لاعب ملاكمة أمريكى شهير و أحد أبرز أبطالها لفترة أستمرت لسنوات طويلة و يُنظر إليه عالميًا بأنه واحد من أعظم الرياضيين في القرن العشرين بعد حصوله علي الميدالية الذهبية الأولمبية عام 1960 و لقب بطل العالم للوزن الثقيل في الملاكمة عام 1964 , و بجانب مشواره الرياضى المتميز فقد كان ناشطا إجتماعيا و حقوقيا بارزا بعد أن سجلت له العديد من المواقف السياسية الشهيرة حيث كان يعتبر محمد على كلاى شخصية أيقونية و داعمة للأمريكيين السود المطالبين بالمساواة مع البيض خلال فترة إزدهار حركة الحقوق المدنية اضافة الى إمتناعه عن أداء الخدمة العسكرية و رفضه المشاركة فى حرب فيتنام لأسباب أخلاقيه و هى قرارات أدت الى توقيع العديد من العقوبات عليه أبرزها اتهامه و محاكمته بتهمة التهرب من الجيش مع تجريده من كافة ألقابه و بطولاته السابقة و إيقافه عن ممارسة رياضة الملاكمة لفترة من الوقت الا أنه و بعد رفع العقوبات عنه عاد لممارسة هوايته مجددا فى حصد الألقاب بعد أن استعاد لقب بطولة العالم فى الوزن الثقيل مرتين أخريين خلال فترة السبعينيات و فوزه فى مباريات شهيرة على أبطال اللعبة أشهرهم جو فرايزر و جورج فورمان حيث تميز بأنه غالبا ما كان يتوقع في أي جولة سيضرب خصمه بالقاضيه كما كان للملاكم محمد على كلاى العديد من الأنشطة الأخرى حيث ظهر كممثل و مؤدى فى بعض من الأعمال الفنية و أيضا ككاتب بعد أن أصدر كتاب عن سيرته الذاتية الى أن أنتهت مسيرته الرياضية بعد تشخيص إصابته بمرض باركنسون و الذى لم يمنعه من استكمال مسيرته الإنسانية بتكريس الكثير من وقته للأعمال الخيرية حتى وفاته .
نشأته و بداية مسيرته الرياضيه
ولد “محمد على كلاى” في 17 من يناير عام 1942 في “لويزفيل” بولاية “كنتاكي” فى الولايات المتحدة و كان اسم ولادته هو “كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور” حيث نشأ فى في الجنوب و عانى خلال طفولته من التحيز العنصري و التمييز المباشر و في سن الثانية عشرة اكتشف “كلاى” موهبته في الملاكمة من خلال تطور غريب في القدر فبعد سرقة دراجته ذهب الى احد ظباط الشرطة و يدعى ” جو مارتن ” و أبلغه بالحادث و أخبره بأنه يريد ضرب اللص ليقول له الظابط بأنه من الأفضل أن يتعلم كيف يقاتل قبل أن يبدأ في تحدي الناس و بدأ فى تبنيه حيث كان ” مارتن ” بجوار عمله الشرطى يقوم بتدريب الملاكمين الشباب في صالة ألعاب رياضية محلية .
و مع ” جو مارتن ” بدء ” محمد على كلاى ” فى تعلم كيفية المناورة و القتال و سرعان ما بدأ مسيرته في رياضة الملاكمة و في أول مباراة له مع الهواة عام 1954 فاز بالنزال ثم ذهب للفوز بدورة القفازات الذهبية عام 1956 للمبتدئين في فئة الوزن الثقيل الخفيف و بعد ثلاث سنوات فاز ببطولة القفازات الذهبية الوطنية للأبطال بالإضافة إلى اللقب الوطني لاتحاد الرياضيين الهواة لقسم الوزن الثقيل الخفيف .
