تعتبر مجرة درب التبانة هي المجرة الأم التي تضم المجموعة الشمسية التي نعيش فيها و عند رؤيتها من كوكب الأرض تظهر علي هيئة شريط ضبابي من الضوء يُرى في سماء الليل و يتكون من نجوم يصعب حصرها بالعين المجردة و كان علماء الفلك في السابق يعتقدون أنها تحتوي على جميع النجوم الموجودة في الكون إلي أن قام العالم إدوين هابل بتصحيح ذلك المعتقد بعد أثبت أنها واحدة من عدد لا نهائي من المجرات , و تعتبر مجرة درب التبانة مجرة حلزونية ضيقة ذات قطر يقدر بنحو 87400 ± 3590 سنة ضوئية و سمكها حوالي 1000 سنة ضوئية عند أذرعها الحلزونية و تتحرك بسرعة تصل إلي 600 كيلومتر تقريبًا في الثانية و يقع في مركزها ثقب أسود فائق الكتلة تبلغ كتلته 4.1 مليون كتلة شمسية و نظرا لأنها تحتوي علي مجموعة من النجوم التي يرجع قدمها من قدم الكون نفسه فمن المحتمل أن تكون تلك المجرة قد تشكلت بعد فترة وجيزة من العصور المظلمة للإنفجار العظيم و يشير العديد من العلماء أن نحو 90% من كتلة مجرة درب التبانة غير مرئية للتلسكوبات و لا تصدر و لا تمتص الإشعاع الكهرومغناطيسي و ذلك نتيجة وجود كتلة تخمينية يطلق عليها إسم المادة المظلمة أما بالنسبة لنظامنا الشمسي فهو يقع في دائرة نصف قطرها حوالي 27000 سنة ضوئية من مركز المجرة عند الحافة الداخلية من ذراع الجبار و يرجح أن مجرتنا تستوعب عدد من النجوم يتراوح ما بين 100 مليار و 400 مليار نجم و رغم ضخامة ذلك الرقم إلا أن البعض يقول أن عدد الأشجار الموجودة علي الأرض يتجاوز ذلك الرقم بكثير حيث تتجاوز أعدادها 3 تريليون شجرة و هو الأمر الذي أثار حالة كبيرة من الجدل .
التقييم
الأدلة
إحدى الحقائق الشائعة المدرجة في العديد من المرجعيات تشير بأن عدد الأشجار الموجودة علي كوكب الأرض يفوق عدد النجوم في مجرة درب التبانة و يعود أصل هذا الإدعاء إلى ورقة بحثية نُشرت في سبتمبر عام 2015 في المجلة العلمية Nature و قدمت تقديرًا لعدد الأشجار الموجودة علي كوكبنا و التي وصلت إلي 3.04 تريليون شجرة و و الموزعين علي 1.30 تريليون في الغابات الإستوائية و 0.74 تريليون في الغابات شبه الإستوائية بالمناطق الشمالية و 0.66 تريليون في المناطق المعتدلة .
أما علي الجانب الأخر فتشير وكالة ناسا أن معظم التقديرات تضع عدد النجوم الموجودة في مجرة درب التبانة ما بين 100 مليار و 400 مليار نجم و بطبيعة الحال و بالإطلاع علي تلك الأرقام تكون تلك المعلومة الشائعة واقعية و صحيحة و مع ذلك تجدر الإشارة إلى أن تقدير عدد الأشجار في جميع أنحاء العالم و النجوم في السماء بشكل دقيق يعد أمر صعب للغاية و بالتالي فإن أي أرقام من هذا القبيل تأتي مع الكثير من المحاذير والقيود حيث أعتمدت الورقة البحثية فى رصد عدد الأشجار علي إجراء 428775 قياسًا ميدانيًا فعليًا من مناطق مختارة ثم أنشأوا بناء عليه نماذج رياضية للإستقراء على نطاق عالمي أما بالنسبة لحساب أعداد النجوم فإن الطريقة الأساسية التي يستخدمها علماء الفلك لتحديد ذلك فهي عن طريق تقدير كتلة المجرة من خلال النظر في كيفية دورانها و كذلك طيفها بإستخدام التحليل الطيفي و لكن لا نستطيع القول أنها ستؤدي لأرقام دقيقة و لكن تقريبية .
أقرأ أيضا : هل تزرع الدول الأفريقية جدار من الأشجار لوقف انتشار الصحراء الكبرى؟
و عليه نستطيع القول أنه حتى نصل إلي منهجية جديدة لحساب النجوم داخل مجرة درب التبانة و التي قد ينتج عنها عددًا أكبر بكثير من التقديرات الحالية فأن عدد الأشجار الموجودة علي الأرض أكبر من النجوم في المجرة و بالتالي فهى معلومة صحيحة .
