تتنوع المتاحف و المعارض التى يقبل عليها ألاف الزوار يوميا حول العالم لمشاهدة محتوياتها المختلفة التى تتراوح ما بين قطع أثرية ثمينة يرجع تاريخها إلى حضارات سابقة أو مقتنيات نفيسة تعود ملكيتها إلى شخصيات مؤثرة تاريخيا و مجتمعيا أو أعمال فنية و تشكيلية لكبار الفنانين و لكن بجوار تلك المتاحف التقليدية الا أنه يوجد أنوع أخرى تثير دهشة زوارها لما تحتويه من معروضات مثل متحف الجريمة الموجود فى الولايات المتحدة أو متحف الفشل الذى تم تدشينه فى السويد و هو معرض متجول يستعرض الخدمات و المنتجات التى أحرزت فشلا ذريعا خلال مراحل تسويقها بين الناس بغرض تزويد الزوار بتجربة تعليمية رائعة فى أن تكون تلك التجارب الفاشلة ملهمة لهم كبداية من أجل تحقيق النجاح .
و أفتتح متحف الفشل لأول مرة فى يونيو عام 2017 على يد طبيب نفسي سويدي يدعي ” صامويل ويست ” و يتم تمويله جزئيا من قبل هيئة الإبتكار السويدية ” فينوفا ” و يعرض فيه أكثر من 100 منتجا فاشلا كان مقدرا لهم أن يحققوا نجاحات ضخمة الا أن ما حدث هو العكس حيث يقول الطيبب “ويست” أننا كمجتمع نستخف بالفشل و مهووسين جدًا بالنجاح فنحن نعلم أن نسبة 80 إلى 90 بالمائة من مشاريع الإبتكار تفشل و لن تقرأ عنها أبدًا بعد ذلك وإذا كان هناك أي شيء يمكننا فعله من هذه الإخفاقات فهو علينا التعلم منها كما أننا نريد أن يدرك الأشخاص و الشركات أهمية قبول الفشل و التعامل معه لأنه أمرا ضروريا للإبتكار .
و يحتوى متحف الفشل على العديد من المقتنيات من أهمها :
- مشروب كوكا 2 و هو مشروب انتجته شركة “كوكاكولا” بعد منافسة شديدة بينها و بين شركة بيبسى و التى اظهرت استطلاعات الرأى تفوق بيبسى عليها فقررت اصدار نسخة جديدة بوصفة معدله من مكوناتها عام 1985 الا انها واجهت بالغضب من قبل المستهلكين أدت الى تراجع الشركة سريعا لتعيد الوصفة الاصليه و ليفشل ذلك المنتج و يحجز مكانه عن جدارة فى متحف الفشل .
- جهاز N-gage و هو جهاز اطلقته شركة “نوكيا” عام 2004 حيث كان الناس فى تلك الفترة يحملون هواتف محمولة و أجهزة ألعاب محمولة فقررت الشركة دمج هذين الجهازين فى جهاز واحد الا أنه أثبت فشلا ذريعا بعد نزوله الى الأسواق ليس لفكرته و لكن لتنفيذه و تصميمه حيث كان لابد من تفكيك الجهاز لتغيير الألعاب و التى كان أغلبها ممل بالإضافة الى صعوبة إستخدامه كهاتف حيث كان على المستخدم أن يمسك الهاتف بشكل جانبي وحافته الرفيعة على رأسه بشكل يتسبب له بالكثير من الضيق .
- السيارة الدلوريان و هى احدى السيارات التى تم تسويقها كسيارة رياضية بأبوابها الغريبة و التى تفتح مثل الاجنحة و التى ذاعت شهرتها فى الفيلم الامريكى الشهير ” العودة الى المستقبل ” الا أنه على أرض الواقع كانت ذات محرك ضعيف للغاية و بطيئة بشكل مؤلم و عزف عنها الناس مما أدى الى إفلاس الشركة المنتجه .
- احد اقنعة الوجه الذى يصنف كواحد من ادوات التجميل و يعمل على تقوية عضلات الوجه بالكهرباء حيث وفقًا للتعليمات يجب ربط القناع بالوجه لمدة 15 دقيقة من ثلاث إلى أربع مرات اسبوعيا الا أن مستحدميه اشتكوا بأنهم يشعرون عند ارتدائه بأن الامر يبدو وكأن ألف نمله تعض وجوههم لذلك لم يحصل المنتج على شهادة أمان له مطلقا و بالتالى اثبت فشله و يعرض فى متحف الفشل .
- نظارات جوجل التى كان متوقع لها نجاح ساحق بين أوساط الناس و بمثابة طفرة تكنولوجية و رغم ذلك الا أنها فشلت لعدم تلبيتها إحتياجات مستخدميها حيث لم تعمل التكنولوجيا بشكل جيد بعد أن أثارت الكاميرا المدمجة مخاوف بشأن مشكلات الخصوصية لذلك لم يحب الناس فكرة التصوير في أي وقت و مكان و تم حظرها في عدة أماكن .
- شركة بيك للأقلام أصدرت أحد الأنواع التى خصصت لتناسب يد المرأه الا أنها واجهت بالكثير من السخريه و وصل الامر أن توجه الممثلة الكوميدية “إيلين دي جينيريس” نقد لاذع الى الشركة حيث قالت تنفق الشركات ملايين الأموال من أجل زراعة شعر رأس الرجال اما السيدات فتخصص لها اقلام فقط .
- احد معطرات الجو و يدعي ” فيبريز سينت ستوريز ” ظهر فى الاسواق على هيئة مشغل اقراص CD كما ان روائحه المختلفة كانت تباع ايضا على هيئة اقراص مرنه الأمر الذى أربك المستهلكين الذين اعتقدوا أن الجهاز عبارة عن مشغل موسيقى و معطر جو و أدى هذا الغموض إلى فشل المنتج و يكون فى متحف الفشل .
- جهاز إستنشاق الأنسولين الذى أطلقته شركة فايزر و توقع محللى السوق أنه سيكون ناجحًا و طفرة طبية كبيرة على عكس الأنسولين السائل العادي حيث يمكن تخزينه في درجة حرارة الغرفة بالإضافه إلى إمكانية إستنشاقه بسهولة بإستخدام جهاز خاص بدلاً من حقنه الا أن المرضى أشتكوا من أن ذلك الجهاز كان كبيرًا و ضخمًا وغير ملائم بالإضافه الى أن الطاقم الطبي أستخدم وقتا طويلا لتعليم المرضى كيفية استخدامه الأمر الذى أدى فى النهاية الى فشله .
- البطاقات النقدية فى “السويد” حيث كان فى أواخر التسعينيات يعتقد أحدهم أنه يجب أن تكون هناك طريقة أفضل من الدفع النقدي وقد اعتقدت البنوك السويدية ذلك أيضًا و هكذا ولدت البطاقة النقدية كطريقه سريعة و سهلة وآمنة لإجراء عمليات الشراء الا أنها واجهت العديد من العقبات حيث قبلتها قليلا من المتاجر و لم تكن ذات فائدة عند إجراء المكالمات أو ركوب وسائل النقل بالاضافة الى فرض البنوك رسومًا على المشترين و البائعين نظير إستخدامها فكانت أسبابا كافية لفشلها و تلحق باقى المنتجات الى متحف الفشل.
- اطلقت شركة “هاينز” للكاتشب العديد من منتجاتها ذات ألوان مجنونة مثل كاتشب باللون الوردى و الأخضر و الأزرق و البرتقالى و رغم بيعها فى البداية بشكل جيد الا أن المستهلكين فقدوا شغفها بها و توقف انتاجها .
- الألات الحاسبه السويديه “فاسيت” التى كانت تحقق نجاحًا هائلاً و تم تصديرها إلى جميع أنحاء العالم رغم حدوث تغييرات كبيرة فى ادارتها إلا أنها لم تستثمر في التطوير و الابتكار لذلك فى السبعينيات وصلت آلات حاسبة إلكترونية أرخص من “اليابان” و في العام التالي اصبحت الشركة على وشك الإفلاس و تم بيعها و أصبحت قصتها درسا تحذيريا لما يحدث عندما لا تستثمر الشركات في الإبتكار.