الميدالية الذهبية الأولمبية
حصل ” محمد على كلاى ” عام 1960 على مكان في فريق الملاكمة الأولمبي الأمريكي الذى سافر إلى “روما” للمنافسة فى بطولة الالعاب الأوليمبية حيث كان شخصية مهيبة في الحلبة و أصبح معروفًا بسرعته الفائقة كالبرق و حركة أقدامه الرائعه و بعد فوزه بمبارياته الثلاث الأولى أستطاع هزيمة بطل بولندا “زبيجنيو بيترزكوفسكي” و يفوز بالميدالية الذهبية فى الملاكمة وزن الثقيل الخفيف و بعد فوزه الأولمبي تم النظر اليه كبطل أمريكي سرعان ما أصبح محترفًا بعد تلقيه دعما و رعاية من مجموعة ” لويزفيل ” حيث استمر في التغلب على جميع منافسيه في الحلبة .
حرب فيتنام و محاكمته
بجانب قتاله فى حلبات الملاكمة بدء “محمد على كلاى” نوعا مختلفا من القتال من خلال أرائه الصريحة ضد حرب فيتنام حيث تم تجنيده بالجيش في أبريل عام 1967 الا أنه رفض تأدية الخدمة على أساس أنه كان له معتقدات دينية تمنعه من القتال ليلقى القبض عليه لارتكابه جناية التهرب من أداء الخدمة العسكرية و يجرد على الفور تقريبًا من لقبه العالمي و رخصته لممارسة الملاكمة و رفعت وزارة العدل الأمريكية دعوى قضائية ضده و تمت ادانته بخرق قوانين الخدمة العسكرية و حُكم عليه بالسجن خمس سنوات في يونيو عام 1967 لكنه ظل حراً أثناء الاستئناف على ذلك الحكم .
و بسبب عدم قدرته على المنافسة بشكل احترافي غاب ” محمد على كلاى ” عن الساحة الرياضية لأكثر من ثلاث سنوات فى مسيرته الا أنه عاد مجددا إلى الحلبة عام 1970 بفوزه على “جيري كواري” و في النهاية ألغت المحكمة العليا الأمريكية الحكم الصادر ضده في يونيو 1971.
مباراياته الأكثر شهرة
غالبًا ما كان يشير ” محمد على كلاى ” إلى نفسه على أنه “الأعظم” و لم يكن يخشى من مديح نفسه حيث كان معروفًا بالتباهي بمهاراته قبل القتال و بوصفه لنفسه و في أحد أكثر أوصافه شهرة قال للصحفيين إنه بداخل الحلبة يطفو مثل الفراشة و يلسع مثل النحلة و تشمل بعض مبارياته الأكثر شهرة ما يلي :
سوني ليستون
بعد فوزه بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية عام 1960 تغلب على بطل الوزن الثقيل البريطاني “هنري كوبر” عام 1963 ثم أطاح بسوني ليستون عام 1964 ليصبح بطل العالم للوزن الثقيل لأول مرة .
جو فريزر
عام 1971 واجه ” محمد على كلاى ” الملاكم “جو فريزر” في مباراة أطلق عليها اسم “معركة القرن” و التى أستمرت على مدار 14 جولة قبل أن يسقط “محمد على” أرضا بعد خطافية يسرى من ” فريزر ” فى الجوالة الخامسة عشرة الا أنه قام و تعافى سريعًا لكن الحكام أقروا بفوز ” فرايزر ليلقى ” كلاى ” أول خسارة احترافية له بعد 31 فوزًا الا أنه عاد و تغلب على فريزر في مباراة أخرى عام 1974 .
و فى عام 1975 تقاتل ” محمد على كلاى ” و ” جو فرازير ” مرة أخرى في مباراة بمدينة “كويزون” فى الفلبين و أُطلق على المباراة اسم “Thrilla in Manila” و قطعت المباراة شوطا طويلا مجددا الى أن ألقى مدرب “فريزر” المنشفة بعد الجولة 14 مما أعطى الفوز الصعب لكلاى .
