موقع الطماطم الفاسدة Rotten Tomatoes هو موقع فني أمريكي شهير مختص بتجميع مراجعات الأفلام السينمائية و المسلسلات التلفزيونية مع وضع تقييمات لها من قبل الجمهور و النقاد على حد سواء و أطلق لأول مرة على شبكة الانترنت عام 1998 ثم طور بشكل كبير علي يد ثلاثة طلاب بجامعة كاليفورنيا و يصدر بشكل رسمي بعد مرور عامين علي إطلاقه و رغم إسمه الغريب عن عالم السينما إلا أنه يعد واقعيا لإرتباط عالم الفن بالطماطم الفاسدة التى كان يلقيها الجمهور قديما علي أى عرض فني ضعيف المستوي إعتراضا علي مدي ركاكته و مع مرور الوقت و زيادة الإقبال علي الموقع حدثت له طفرة كبيرة و أصبح تحت رعاية كبري الشركات الإعلامية فى الولايات المتحدة و منافسا لأشهر المواقع الفنية مثل موقع IMDb و موفيز دوت كوم .
تاريخ موقع الطماطم الفاسدة Rotten Tomatoes
أطلق موقع الطماطم الفاسدة Rotten Tomatoes فى البداية بغرض التسهيل على الزوار قراءة عدة مراجعات سينمائية خاصة بمجموعة من النقاد في الولايات المتحدة و ذلك في يوم 12 من أغسطس عام 1998 بواسطة ” سينه دونج ” و الذي كان أحد المعجبين بالفنان الشهير ” جاكي شان ” لذلك قام بتجميع كل المراجعات الخاصة بأفلامه التى عرضت فى ” الولايات المتحدة ” و وضعها فى موقع علي شبكة الانترنت ثم بدء فى تضمين مراجعات لأفلام سينمائية أخري خارج نطاق أعمال ذلك الفنان و يبدء الموقع فى تحقيق نجاحًا فوريًا خاصة بعد أن تم التنويه عنه من قبل أخبار متصفحات نتسكيب و ياهو و أمريكا اليوم خلال الأسبوع الأول من إطلاقه و أصبح يجتذب ما بين 600 إلي 1000 زائر يوميًا ثم تعاون ” دونج ” بعد ذلك مع زملائه في جامعة كاليفورنيا “باتريك واي لي” و “ستيفن وانج ” من أجل الإهتمام بذلك الموقع على أساس التفرغ و أطلق رسميا فى 1 أبريل عام 2000 .
و بحلول يونيو 2004 أستحوذت شركة IGN Entertainment على موقع الطماطم الفاسدة Rotten Tomatoes مقابل مبلغ مالي لم يكشف عنه ثم تم بيعه مجددا الى عدد أخر من الشركات أبرزها كان ” وارنر بروس ” و في أوائل عام 2009 أطلق برنامج تلفزيوني عبارة عن نسخة متلفزة من الموقع و فى نفس العام تم إعادة تصميم موقع الويب لتمكين مستخدميه من إنشاء مجموعات و الإنضمام إليها لمناقشة الجوانب المختلفة لفيلم محدد و في سبتمبر 2013 تم إنشاء قسم مخصص للمسلسلات التلفزيونية يسمى TV Zone كقسم فرعي للموقع و في فبراير 2016 تم بيع موقع الطماطم الفاسدة Rotten Tomatoes إلى شركة Fandango Media من Comcast و احتفظت شركة ” وارنر بروس ” بحصة قليلة فيه وفي مارس 2018 أعلن الموقع عن تصميمه الجديد و أيقوناته و شعاره لأول مرة منذ 19 عامًا و في فبراير 2021 قام فريق عمل الموقع بإدخال العديد من التغييرات في التصميم على الموقع بحيث يتضمن فى كل صفحة فيلم بيانات كاملة عنه تشمل سنة إصداره و نوعه و وقته الزمني و تقييماته سواء كان من قبل الجمهور أو النقاد و اعتبارًا من أبريل عام 2022 أصبح موقع الطماطم الفاسدة Rotten Tomatoes من أفضل 1000 موقع عالميا حيث يحتل المرتبة 593 علاوة على أحتلاله المرتبة رقم 254 داخل الولايات المتحدة .
كيف تقاس جودة الأفلام داخل موقع الطماطم الفاسدة Rotten Tomatoes ؟
يقوم موظفي موقع الطماطم الفاسدة Rotten Tomatoes أولاً بجمع المراجعات عبر الإنترنت من الكتّاب المعتمدين من مختلف نقابات الكتابة أو جمعيات نقاد الأفلام و عادة ما يصنف هؤلاء الأشخاص على أنهم كبار النقاد و لكي يتم قبولك كناقد على ذلك الموقع يجب أن تحصل مراجعاتك على عدد محدد من إعجابات المستخدمين داخل الموقع الذى يقوم بدوره يتتبع جميع المراجعات المحسوبة لكل فيلم و يحسب النسبة المئوية للمراجعات الإيجابية و من الممكن أن تجتذب الأفلام الشهيرة التي يتم إصدارها أكثر من 400 مراجعة و إذا كانت التعليقات الإيجابية تشكل 60٪ أو أكثر يعتبر الفيلم جيدا و إذا كانت أقل من 60٪ يعتبر الفيلم فاسداً كما يتم أيضًا حساب متوسط الدرجات على مقياس من 0 إلى 10 و مع كل مراجعة يتم اقتباس مقتطف قصير منها و إذا أعجبت الزائر يمكنه قراءة المراجعة كاملة .
