منذ قديم الأزل أفتتن الناس باللوحات الفنية التى تجسد من خلال محتوياتها بعضا من القصص و الأحداث سواء كانت خيالية أو تاريخية و بعضها قد يصور مناظر طبيعية تخلب لب الناظرين و البعض الأخر يحتوى على العديد من الرمزيات الحسية و لكن هل من الممكن أن ترتبط إحدى هذه اللوحات بظواهر خارقة ليس لها تفسير ؟ الإجابة فى لوحة الأيادي تقاومه The Hands Resist Him التى ظهرت عام 2000 على الموقع التجارى الشهير إيباي بغرض بيعها و لكن مالكها ترك ملحوظة مثيرة للدهشة بأن تلك اللوحة مسكونة و تتحرك الأشكال الموجودة فيها و وضع شرطا على أى مشترى لها بأن يقدم إقرارا بتحمله المسئولية كاملة عن أى أضرار قد تلحق به نتيجة شراء تلك اللوحة و إمتلاكها .
بدأت قصة لوحة الأيادي تقاومه عام 1972 حيث قام الفنان “بيل ستونهام” الذى يعيش فى أوكلاند بولاية ” كالفورنيا ” فى ” الولايات المتحدة ” برسم لوحة كانت عناصرها صورة قديمة لنفسه و هو فى سن الخامسة بغرض أن يكون من زاوية اللوحة صبى يتطلع الى المستقبل و من زاوية المشاهد رجل ينظر الى الماضى و أضاف الى اللوحة مجموعة من الأيادى التى تظهر كرمزية لطرق محتملة قد تكون تكون هى الأفضل لحياته لكنه لا يراها و لذلك فقد كان يدير لها ظهره ثم وضع بجانب الصبي دمية لفتاة صغيرة اعتبرها دليله و مرشده في الحياة و صورها تحمل بطارية و بعض الأسلاك للاشارة الى مفهوم الاستقلال الذاتي و فى اللوحة أيضا أظهر خلف الصبي باب زجاجى أعتبره كحجاب بين اليقظة و الحلم و ربما بين الحياة و الموت .
و بمجرد إنتهاء ” ستونهام ” من لوحة الأيادي تقاومه قام بعرضها فى معرض فني في “لوس أنجلوس” أوائل السبعينيات و تمت مراجعتها من قبل أحد النقاد الفنيين و لسوء الحظ توفى ذلك الناقد فى نفس العام و لكن كان من الملاحظ أيضا أن صاحب المعرض الفني قد لحق به هو الأخر و لكن على أى حال بيعت اللوحة في النهاية للممثل “جون مارلي” الذي لعب دور “جاك وولتز” في فيلم العراب The Godfather ( الشخصية التي تستيقظ لتجد رأس حصانه الثمين المقطوع في السرير معه) و الذى توفي هو الأخر عام 1984 بعد جراحة قلب مفتوح و لا شك في أن اللوحة ذهبت إلى ملكية شخص آخر لم يعرف تحديدا من هو و لكن بعد مرور فترة ظهرت مجددا حين وجدتها إحدى الأسر و هى ملقاة خلف مصنع قديم للبيرة و أصطحبتها معها الى المنزل و لكن سرعان ما تمنوا أنهم لم يفعلوا ذلك .
فبعد مكوث لوحة الأيادي تقاومه في منزلهم لبضعة أيام فقط بدأت الابنة الصغيرة في الشكوى منها و أخبرت والديها أن الصبي و الدمية يتشاجران بداخل اللوحة حيث كانت دائما تهدد الصبي بالشيء الذي كانت تمسكه في يدها و بعد فترة وجيزة حدث تطور بعد أن بدأت الفتاة تتحدث عن خروج شخصيات تلك اللوحة الى خارجها لمواصلة شجارهم و عبثا حاول الوالدان إقناعها بأنها ما تراه مجرد خيالات و من أجل اثبات ذلك قاموا بإعداد كاميرا تعمل بالحركة لمراقبتها و ظلت لمدة ثلاثة أيام تصورها دون توقف و بعد تلك الفترة ذهبوا لمشاهدة اللقطات حيث كانت المشاهد صادمة بعد أن رأى الوالدين حدوث تغيرات فى اللوحه من ناحية الألوان و تغير بعض من الأشكال بها حيث أصبح الشيء الموجود في يد الدمية يشبه بندقية أو سلاح آخر و ليس البطارية التي كانت تحملها من قبل و حاولوا فى البداية إقناع أنفسهم أن ذلك التحول ربما كان بسبب عوامل الإضاءة أو زاوية التصوير و لكن على أى حال كانت لديهم النية بالتخلص منها حرقا او تدميرا و بعد ذلك قرروا عرضها على موقع إيباى و بيعها مع وضع تنويه حول قصتها الذى كان كالأتى :
تحذير : لا تقم بالمزايدة على هذه اللوحة إذا كنت عرضة للإصابة بأمراض مرتبطة بالتوتر أو إذا كنت ضعيف القلب أو غير معتاد على الأحداث الخارقة للطبيعة و من خلال تقديم عطاء على هذه اللوحة فإنك توافق على إخلاء طرف المالكين من جميع المسؤوليات المتعلقة بالبيع أو أي أحداث تحدث بعد البيع و التي قد تساهم فيها هذه اللوحة التى قد تمتلك أو لا تمتلك قوى خارقة يمكن أن تؤثر على حياتك أو تغيرها و مع ذلك من خلال تقديم العطاء فإنك توافق على المزايدة حصريًا على قيمة العمل الفني و إبقاء المالكين غير مضرورين فيما سوف قد يحدث .
أقرأ أيضا : الدمية روبرت .. هل يسكنها أرواح شريرة أم مجرد أسطورة عبيثة ؟
و بدأ بيع لوحة الأيادي تقاومه برقم إفتتاحى 199 دولارًا و في نهاية المزاد بيعت إلى “معرض التصور” الموجود فى ولاية “ميتشيجان” مقابل 1025 دولارًا و تواصل المعرض مع الرسام “بيل ستونهام” الذى دهش من كل تلك الضجة التى رافقت لوحته لكنه لم يكن متفاجئًا تمامًا خاصة بعد حالات الوفاة التى ارتبطت بالمعرض الفني الأصلي حيث أشار أنه وضع الكثير من نفسه في اللوحة و يضيف أن لوحاته تلقى صدى قويًا لدى الكثير من الناس و على أى حال بعد أن تم وضعها فى منزلها الجديد فلا تزال اللوحة تؤثر على أولئك الذين يشاهدونها سواء فى المعرض أو على شبكة الانترنت حيث يزعم البعض بشعورهم بالمرض و القليل منهم قد أغمي عليه و يبدو أن الأطفال هم الأكثر تضررًا حيث يعانون من كوابيس حية في الليلة التالية لرؤيتها و يستيقظون و هم يصرخون و حتى اللحظة لا احد يعرف الحقيقة عما اذا كانت بالفعل مسكونة ام هى مجرد أوهام أو أن من أراد بيعها ألصق بها تلك القصة لزيادة ثمنها .