رغم شهرة وسائل النقل الجوي بأمانها إلا أنه عند تعرض إحداها لحادث أي كان أسبابه أثناء رحلتها فإنها دائما ما تنتهي بمأساة حقيقية و قليل من الطائرات هي التى كتبت لها النجاة بسبب حسن تصرف قائدها و لوجود ظروف قد تساعده فى الخروج من تلك الكارثة بأقل الخسائر و هو ما تترجمه تلك الصورة التى عرفت بإسم معجزة نهر هدسون التى تظهر لحظة خروج ركاب طائرة الخطوط الجوية الأمريكية رقم 1549 بعد سقوطها فى مياهه المتجمدة و تجمعهم على أجنحتها وعلى الطوافات الهوائيه المحيطة بها إنتظارا لقدوم وحدات الإنقاذ إليهم .
التاريخ : 15 يناير عام 2009 .
المصور : الأمريكى ” ستيفن داى ” – وكالة الأسوشيتدبرس .
التفاصيل : بتبدء قصة صورة معجزة نهر هدسون يوم 15 يناير عام 2009 بإقلاع الرحلة رقم 1549 من مطار “لاجوارديا” في مدينة “نيويورك” متوجهة الى مطار “شارلوت دوجلاس” بولاية “نورث كارولينا” بقيادة الطيار “تشيسلي سولينبرجر” و الذى كان يعمل فى السابق كطيارا حربيا مع مساعده ” جيفري سكايلز ” و كان على متنها 155 راكبا شاملة الطاقم من الطيارين و ثلاثة مضيفات و فور تحليقها من المطار و على مسافة 7 كيلومترات و إرتفاع اكثر من 800 متر إصطدمت بقطيع من الأوز الكندي الذي كان محلقا فى السماء ثم سمع الركاب و أفراد الطاقم دويًا شديدًا و رأوا ألسنة اللهب من المحركات تلاها صمت تام و هنا ادرك الطيار أن كلا المحركين قد تعطلا و تبدأ الطائرة فى مرحلة السقوط و أرسل علي الفور نداء إستغاثة و حاول التوجه إلى أى مطار قريب إلا أنه فشل فى ذلك فقرر الهبوط بشكل جرئ على نهر هدسون و فى تلك الأثناء طلب مراقبوا الحركة الجوية من خفر السواحل تحذير السفن الموجودة فى النهر و مطالبتهم بالإستعداد للمساعدة في الإنقاذ ثم ظهرت الطائرة و هى تهبط الى النهر بإنسيابيه و كان هبوطا بارعا نظرا لمهارة الطيار الذي سارع على الفور بإعطاء أوامره بإخلاء الطائره التى بدء الماء فى الدخول إليها و بدأ الطاقم في إجلاء الركاب من خلال أربعة مخارج و رمى الطوافات الهوائية بشكل سريع ثم بدأت مرحلة خروجهم و توقف بعضهم على الأجنحه بينما أنتقل الأخرون الى الطوافات الهوائيه فى سباق مع الزمن قبل غرق الطائرة حتى أن بعضهم قد قام بإلقاء نفسه فى المياه و السباحه بعيدا خشية من إنفجارها رغم برودة الطقس الا أنه و فى النهاية تم إخراج الركاب جميعا سالمين الى الطوافات مع إقتراب قوارب الإنقاذ التي أحاطت بالطائرة كما هو موضح في صورة معجزة نهر هدسون .
و لحسن الحظ أن حادث معجزة نهر هدسون لم ينجم عنها أي وفيات الا أنه كان يوجد العديد من الإصابات منهم خمسة خطيرة أما الباقى فكانت طفيفه و فى وقت لاحق تلقى كل راكب من شركة الطيران خطاب إعتذار و مرفقا معه خمسة ألاف دولار أمريكي كتعويض عن الأمتعه مع قابليتها للزيادة الى الضعف فى حالة إثبات وجود أمتعة ثمينة و إسترداد ثمن التذكرة مع عروض بقيمة عشرة ألاف دولار لكل منهم مقابل الموافقة على عدم مقاضاة شركة الطيران و لمحاولة منع تكرار تلك الحوادث مرة أخرى قامت السلطات الأمريكية فى مدينة “نيويورك” عام 2009 بإصطياد أكثر من 1200 من الأوز الكندى و تدمير بيضه لمنع تكاثره و أستمرت تلك الحملة حتى عام 2017 و وصل إجمالي ما تم قتله 70 ألفا من الطيور أما بالنسبة إلي الطاقم فتم الثناء عليهم و تكريمهم لبراعتهم فى التعامل مع الأزمة حيث قال الرئيس الأمريكي “جورج دبليو بوش” إنه “تأثر بمهارة و بطولة طاقم الرحلة” و قال الرئيس “أوباما” الذى كان منتخبا فى تلك الأثناء ان الجميع فخورين بـالعمل البطولي و الرشيق الذي قام به “سولينبرجر” في هبوط الطائرة و شكر الطاقم الذي دعاهم لحضور حفل تنصيبه بعد خمسة أيام كما منحت نقابة الطيارين و الملاحين الجويين الطاقم ميدالية الماجستير التي نادرًا ما تُمنح إلي أى فرد .
أقرأ أيضا : صورة ركاب طائرة ألوها 243 بعد هبوطها إضطراريا لطيران سقفها أثناء تحليقها فى الجو
و يقول الطيار ” تشيلسى سولينبرجر ” عن تلك اللحظات انهم تعاملوا مع الأمر فى البداية بهدوء و لكن نتيجة عدم وجود قوة دفع من تلك المحركات كان أمرًا صادمًا لهم حيث كان الصمت هو سيد الموقف و أنه بعد الهبوط و إخلائها من الركاب غادر الطائرة بعد تأكده لمرتين من إجلاء جميع الركاب و أفراد الطاقم و يضيف أنه و لمدة 42 عاما كان يقوم بالكثير من الأعمال التى تضاف الى رصيد خبرته و لكن و فى ذلك اليوم كان الرصيد كافيا ليتمكن من التعامل مع ذلك الامر بحنكه .