و يعطى موقع الطماطم الفاسدة رموز جودة للأفلام لإعطاء القارئ نظرة سريعة على الرأي النقدي العام حول ذلك العمل الفني فإذا حصل علي ختم ” معتمد و طازج “ Certified Fresh فهو يعنى أنه تم إستيفاءه لمعيارين مهمين أولهم انه حصل على نسبة 75% أو أكثر من درجات المقياس بالإضافة الى الحصول علي 80 مراجعة على الأقل (بما في ذلك 5 من كبار النقاد) و يبقى ذلك الختم على العمل حتى تنخفض الدرجة إلى أقل من 70٪ أما بالنسبة للعروض التليفزيونية فتكون المواسم الفردية فقط هي المؤهلة للنظر فيها و يجب أن يكون لكل منها 20 مراجعة نقدية على الأقل ثم يأتي المقياس الأخر و هو ” طازج ” Fresh و يخصص للأفلام أو البرامج التلفزيونية التى تحصل على نسبة 60٪ أو أعلى و لكن لا تفي بمتطلبات ختم “معتمد و طازج” ثم يأتي المقياس الأخير و هو ” فاسد ” Rotten و يخصص للأفلام أو البرامج التلفزيونية التي تحصل على درجة 59٪ أو أقل و عندما يصل فيلم أو برنامج تلفزيوني إلى متطلبات ” معتمد و طازج ” Certified Fresh لا يتم منحه الختم تلقائيًا و لكن بدلاً من ذلك يتم وضع علامة عليه للنظر فيه من قبل طاقم العمل و بمجرد أن يقوم بتقييم المراجعات سيقومون بإعطاءه ذلك المقياس .
و في مايو عام 2019 قدم موقع الطماطم الفاسدة Rotten Tomatoes نظام تصنيف جديد حيث كان يُطلب سابقا من المستخدمين فقط التسجيل من أجل تقديم تقييم للفيلم و ذلك حتى يتم إحتسابه و لكن من الآن فصاعدًا أصبح مطلوبا بجانب إنشاء حساب فى الموقع شراء تذاكر من خلال الشركة التابعة لها الموقع أما المستخدمين الذين لا يشترون تلك التزاكر يسمح لهم بترك مراجعات و لكن لا يتم إحتسابها فى متوسط درجة تقييم الجمهور .
جائزة الطماطم الذهبية
في عام 2000 أعلن موقع الطماطم الفاسدة Rotten Tomatoes عن جوائز لتكريم أفضل الأفلام التي تمت مراجعتها لهذا العام وفقًا لنظام تصنيف الموقع ثم تم تغيير اسم الجوائز فيما بعد إلى جوائز الطماطم الذهبيه و يتم الإعلان عن المرشحين و الفائزين على الموقع الإلكتروني و لا يوجد حفل توزيع جوائز فعلي و فى تلك المسابقة تقسم الأفلام إلى فئات إصدار واسع و فئات محدودة الإصدار حيث يتم تعريف الإصدارات المحدودة على أنها الأفلام التى تعرض في 599 قاعة سينما أو أقل عند الإصدار الإفتتاحي لها أما أي فيلم يتم افتتاحه بعدد يتجاوز ذلك الرقم فيعتبر إصدارا موسعا كما توجد أيضًا مسابقة خاصة للأفلام البريطانية و الأسترالية فقط بالإضافة إلي تقديم جائزة “مولدي” و المخصصة لأسوأ الأفلام التي تمت مراجعتها لهذا العام .
الإنتقادات الموجهة إلي موقع الطماطم الفاسدة Rotten Tomatoes
أصبحت أستوديوهات هوليوود الكبرى ترى في موقع الطماطم الفاسدة Rotten Tomatoes تهديدًا لتسويقها ففي عام 2017 كان من المتوقع أن يتم افتتاح العديد من الأفلام الرائجة مثل Pirates of the Caribbean: Dead Men Tell No Tales و Baywatch و The Mummy مع توقع تحقيقهم لإيرادات إجمالية قدرها 90 و 50 و 45 مليون دولار أمريكي على التوالي و لكن انتهى بهم الأمر بأرباح دون المتوقع بلغت 62.6 و 23.1 و 31.6 مليون دولار و تم إلقاء اللوم وقتها على الموقع التي سجلت الأفلام فيه نسب متدنية و كانت 30٪ و 19٪ و 16٪ على التوالي فى الوقت الذى حصلت فيه أفلام مثل Wonder Woman و Spider-Man: Homecoming (كلاهما 92٪) على درجات عالية حققت أرباح تجاوزت حاجز المئة مليون دولار .
و نتيجة لهذا التهديد كلفت شركة 20th Century Fox بإجراء دراسة عام 2015 بعنوان “الطماطم الفاسدة و شباك التزاكر” و التي ذكرت أن ذلك الموقع بجانب وسائل التواصل الاجتماعي تمثل عقبة خطيرة لصناعة الأفلام لأن جيل الألفية الجديدة يفحصون كل ما يتعلق بالفيلم قبل عملية شراءه عبر الإنترنت و إذا وجدوا تقييمات متدنية سوف يعزفون عن شراءه خاصة مع ظهور دراسات أخري تفيد بأن سبعة من كل 10 أشخاص قالوا إنهم سيكونون أقل اهتمامًا بمشاهدة فيلم إذا كانت نتيجته متدنية .
و لكن على الجانب الأخر جادل البعض بأن صانعي الأفلام و الاستوديوهات يجب عليهم إلقاء اللوم على أنفسهم لأن الموقع ما هو الا منبر لعرض أراء النقاد الذين أستقبلوا تلك الأفلام بشكل ضعيف لذلك فإن إلصاق التهمة بالموقع هى حجة سخيفة حتى أن أحدهم قال “إن أفضل طريقة للاستوديوهات لمكافحة تأثير موقع الطماطم الفاسدة هي إنتاج أفلام أفضل و ذات جودة أعلي “.