جورج فورمان
فى عام 1974 وقعت معركة أسطورية أخرى ضد بطل الوزن الثقيل “جورج فورمان” و تم وصف المباراة بأنها صراع فى الأدغال “Rumble in the Jungle” حيث عقدت بكينشاسا فى “زائير” و قد نظمها المروج “دون كينج” حيث كان يُنظر إلى ” محمد على كلاى ” على أنه المستضعف أمام ” جورج فورمان ” الأصغر سنا و الأضخم حجما لكنه أسكت منتقديه بأداء بارع و سدد اللكمات الجامحة لفورمان قبل أن يباغته بالضربة القاضية في الجولة الثامنة و يستعيد لقب الوزن الثقيل .
ليون سبينكس
بعد خسارة لقبه أمام “ليون سبينكس” في فبراير عام 1978 هزمه ” كلاى ” بمباراة العودة في سبتمبر عام 1978 و يصبح أول ملاكم يفوز ببطولة الوزن الثقيل ثلاث مرات .
لاري هولمز
بعد تقاعد قصير عاد ” محمد على كلاى ” إلى الحلبة لمواجهة “لاري هولمز” في عام 1980 و تفوق عليه .
و بعد خسارة أخيرة تلقاها ” محمد على كلاى ” في عام 1981 أمام “تريفور بيربيك” قرر نجم الملاكمة العظيم التقاعد عن عمر يناهز 39 عامًا.
أقرأ أيضا : نيلسون مانديلا ( 1918 – 2013 )
الزوجات و الاولاد
تزوج ” محمد على كلاى ” أربع مرات و لديه تسعة أطفال منهم اثنان خارج نطاق الزواج حيث كان زواجه الاول من “سونجي روي” عام 1964 و انفصلا بعد عام واحد عندما رفضت تبني ملابس أمة الإسلام و عاداتها التى أنضم اليها بينما كان زواجه الثانى عام 1967 من “بليندا بويد” البالغة من العمر 17 عامًا و رزق منها بأربعة أطفال “ماريوم” في عام 1969 و “جميلة و لبنان ” مواليد 1970 و “محمد علي الابن” عام 1972 و تطلقا عام 1976 .
و خلال زواجه من ” بليندا ” سافر علنًا مع “فيرونيكا بورش” التي أصبحت زوجته الثالثة عام 1977 و رزق منها بإبنتان منهم “ليلى علي” التي اتبعت خطى والدها لتصبح ملاكمة هى الأخرى و تطلق ” كلاى و بورش ” عام 1986 و هو نفس العام الذى تزوج فيه من زوجته الرابعة و الاخيرة يولاندا (“لوني”) وكان الزوجان يعرفان بعضهما البعض منذ أن كانت لوني في السادسة من عمرها و كان علي يبلغ من العمر 21 عامًا و كانت أمهاتهم أفضل الأصدقاء و ربوا أسرهم في نفس الشارع و ظل الاثنان متزوجين حتى وفاته و أنجبا ابنًا واحدًا هو “أسعد” .
تشخيص مرض باركنسون
عام 1984 أعلن ” محمد على كلاى ” أنه مصاب بمرض باركنسون ” الشلل الرعاش ” و هى حالة عصبية تنكسية و على الرغم من تطور مرضه فقد ظل نشطًا في الحياة العامة و جمع الأموال لمركز “محمد علي باركنسون” في “فينيكس ” بولاية “أريزونا” و كان حاضرا للاحتفال بتنصيب أول رئيس أمريكي من أصل أفريقي في يناير 2009 عندما أدى “باراك أوباما” اليمين الدستورية و قبل سنوات قليلة من وفاته خضع لعملية جراحية لمشاكل فى العمود الفقرى حدت من حركته و قدرته على التواصل .
