تعتبر تايلاند واحدة من أشهر البلاد فى العالم اقامة للمهرجانات التى بعضها قد يكون ذات محتوى فريد و غريب مثل مهرجان بوفيه القرود و الأخرى مهرجانات روحية و إجتماعية تتخللها بعض من الفعاليات الطريفة و أبرزها هو مهرجان سونجركان الذى يعد حدثا مهما لارتباطه بعطلة رأس السنة التايلاندية الوطنية التى تبدء من يوم 13 و حتى 15 من ابريل ثم امتدت مؤخرا ليومين اضافيين لتبدء من يوم 12 و حتى 16 و ذلك لتمكين المواطنين من السفر إلى منازلهم لقضاء العطلة مع عائلاتهم و قد سمى المهرجان بهذا الاسم نسبة الى كلمة مشتقه من اللغه السنسكريتية و التي تعني حرفياً التحول أو التغيير و يعتبر من أبرز فعاليات مهرجان سونجركان هو مبارزة المواطنين لبعضهم البعض بالمياه فى الشوارع .
بدء مهرجان سونجركان فى مرحلة ما من تاريخ “تايلاند” عندما كان السكان المحليين يجمعون المياه التي كان يتم سكبها على تماثيل بوذا و استخدامها لمباركة شيوخ القرية و أفراد الأسرة عن طريق وضع قطرات منها على جذعهم و أكتافهم حيث يعتقد الشعب التايلاندي أن الماء ينقي الانسان روحيا لأنه يعمل على التطهر من أي سوء حظ أو مظالم من العام الماضي كما انه يبارك الانسان بالثروة و السعادة للعام المقبل ثم لم تلبث الا ان تطورت الفكرة لتخرج من نطاقها الروحى و تتحول الى طقس اجتماعى فى هيئة معارك مائية تقام بين المواطنين فى جميع أراضى المملكة التايلانديه فى منتصف أبريل الذى يعد من أكثر شهور البلاد حرارة و لا يقتصر الاحتفال فى تلك الايام على الماء فقط بل توجد طقوس اخرى حيث يعد تقدير الأسرة جانبًا مهمًا آخر من جوانب المهرجان لذلك يشق العديد من التايلانديين طريقهم إلى مسقط رأسهم لقضاء بعضا من الوقت مع الأقارب الأكبر سنًا كما يزورون أيضًا المعابد لإعطاء الصدقات و طلب المغفرة و يقومون بسكب الماء على صور بوذا و على أيدي الرهبان البوذيين و كبار السن كعلامة من علامات الاحترام .
و يبدء المهرجان فى “13 أبريل” بيوم ” السونجكران ” و فيه تقام احتفالات مكونه من مواكب تحمل صور بوذا و سكب المياه على تماثيله فى المعابد كما يجهز الشعب التايلاندي نفسه لبداية العام الجديد من خلال تنظيف منازلهم و الأهم ان ذلك اليوم هو الوقت الذي يبدأ فيه الاحتفالات بإلقاء المياه على بعضهم البعض ثم يتبعه اليوم التالى “14 أبريل ” و هو يوم ” وان ناو ” للاحتفال بليلة رأس السنة التايلاندية و فيه يقوم الناس بإعداد الطعام و القرابين التي سيتم تقديمها للرهبان و المعابد في اليوم التالي كما انه يعد يوما لتقديم الاحترام لكبار السن حيث يقوم الشباب بإعداد ماء الورد و الياسمين و كذلك الماء المعطر لغسل أقدام والديهم في حفل يسمى “روت نام دام هوا” و في المقابل يمنح الوالدان البركات لابنائهم كما يجمع الناس الرمال وينقلوها إلى أديرتهم المحليه حيث يعد ذلك الرمل رمزا إلى الاتربه التي حملوها على أقدامهم على مدار العام الماضي ليتم تجميعها و استخدامها فى صناعة منحوتات و ابراج رمليه و تزيينها بأعلام احتفالية ملونة ثم يأتى اليوم الاخير ” 15 ابريل ” و هو الاحتقال برأس السنة التايلانديه و فيه عادة ما يبدأ الناس يومهم بزيارة معبدهم المحلي لتقديم الطعام و القرابيين للرهبان الذين يصلون بعد ذلك من أجلهم كما أنهم يشاركون في طقوس أخرى يعتقد أنها تجلب الحظ السعيد للعام الجديد .
أقرأ أيضا : يوم الصمت .. تقليد غريب يشل الحياة بجزيرة بالي إحتفالا بالعام الجديد
و رغم انتشار رقعة الاحتفال بمهرجان ” سونجكران ” فى جميع انحاء تايلاند الا ان مدينة “شيانج ماي” و التى تقع فى الشمال هي موطن لواحد من أكبر احتفالات سونجكران في البلاد بالاضافة الى شارع “خاو سان” فى العاصمة التايلانديه ” بانجكوك ” و الذى يعد أشهر الاماكن للاحتفال به حيث يتجه اليه جميع المشاركين سواء كانوا سكان محليين او أجانب و يمسكون بمسدسات مائيه او خراطيم ضغط المياه و دلاء لتبادل رش الماء على بعضهم البعض ثم يخرجون من تلك الاحتفاليه و ملابسهم مبتلة تماما لذلك فتنتشر الاكشاك على جانبى الشوارع لبيع مسدسات المياه بجميع الاحجام و الاشكال بالاضافة الى وجود دلاء من الطلاء التى يستخدمها الاطفال لوضعها على خدود الاخرين و خاصة الأجانب و يقولون لهم و هم مبتسمين ” سنة سعيدة ” كما يتم الاستمتاع بمجموعات مغرية من الأطعمة التقليدية طوال فترة تلك الاحتفالات .