نشأت فكرة الأندية لتكون ملتقى لتجمع الأشخاص ذات الإهتمامات المشتركة و تباينت أنواعها ما بين أندية رياضية تمارس فيها أغلب الألعاب المعروفة أو أندية اجتماعية يلتقى فيها الأفراد لقضاء وقت ممتع برفقة الأصدقاء أو أندية ثقافية تقام فيها العديد من الفعاليات الخاصة بالشأن الثقافى و لكن خلال الفترة ما بين أواخر القرن التاسع عشر و أوائل القرن العشرين ظهرت مجموعة من الأندية الفريدة من نوعها خاصة داخل الولايات المتحدة أطلق عليها اسم نوادى الرجال البدينين الذى كان ملتقى إجتماعي و رياضي أقتصر عضويته على الرجال الذين يزيد وزنهم عن 91 كيلوجراما و كان الأعضاء المنتسبين اليه بشكل كبير من طبقة الأثرياء عمومًا و كان لتلك الأندية شعبية ضخمة سرعان ما انخفضت تدريجيا بعد أن أصبح مفهوم السمنة عند الذكور سمة سلبية في المقام الأول .
و من أجل الإنضمام الى نوادى الرجال البدينين كان على العضو إجتياز عدد من الشروط أهمها أن يزيد وزنه عن 91 كيلوجراما بالاضافة الى دفع رسوم عضوية صغير لا يتجاوز الدولار و يمنع تماما انضمام النساء إليه و فى المقابل كان يستمتع بمزايا الانتساب اليه حيث كان النادى غالبا ما يرتب جدول ترفيهي مزدحم لأعضائه مثل لعب الكرة و ممارسة رياضة البيسبول و التزلج على الجليد و شد الحبل أو حضور أحداث رياضية شهيرة و إقامة الولائم بإعتبارها أفضل وسيلة للتواصل بين الأعضاء كما كانت تقام فيه مسابقات و تقدم جوائز لأثقل الرجال وزنا و التى كانت تسبقها مسابقات للأكل لدفع الأعضاء لمحاولة زيادة وزنهم لخوض غمار تلك المسابقة التى كان العديد منهم يتحايل عليها بوضع بعض من الأثقال فى جيوبهم الا انه كان يتم إكتشافها و يستبعد على الفور من المشاركة و تصف مقالة نشرت فى جريدة النيويورك تايمز عام 1885 أن أحد الأفراد المنتسبين لذلك النادى في ولاية كونيتيكت و يدعى ” جورج كاب ” قد صعد على الميزان و تفاخر بأنه يزن أكثر من 136 كجم و لكن عند الوزن جاء عند 110 كجم ليصاب بخيبة أمل شديدة حتى أن أصدقاؤه أعتقدوا أنه خسر ما لا يقل عن 9 كيلوجرامات بسبب حزنه عند حلول المساء بحسب وصف الصحيفة .
و كان لأعضاء نوادى الرجال البدينين أسلوب مصافحة سري خاص بهم بالاضافة الى كلمات مرور للدخول لتجمعهم و الانضمام اليهم و دائما ما كانوا يقولون نحن سمينون و نحاول أن نحقق أقصى استفادة من ذلك و يرفعون شعار “يجب أن أكون طيبًا لأنه لا يمكنني القتال و لا يمكنني الركض” و غالبا ما كان يجتمع الأعضاء مرتين في العام و كان يتم الإعلان عن تلك الاجتماعات مسبقًا للسماح للرجال بالأكل بشكل مكثف من أجل تلبية الحد الأدنى من الوزن و كان يقام فى تلك الأندية مأدبة عشاء تمتلئ بكل ما لذ و طاب من الطعام حيث كانت القائمة تضم تسعة أطباق تشمل كوكتيل المحار و شوربة الدجاج و النهاش المسلوق و شرائح اللحم البقري مع الفطر و الدجاج المشوي و الخنزير المشوي و سلطة الروبيان و بودنج الفاكهة على البخار مع صلصة البراندي و الكعك المتنوع و الجبن و الآيس كريم و يلي ذلك تناول القهوة و شرب السيجار و كانت الأمسية التى يقضونها مليئة بالسخرية و الضحك الهائج .
و كانت نوادى الرجال البدينين أكثر بروزًا في وقت كانت فيه نظرة المجتمع تجاه بدانة الذكور إيجابية إلى حد كبير حيث كان يُنظر إلى زيادة الوزن على أنها علامة على النجاح الاقتصادي و الثراء اضافة الى أنها تتوافق مع اللطف و روح الدعابة الجيدة و تأسس أول نادٍ من ذلك النوع في مدينة نيويورك عام 1869 و أصبحت شائعة جدا في جميع أنحاء الولايات المتحدة و بشكل خاص في ولاية تكساس و منها انتقلت الفكرة الى العديد من الدول الأخرى مثل “فرنسا” و “صربيا” و “المملكة المتحدة” التى تشترط على الاعضاء الذين لم يزيد وزنهم عن الحد المقبول دفع غرامة تورد الى الجمعيات الخيرية كما كانت توجد أيضًا بعض من النوادي النسائية البدينة لكنها كانت أقل شيوعًا حيث كان يُنظر إلى الدهون الخاصة للنساء بشكل أقل استحسانًا لذلك كان الإقبال منهم بشكل أكبر على النوادي التى كانت تساعد على إنقاص الوزن لا العكس .
و في أوائل القرن العشرين تضاءلت شعبية نوادى الرجال البدينين حيث أصبحت السمنة مرتبطة بشكل متزايد بالصحة السيئة و تم حل نادي “نيو إنجلاند” الذي كان يضم في وقت ما 10000 عضو ثم تضائل العدد عام 1924 الى 38 عضوًا فقط فى أخر اجتماع له حتى أنهم لم يستطيعوا تجاوز وزن 91 كيلوجراما المطلوبة لذلك كان من الطبيعى أن يتم حله كما أنه نتيجة ظهور ميزان الحمام فقد ساهم ذلك أيضًا في تراجع نوادي الرجال البدينين حيث تحول قياس الوزن من مشهد عام إلى تمرين يتم إجراؤه في خصوصية بالمنزل .