أعماله الخيرية
عند تقاعده كرس ” محمد على كلاى ” الكثير من وقته للعمل الخيري حيث دعم الأولمبياد الخاصة و مؤسسة Make-A-Wish بالاضافة الى مؤسسات خيرية أخرى و في عام 1996 أعطى له شرف إشعال المرجل الأولمبي في بطولة الألعاب الأولمبية الصيفية في “أتلانتا” و التى كانت لحظة عاطفية في تاريخ الرياضة .
و سافر ” كلاى ” إلى العديد من البلدان بما في ذلك المكسيك و المغرب لمساعدة المحتاجين و في عام 1998 تم اختياره ليكون رسول السلام للأمم المتحدة بسبب عمله في الدول النامية .
وفاته
توفي ” محمد على كلاى ” في 3 من يونيو عام 2016 في مدينة “فينيكس” بولاية “أريزونا” بعد نقله إلى المستشفى بسبب مشكلة تنفسية كما ورد عن عمر يناهز 74 سنة حيث كان أسطورة الملاكمة يعاني من مرض باركنسون و تضيق العمود الفقري و في أوائل عام 2015 عانى من الالتهاب الرئوي و تم نقله إلى المستشفى لإصابته بعدوى شديدة في المسالك البولية .
و قبل سنوات من وفاته كان ” محمد على كلاى ” قد خطط لإقامة مراسم خاصة تليق به قائلاً إنه يريد أن تكون المراسم شاملة للجميع بحيث نعطي أكبر عدد ممكن من الأشخاص فرصة لتقديم احترامهم لي حيث تضمن الحدث الذي استمر ثلاثة أيام و أقيم في مدينة “لويزفيل” بولاية “كنتاكي” مسقط رأسه مهرجان “أنا علي” للفنون العامة و العروض الترفيهية و التعليمية التي ترعاها المدينة و برنامج صلاة إسلامي و صلاة تذكارية و قبل مراسم التأبين سافرت جنازته فى موكب لمسافة 20 ميلاً عبر “لويزفيل” مروراً بمنزل طفولته و مدرسته الثانوية و أول صالة رياضية للملاكمة حيث تدرب و ألقى عشرات الآلاف من المعجبين الزهور على جسده و هتفوا باسمه .
و أقيمت مراسم تأبين البطل في ساحة KFC Yum Center بحضور ما يقرب من 20000 شخص و كان من بين المتحدثين زعماء دينيين و سياسيين أبرزهم الرئيس السابق ” بيل كلينتون ” و من بين حاملي النعش “ويل سميث” و بطل الوزن الثقيل السابق “مايك تايسون” و “لينوكس لويس” و دفن ” محمد على كلاى ” في مقبرة “كيف هيل” الوطنية في “لويزفيل” .
مقتطفات عن محمد على كلاى
- انضم “محمد على كلاى” إلى الجماعة الإسلامية السوداء المعروفة بإسم “أمة الإسلام” في عام 1964 حيث أطلق على نفسه في البداية اسم “كاسيوس العاشر” قبل أن يستقر على اسمه المعروف .
- حقق ” محمد علي كلاى ” رقمًا قياسيًا بلغ 56 فوزًا و خمس خسائر و 37 ضربة قاضية قبل تقاعده من الملاكمة عام 1981 عن عمر يناهز 39 عامًا.
- فى عام 2005 تم تقليد ” محمد على كلاى ” بوسام الحرية الرئاسي من الرئيس “جورج دبليو بوش” و بعد فترة وجيزة من تنصيب “أوباما” عام 2009 حصل على جائزة منه لجهوده في الخدمة العامة .
- فى عام 2005 أفتتح ” كلاى ” مركز ” محمد على كلاى ” في مسقط رأسه فى “لويزفيل” بولاية “كنتاكي” حيث قال ” أراد العديد من المعجبين بناء متحف لتقدير إنجازاتي و انا أردت أكثر من مبنى لإيواء تذكاراتي ليلهم الناس لكى يكونوا في أفضل حالاتهم في أي شيء يختارونه و لتشجيعهم عليه و أن يحترموا بعضهم البعض .