- الدمية “كايلا” و هى دمية متصلة بالإنترنت و تستخدم للتواصل مع الأطفال و يمكنها سرد القصص و مواصلة المحادثة الأساسية معهم و حازت على لقب اللعبة الأكثر إبداعًا و حققت نجاحًا تجاريًا كبيرا الا أنها فشلت بعد ذلك نظرا لأنها أصبحت هدفًا سهلاً للمتسللين الذين يمكنهم التحكم في الدمية عن بُعد حيث يتم إرسال كل ما قاله الطفل إلى مراكز البيانات الموجودة في الولايات المتحدة ثم بيعه لشركات التسويق كما تم حظرها فى “المانيا” لأنه يمكن استخدامها للتجسس بشكل غير قانوني على الأطفال بالاضافه الى أنها تقول العديد من الاعلانات المدفوعة الثمن .
- معجون اسنان “بوفورس” و هو منتج قامت بتصنيعه شركة سويدية شهيرة و متخصصة فى تصنيع الأسلحة و تحمل نفس الإسم الا أنه قررت خوض التصنيع فى المنتجات السلمية أيضا و تم صناعة ذلك المعجون الا انه و فى السبعينيات سرت شائعة ان مكوناته تضر بالصحه و رغم تأكيدات صناعه من انه منتج أمن الا أنه فشل بشكل كبير و توقف انتاجه و يحصل على مكان بجدارة داخل متحف الفشل .
- جهاز جويسيرو بريس و هو إحدى العصارات التى تستخدم لعصر الفاكهة و الخضروات عام 2017 و بإمكانيات مذهله منها سهولة توصيلها بالواى فاى لذلك كانت ذات سعر مرتفع للغاية نظرا لإمكانياتها المعلن عنها كما أنها تستخدم عبوات حصرية من الفواكه و الخضروات المقطعة التي تباع حصريًا عن طريق الإشتراك ثم صدم مالكيها عندما قامت إحدى القنوات الامريكية بعرض مقطع فيديو يوضح أن عبوات العصير يمكن عصرها باليد بنفس سهولة و فعالية العصارة حيث كانت الآلة باهظة الثمن و عديمة الفائدة تمامًا و تم إيقاف انتاجها .
- المساعد الرقمى ” ابل نيوتن ” الذى انتج عام 1993 و أثبت فشلا ذريعا أمام مستخدميه لضعف برامج الكتابة اليدوية به والسعر المرتفع رغم اعتباره بانه كان اللبنة الاولى للأيفون و الأيباد .
و نتيجة لشهرة متحف الفشل الذى نجح فى عرض منتجات فاشلة انتقل لعرض مقتنياته فى مدينة “لوس انجلوس” بالولايات المتحدة أواخر عام 2017 و حظى بإهتمام غير مسبوق من قبل وسائل الإعلام و بعدد زوار ضخم ثم اصبح متحف دائم في “هوليوود” و “هايلاند” حيث أضيف إليه العديد من الأفلام الفاشلة أيضا و أعيد افتتاحه مرة اخرى بالسويد فى السنة التى تليها و مع الوقت بدأ يأخذ منحى العالمية و الإهتمام الدولى ففى عام 2019 تم عرض محتوياته بمدينة “شنغهاى” فى ” الصين ” و إقامة نسخ مصغرة منه فى “فرنسا” و “النمسا” و “الدانمارك” و “ايطاليا” و “المانيا” و “المملكة العربية السعودية” و فى عام 2020 و نظرا لجائحة كورونا و إغلاق المتاحف حول العالم و صعوبة زيارته قدم العديد من الجولات الافتراضية المجانية عبر شبكة الانترنت و التى لا تزال موجودة حتى وقتنا الحالى .
أقرأ أيضا : تعرف على حديقة ألنويك السامة أكثر الحدائق خطورة فى العالم