تعتبر مسألة إنتقال الإنسان من مرحلة الطفولة إلي البلوغ أمر مثير للإهتمام و غالبا ما يوجد في ثقافات العديد من المجتمعات و القبائل عادات و إحتفالات لبلوغ الفتيان و لكن مهما أحتوت تفاصيلها علي تقاليد غريبة فمن الصعب أن تصل إلي ما يحدث داخل قبيلة ساتيري ماوي التي تعيش بغابات الأمازون المطيرة في البرازيل و ذلك لأن فكرة التحول إلي مرحلة الرجولة لديهم أمر ليس بالسهولة التي يتخيلها البعض نظرا لأنه من الضروري علي الفتي إجتياز إختبار مؤلم يعرف بإسم لدغة بارابونيرا كلافاتا أو رصاصة النملة و فيه يقوم بوضع ذراعه داخل قفاز مليئ بحشرة نملة الرصاصة التي تعتبر ألام لدغاتها هي الأسوء علي الإطلاق .
و تعتبر نملة الرصاصة نوع من الحشرات ذات لدغة مؤلمة للغاية بشكل يشعرك كما و لو أنك أصبت برصاصة نارية و لعل ذلك هو سبب تسميتها حيث يبلغ قياس ألم تلك النملة أربعة من أصل أربعة على مؤشر ألم لدغة شميدت و هو مقياس أنشأه عالم الحشرات ” جاستن أو. شميدت ” في الثمانينيات لتصنيف و تقييم الألم النسبي للسعات الحشرات المختلفة و فيه تأتي لسعة نملة الرصاصة و دبور صقر الرتيلاء علي صدارة ذلك التصنيف لحصولهم علي العلامة الكاملة حيث توصف لدغتها بأنها مؤلمة للغاية و يصفها العالم بأنها تشبه موجات ضخمة و تصاعدات من الألم الحارق الذي يستمر لمدة تصل إلى 24 ساعة ثم يتراجع حدته و بعدها يعود بإنتظام .
و من أجل التجهيز لطقوس الرجولة يقوم شعب ماوي بغمر مئات من نملة الرصاصة في مهدئ طبيعي مما يجعلهم فاقدًين للوعي ثم يتم جلبهم و نسج الأحجام الكبيرة منهم في قفازات مصنوعة من أوراق الشجر و عندما يستعيد النمل وعيه يتم وضع القفازات على أيدي الشباب الذين يخضعون لتلك الطقوس القاسية و يجب على الفتي أن يحتفظ بتلك القفازات على يده لمدة خمس دقائق كاملة بينما يقوم مئات النمل بلسعه بشكل متكرر و بعدها يزال القفاز حيث من المرجح أن يعاني الفتي بعض الأثار السلبية مثل الألم و الإرتجاف بشكل لا يمكن السيطرة عليه لساعات و قد يعاني أيضًا من شلل في العضلات و الإرتباك و الهلوسة .
أقرأ أيضا : ساتي .. تقليد هندي غريب تحرق فيه الزوجة نفسها لمرافقة زوجها الراحل إلي العالم الأخر
و لا تمارس تلك الطقوس علي الفتيان لمرة واحدة فقط و لكن لإكمال هذه التنشئة بشكل كامل و قبولهم كرجال من قبل زعماء القبيلة يجب على الأولاد تحمل هذه الممارسة عدة مرات قد تصل إلي ما مجموعه 20 مرة على مدار أشهر أو حتى سنوات حيث تهدف هذه التجربة القاسية إلى إعدادهم للحياة التقليدية لقبيلة ماوي التي سيواجهون خلالها جميع المخاطر التي تقدمها الغابة إليهم سواء كانوا صيادين أو محاربين لقبيلتهم .