معبد بادمانابهاسوامي .. أسطورة الكنوز الخفية و أسرار غرفه المحرمة

يعد معبد بادمانابهاسوامي الواقع بولاية كيرالا الهندية واحد من أهم المعابد و أكثرها قداسة لدي أتباع الديانة الهندوسية و ذلك لمزجه عبق التاريخ الروحي الخاص بالإله فيشنو الذي يعتبر بحسب ثقافتهم أيقونة السلام و الإستقرار مع فن العمارة الهندسية عبر تميزه بجدران مزينة بالنقوش المعقدة و أروقته الواسعة بالإضافة إلي مجموعة كبيرة من الغرف السرية المنسوج حولها الكثير من الأساطير التي تتحدث عن إحتوائها لمجموعة هائلة من الكنوز المخفية منذ قرون طويلة و هو الأمر الذي جعل ذلك المعبد يمتلك غموضا و سحر يجذب الألاف سنويا من الزوار المؤمنين و السياح الفضوليين .

معبد بادمانابهاسوامي .. أسطورة الكنوز الخفية و أسرار غرفه المحرمة

و يرجع تاريخ معبد بادمانابهاسوامي إلي القرن السادس الميلادي حيث تم تشييده في عهد أسرة “ترافنكور” التي حكمت ولاية كيرالا آنذاك بهدف أن يكون مركزًا روحيًا و ثقافيًا و معقلًا مقدسًا لإله السلام و الإستقرار ” فيشنو ” و علي مدار القرون المتعاقبة أستمرت الأسرة في الإشراف عليه و إدارة ثرواته الهائلة التي كانت تُستخدم في دعم المجتمع المحلي و تنمية المنطقة و في عام 1750 أعلن الملك “مارتاندا فارما” أن المملكة بأكملها هي ملكًا للإله و هو ما عزز من وضع المعبد كمركز للعبادة و الحكم و خلال فترة الإستعمار البريطاني استمرت الأسرة في حمايته و الحفاظ علي قدسيته بعد رفضهم إستحواذ البريطانيين علي ممتلكاته و استمروا علي ذلك النهج حتي بعد إستقلال ” الهند ” حيث قامت السلطات بإحترام حقوقهم التاريخية و سمحت رسميا بإستمرار الملك في حمل لقب “خادم الإله” .

معبد بادمانابهاسوامي .. أسطورة الكنوز الخفية و أسرار غرفه المحرمة

و يُعتبر معبد بادمانابهاسوامي مثالاً فريداً علي فن العمارة الهندسية في ذلك الوقت بعد أن جمع بين التصميم الهندوسي الكلاسيكي و عناصر من العمارة الدرافيدية حيث تحيط به ساحات و أروقة ضخمة تستخدم للإحتفالات و المناسبات الدينية و تتزين جدرانه بنقوش دقيقة لأشكال من الآلهة و القصص الأسطورية كما يعتبر تمثال الإله فيشنو المستلقي و الذي يبلغ طوله عدة أمتار من أبرز معالمه بالإضافة إلي إمتلاك المعبد لبرجًا شاهقًا يعرف بإسم “جوبورام” الذي يعد رمزًا للعبادة و الطاقة الروحية.

و يعتبر أشهر ما يميز معبد بادمانابهاسوامي هو غرفه السرية التي تم إكتشافها عام 2011 و إحتوت علي كنوز لا تقدر بثمن من الذهب و المجوهرات و الأحجار الكريمة و التي قدرت قيمتها بأكثر من مليار دولار أمريكي و هو ما جعله أغني معبد في العالم و يعتقد المؤرخين أن تلك الكنوز كانت تُحفظ بشكل سري لحماية المدينة من الأزمات المختلفة لذلك حرصت الأسرة المالكة علي إخفائها طوال تلك القرون في ست غرف خمس منها تم فتحها إلا أن الغرفة السادسة و التي تعرف بإسم “غرفة السر الأكبر” لا تزال مغلقة حتى الآن بسبب أسطورة تقول إن فتحها من قبل أفراد عاديين سوف يجلب كارثة علي المدينة بسبب غضب الألهة لذلك فهي لا يمكن فتحها إلا من قِبل كاهن عظيم يمتلك طاقات خاصة .

معبد بادمانابهاسوامي .. أسطورة الكنوز الخفية و أسرار غرفه المحرمة
جانب من الكنوز التي تم العثور عليها
معبد بادمانابهاسوامي .. أسطورة الكنوز الخفية و أسرار غرفه المحرمة

إقرأ أيضا : تعرف على معبد كارني ماتا معقل الألاف من الفئران المقدسة

و لمعبد بادمانابهاسوامي مكانة روحية كبيرة في جنوب الهند حيث يعتبره الهندوس مركزًا للسلام و التأمل و مصدر لحماية المدينة من الكوارث و الدمار لذلك فهم يحرصون علي زيارته من كل أنحاء الهند من أجل الحصول علي البركة كما أن أساطيره جعلته مركز جذب للعلماء و المؤرخين و عشاق الغموض الذين يرغبون في كشف أسراره و نظرا لإكتشاف كنوزه في السنوات الأخيرة زاد الإهتمام العالمي به و تم تصويره في عدة أفلام وثائقية و اليوم يعتبر معبد بادمانابهاسوامي أحد أبرز معالم الهند السياحية و يستقطب الآلاف من الزوار من داخل الهند و خارجها .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *