يعتبر الشعر و الأظافر جزئين أساسيين في جسم الإنسان و لذلك من الطبيعي أن ينالا قسط كبير من إهتمام المرأة أثناء العناية بجمالها حيث يتكون الشعر من خيوط بروتينية تنمو من بصيلات موجودة في أدمة الجلد و يعد في العموم أحد الخصائص المميزة للثدييات و هو مادة حيوية تتكون بشكل أساسي من البروتين لا سيما ألفا كيراتين و علي مدار التاريخ إرتبط شعر الإنسان بمعتقداته و ثقافاته و أوضاعه الإجتماعية حيث يزيله العديد من الرهبان في التبت بإعتباره أمر مقدس بينما يتركه في المقابل العديد من أتباع الديانات الأخري في الهند كما ينظر إليه بإعتباره عنصر جمالي هام لدي النساء لذلك دائما ما يهتمون بشكله من خلال عدد من التسريحات المتميزة و بصحته عبر العناية به و ينطبق نفس الكلام علي الأظافر المكونة من صفيحة واقية تتواجد بشكل مميز علي أطراف أصابع اليدين و القدمين لدي جميع الرئيسيات و هي تتركب من نفس البروتين الموجود في الشعر أي الألفا كيراتين و هو بوليمر موجود أيضًا في المخالب و الحوافر و قرون الفقاريات و مؤخرا تداول رواد شبكة الإنترنت و مواقع التواصل الإجتماعي معلومة تفيد بأن أظافر الإنسان و شعره يستمرون في النمو حتي بعد وفاته و هي معلومة أثارت ضجة كبيرة أستدعت البحث من أجل التأكد من حقيقتها و هذا ما توصلنا إليه .

التقييم

الأدلة

في فيلم الرعب “The Tingler” الذي صدر عام 1959 روجت الشخصية التي قام بها الممثل “فنسنت برايس” لمعلومة تقول أن الشعر و الأظافر سيستمران في النمو حتي بعد الوفاة حيث قال ” برايس ” الذي لعب دور الطبيب الشرعي و يجري عمليات التشريح بإنتظام أنه بعد الموت تستمر أشياء كثيرة في العيش داخل الجسم حيث تنمو الأظافر و كذلك الشعر.

و لعل ما قيل في ذلك الفيلم هو السبب الرئيسي في الترويج لتلك المعلومة الخاطئة ففي الوضع الطبيعي لدي الأحياء يبلغ متوسط نمو أظافر الأصابع حوالي عُشر المليمتر يوميًا بينما تنمو أظافر القدم بشكل أبطأ بحوالي النصف إلى الثلث و تميل أظافر الإصبعين الأوسط و الرابع إلى النمو بشكل أسرع قليلاً من أظافر الإصبع الخامس والإبهام و بالتأكيد يمكن للأدوية أو المرض أن تؤثر على هذه المعدلات .

و إذا أتفقنا أن جسم الإنسان يتعرض لعدد من التغيرات عقب الوفاة إلا أن جميعها ترجع بسبب عملية التحلل و ليس إلي قوى خارقة للطبيعة ففي بعض الأحيان يصدر الجسم المتحلل ضوضاء نتيجة خروج غازات من الجسم بسبب عملية التحلل أما بالنسبة إلي حالة الشعر و الأظافر فإن الأمر مختلف كليا لأنهم لا ينموان بعد الوفاة و أن أي طول لهم قد يشعر به المرء لدي شخصية متوفاة ما هو إلا مجرد وهم بصري لأنه عقب الوفاة يصاب الجسم بالجفاف و ينعكس ذلك علي الشعر و الأظافر و على الرغم من أن ظفر إصبع القدم الكبير يظل بنفس الطول كما كان من قبل إلا أن إصبع القدم المستقر عليه ينكمش بسبب الجفاف و لأننا اعتدنا على نمو الشعر و الأظافر و ليس تقلص الأيدي و الأقدام و الرؤوس فإننا ندرك هذا التغيير على أنه زيادة في أحدهما و ليس إنخفاضًا في الآخر.

أقرأ أيضا : هل أصدر مركز السيطرة على الأمراض CDC دليل للإستعداد لمواجهة الزومبي ؟

و يقول عالم الأنثروبولوجيا ” ويليام ر. مابلز ” بأنه من الأساطير أن الشعر و الأظافر يستمران في النمو بعد الموت و لكن ما يحدث بالفعل هو أن الجلد قد يتراجع من حولهم مما يجعلهم ينتفخون و يظهرون بشكل أكثر بروزًا .