام لدى جمعية صانعي الأفلام في ولاية ” كانو ” كما توجد سينما فرعية أخري بلغة الإيفيك و المعروفة أيضًا بإسم كاليوود و مقرها بشكل أساسي مدينة ” كالابار ” .
و على مر السنوات تم إستخدام مصطلح نوليوود أيضًا للإشارة إلى صناعات الأفلام التابعة الأخرى مثل السينما الغانية الناطقة باللغة الإنجليزية ففي الفترة ما بين عامي 2006 إلي 2007 وقع المخرج النيجيري ” فرانك راجا أراس ” عقدًا مع شركة إنتاج غانية تم بموجبه المساعدة في إدخال الممثلين الغانيين إلى التيار الرئيسي في نوليوود و أدى هذا التعاون في النهاية إلى حصول الممثلين الغانيين علي شعبية كبيرة مثل ” فان فيكر ” و ” جاكي أبياه ” و أصبحوا مثل نظرائهم النيجيريين علاوة علي أنه نتيجة إرتفاع تكلفة إنتاج الأفلام في ” نيجيريا ” إضطر صانعي الأفلام النيجيريين إلي إنتاج أفلام خارج مدينة ” لاجوس ” من أجل خفض التكاليف كما حدث في هوليوود سابقا عندما نزح صانعي الأفلام الأمريكيين من مدينة ” لوس أنجلوس ” إلي مدن مثل تورنتو و ألبوكيرك في ظاهرة تعرف بالإنتاج الجامح و هو ما حدث في نوليوود أيضا حين بدأ العديد من المنتجين النيجيريين بالتصوير في مدن مثل ” أكرا ” في ” غانا ” و قاموا بتوجيه المدخرات إلي الإستثمار في معدات أفضل .
و يعد مصطلح ” نوليوود – الولايات المتحدة ” نوع من أفرع السينما النيجيرية و يستخدم للإشارة إلى الأفلام المنتجة في الشتات و التي يمكن تصويرها في أي دولة غير إفريقية و عادة ما يتم إنتاجها من قبل صانعي الأفلام النيجيريين الذين يعيشون في الشتات و تقدم للجمهور النيجيري و تحكي عادةً قصصًا نيجيرية تحدث في الخارج و يقوم ببطولتها ممثلين نوليوود بجانب ممثلين نيجيريين أو أفارقة يعيشون في الشتات و عادةً ما يتم عرض تلك الأفلام لأول مرة في السينمات النيجيرية و تعامل معاملة أفلام نوليوود العادية .