منذ أنطلاق سباق الفضاء و بداية المنافسة المحمومة بين الولايات المتحدة و الإتحاد السوفيتي كان لكلا الفريقين لحظات لا تنسي و مسجلة فى ذاكرة التاريخ الإنساني و التى تراوحت ما بين إطلاق أول قمر صناعي و إرسال أول رائد فضاء بشري خارج كوكب الأرض ثم هبوط أول إنسان على سطح القمر و مع ذلك ليست كل الأحداث المرتبطة بالفضاء ذات ذكر طيب بل بعضها يحمل لحظات حزينة و مأساوية كما تظهر فى تلك الصورة التى توثق اللحظات الاولى لإنفجار مكوك الفضاء تشالنجر بعد حوالى 73 ثانية من إطلاقه فى واحدة من أشهر الكوراث الفضائية عبر تاريخها .
التاريخ : 28 يناير عام 1986 .
المصور : الأمريكى ” بروس ويفر ” – وكالة الأسوشيتدبرس .
التفاصيل : تبدء قصة الصورة فى اليوم الذى وافق إطلاق مكوك الفضاء “تشالنجر” من قاعدة “كيب كانافيرال” بولاية “فلوريدا” فى رحلة كانت تعتبر العاشرة له و يقل على متنه تلك المرة سبعة أفراد منهم خمسة رواد تابعين لوكالة ناسا و أخصائي حمولة و معلمة مدنية بالمدرسة الثانوية تدعى ” كريستا مكوليف ” و هو الأمر الذى دفع ما يقارب 17% من الشعب الامريكى لمتابعة عملية الإطلاق بشكل مباشر على التلفزيون لكونها ستكون اول معلمة تصعد الى الفضاء و بعد مرور 73 ثانية من الاطلاق انفجر المكوك فى السماء نتيجة خطأ تقنى و تدمر بالكامل لأجزاء تناثرت فوق المحيط الأطلسي قبالة ساحل “كيب كانافيرال” موديا بحياة جميع أفراد طاقمه و أسفر ذلك الحادث عن تجميد رحلات ناسا الى الفضاء لمدة 32 شهرا و يأمر الرئيس الأمريكي ” رونالد ريجان ” بتشكيل لجنة ” روجرز ” للتحقيق في الحادث الذى خلص الى وجود عيوب هندسية خطيرة بالمكوك و وجود إهمال جسيم من المسئولين فى ناسا بعدم الإستماع الى تحذيرات الفنيين من مخاطر الإطلاق خلال درجات الحرارة المنخفضة في ذلك الصباح .
كانت لحظات إنفجار مكوك الفضاء تشالنجر عصيبة على المتواجدين من صحفيين و مراسلين و مصورين حيث يروى الصحفى و المعد ” فرانك موتيك ” ذكرياته عن ذلك اليوم بعد أن كان يغطى أحداث الإطلاق برفقة زميله مراسل قناة سى بى اس نيوز ” كريستوفر جلين ” و يقول انه خرج صباحا من منزله متوجها إلى مكان عمله فى وكالة ناسا لتغطية أخبار إطلاق مكوك الفضاء تشالنجر و كان يوما قارص البرودة و بعد وصوله أخبره أحد مسئولى ناسا أن ذلك الطقس لن يؤثر على عملية الإطلاق فبدء هو و زميله المراسل فى إعداد التقارير الإخبارية المتعلقه بالإطلاق و شاهدوا أفراد الطاقم يتجمعون معًا لتناول الإفطار و بعدها يأخذون رحلتهم إلى منصة الإطلاق و هم يرتدون بدلاتهم الفضائية و يصعدون إلى المكوك و إبتسمت “كريستا مكوليف” عندما أعطاها احد الفنيين تفاحة كهدية و مع إقتراب موعد الإطلاق ذهب مع المراسل إلى الأستوديو الخاص بهم و الذى كان غرفة صغيرة تابعة للقناة داخل تلك القاعدة و بدء المراسل “جلين” فى إلقاء تقريره و بدء العد التنازل لإنطلاق المكوك و كان إقلاعا طبيعيا و روتينيا و بعد مرور دقيقة أنهوا بثهم الإفتتاحى للإطلاق .
أقرأ أيضا : صورة شروق الأرض أو الإيرث رايز التى تم إلتقاطها خلال رحلة أبولو 8 من مدار القمر
و يستكمل ” فرانك موتيك ” روايته و يقول أنه بعد ذلك فوجئ الجميع بمشاهدة لهبًا إضافيًا كان يتدفق من المكوك و فى جزء من الثانية ظهرت كرة نارية صامتة في السماء و وجد أن المراسل “جلين” يشير الى الفريق بالعودة إلي بث على الهواء فورا للحصول على تغطية طارئة اخرى و لاحظ فى ذلك التوقيت إرتباك المشرفين على عملية إطلاق مكوك الفضاء تشالنجر حيث كان من الواضح أن عطلا كبيرا قد حدث و بدء “جلين” فى التغطية مرة أخرى مشيرا بأن مشكلة كبيرة تطورت بعد ثوانٍ قليلة من الرحلة و يبدو أن هناك نوعًا من الإنفجار على متن الصاروخ و فقد كل الإتصالات معه و بالنظر إلى السماء كان يبدو الحطام ظاهرا و هو يتساقط في المحيط و مع ذلك أستمر فى أداء عمله فى التغطية فى وقت كان يسيطر عليه الدموع و الشعور بالصدمة الى أن تم إقامة مؤتمرا صحفيا لناسا للإعلان عن وفاة كل افراد الطاقم .