كثيرة هي المباني التي تم تشييدها و تتميز بتصميمات إبداعية قام بها أبرز المهندسين المعماريين إلا أن بعض من تلك المباني قد تكون ملفتة للإنتباه نظرا لتفردها و عدم وجود نسخ أخري منها إضافة لإحتوائها علي وسائل رفاهية من الصعب أن تتواجد داخل أي منشأة أخري و إذا تم إعداد قائمة لحصر أبرز المباني فسيكون مبني الأنتيليا الموجود في مدينة مومباي الهندية هو أولها و الذي يعتبر بمثابة ثاني أغلي عقار سكني في العالم و الذي يشغل مساحة تزيد عن 37 ألف متر مربع و بإرتفاع يتجاوز 173 متر موزعين علي 27 طابقا و المخصص لإقامة عائلة الملياردير موكيش أمباني أحد أبرز أغنياء الهند و العالم لذلك ليس بالغريب أن تقدر تكلفة إنشائه بنحو 2 مليار دولار أمريكي نظرا لإحتوائه علي العديد من المزايا التي ليس من السهل تواجدها داخل أي مباني فخمة أخري .
و يعد مبني الأنتيليا من أكثر العقارات قيمة بعد قصر باكنجهام مقر العائلة المالكة في “المملكة المتحدة” حيث تقدر قيمته بأكثر من 2.2 مليار دولار بالإضافة مصروفات شهرية تقدر بألاف الدولارت لتنفيذ أعمال الصيانة الدورية به و هو يقع في مدينة “مومباي” على طول طريق ألتاماونت و قد سُمي على إسم جزيرة أسطورية يُعتقد أنها كانت تقع في المحيط الأطلسي بالقرب من “البرتغال” و “إسبانيا” و بدأ العمل في تشييده عام 2004 و أستمرت أعمال البناء لسبع سنوات إلي أن تم الإنتهاء منه عام 2010 ثم أنتقلت أسرة الملياردير الهندي للإقامة فيه بعد مباركته من الكهنة الهنود أواخر عام 2011 و لا يخفي علي أحد أنه بمجرد بناءه أصيب سكان المدينة بالذهول من هيئته خاصة و أنه يطل علي حي فقير يعيش أغلب ساكنيه بمتوسط دولارين يوميا و هو ما أكسبه العديد من الإنتقادات حيث إعتبره البعض مثال صارخ على إفتقار الهنود الأغنياء للتعاطف مع الفقراء .
و من أجل بناء ذلك الصرح الشاهق إستعان الملياردير الهندي بخبرات شركتين معماريتين مشهورتين عالميًا يقع مقرهما في “الولايات المتحدة” حيث عملا بجد من خلال المهندسين التابعين لهم و الذين قاموا بوضع تصميمات مستوحاة من الشمس و نبات اللوتس و الموجودين في جميع أنحاء المبني من خلال البلورات و الرخام وعرق اللؤلؤ مع ضمان عدم وجود غرفتين متشابهتين داخل المجمع كما قاموا بتغيير مخططات الطوابق و مفاهيم التصميم مع تقدم تشييد المبنى حيث أحتوت طوابقه الـ 27 علي أسقف عالية جدًا وصلت لدرجة أنه لو تم مضاهاة ذلك الإرتفاع بمباني أخري فستعادل 60 طابقا لذلك يعتبر الأنتيليا أطول مبني في تلك المنطقة و يمكن رؤيته من مسافة بعيدة و من جميع الإتجاهات كما تم وضع معدلات أمان في تصميمه تجعل هيكله الضخم يتحمل زلزال تبلغ قوته 8 درجات بمقياس ريختر كما تم تخصيص الطوابق الأربعة الأخيرة للمجمع لإستضافة حدائق معلقة بها علي نمط حدائق بابل التاريخية الشهيرة و من أجل أن يكون المبني صديقا للبيئة بالإضافة إلي توفير الطاقة من خلال إستغلال أشعة الشمس الساقطة عليها .
و يتميز مبني الأنتيليا أيضا بوجود مهبط للمروحيات علي سطحه إلا أنه لا يعمل حيث يجب أن تكون مهابط المروحيات في “الهند” معتمدة من قبل المدير العام للطيران المدني و هو لم يحصل علي ذلك التصريح بعد بالإضافة إلي وجود موقف سيارات يتواجد في الطوابق الستة الأولي و هو كافي لإستيعاب 168 سيارة ثم بعد ذلك تبدء طوابق المعيشة التي ترتبط مع بعضها بـ 9 مصاعد عالية السرعة بالإضافة إلي وجود العديد من الصالات و غرف النوم و الحمامات و كل منهم مزين بالثريات المتدلية كما توجد قاعة رقص كبير مغطي سقفها بثريات كريستالية و التي تفتح علي بار كبير كما يوجد بالمجمع أيضا قاعة سينما تحتوي علي 50 مقعدًا و غرفة لممارسة رياضة اليوجا و مركز للياقة البدنية و قاعة إحتفالات و حمام سباحة و منتجع صحي و معبد ضخم و غرفة جليدية تم تصميمها بطريقة تولد رقاقات ثلجية صناعية للتغلب على الحرارة و من أجل ممارسة الرياضات الشتوية المختلفة إضافة إلي غرفة إجتماعات في الطابق العلوي تطل على بحر العرب و كل ذلك يتم إدارته من قبل 600 موظف يعيشون هم أيضا في نفس العقار داخل إستراحات مخصصة لهم .
و رغم فخامة مبني الأنتيليا و رفاهيته إلا أنه خلال بناءه و حتي بعد الإنتهاء من إنشائه مر بعدد من العقبات و المشاكل و التي بدأت حين كان جزء من تلك الأرض يضم دارًا للأيتام تم تأسيسه عام 1895 و كان تابعها لإحدي الجمعيات الخيرية و في عام 2002 تم بيعها للثري الهندي بمبلغ 2.5 مليون دولار علي أمل أن تخصص تلك الأموال لتعليم الأطفال المحرومين إلا أن صفقة البيع كانت أقل بكثير عن قيمة الأرض الفعلية و التي قدرت بـ 19 مليون دولار و هو أمر كان مخالف للقانون لذلك تم إيقاف عملية البيع و بعد فترة من تداول تلك القضية داخل ساحات المحاكم تم إستكمالها مجددا و أستحوذ عليها الملياردير الهندي لإنشاء ذلك المجمع الضخم كما أنه في عام 2017 أندلع حريق في الطابق التاسع إلا أنه تم إخماده خلال دقائق من قبل العاملين في المبني قبل وصول فريق الإطفاء و أخيرا في عام 2021 تم العثور على سيارة تحتوي على مواد متفجرة و بداخلها خطاب تهديد يستهدف عائلة الملياردير إلا أنه و بعد مجهود أمني ضخم تم الوصول إلي الفاعل و إعتقاله في الحال .