لعبة شد الحبل هي رياضة ممتعة تضع فريقين في مواجهة بعضهما البعض في إختبار للقوة من خلال سحبهم لطرفين متقابلين لأحد الحبال بهدف جعله في مسافة معينة و بإتجاه واحد مقابل قوة سحب مقاومة من الفريق المنافس و هى لعبة تتميز بسهولة ممارستها من قبل الجنسين و من جميع الأعمار و يقبل عليها العديد من الأشخاص بغرض الحصول علي بعض من التسلية خلال الرحلات و البعض الأخر يمارسها كلعبة رياضية يتم تنظيمها تحت مجموعة من القواعد المنظمة التى يصدرها الإتحاد الدولي للعبة و التى نظرا لإنتشارها لدي العديد من الدول فقد تم إدراجها في بطولة الألعاب الأولمبية عدة دورات مطلع القرن العشرين و حاليا يقام لها العديد من البطولات علي صعيد الأندية و المنتخبات .

و حتى اللحظة تعتبر أصول لعبة شد الحبل غير مؤكدة لكنها كانت تمارس في “كمبوديا” و “مصر القديمة” و “اليونان” و “الهند” و “الصين” و وفقًا لكتاب سلالة تانج التى كانت موجودة في القرنين الثامن و الخامس قبل الميلاد فأنه كان هناك لعبة معروفة بإسم “سحب الخطاف” و يشرف عليها القائد العسكري لولاية “تشو” خلال فترة الربيع و الخريف لتدريب محاربيه و خلال عهد أسرة تانج روج الإمبراطور “شوانزونج” لألعاب شد الحبل على نطاق واسع و ذلك بإستخدام حبال يصل طولها إلى 167 مترًا مع حبال أقصر متصلة و كان عليها أكثر من 500 شخص على كل طرف من طرفي الحبل و كان لكل جانب فريقه الخاص من الطبالين لتشجيعهم أثناء اللعب أما في اليونان القديمة فقد كانت ألعاب شد الحبل من بين أكثر الألعاب المستخدمة للقوة شيوعًا كما أنها كانت تساهم في بناء القوة اللازمة لخوض المعارك بدروع كاملة أما في “اليابان” و ” الهند ” فتشير رسومات يرجع تاريخها إلي القرنين الثاني عشر و الثالث عشر عن أنها كانت تمارس في ذلك التوقيت لدي كلا البلدين كما أستخدمها شعب موهافي أحيانًا كوسيلة لتسوية النزاعات.

و مع مرور الوقت بدأت لعبة شد الحبل أخذ منحي رياضي و أصبحت توجد أندية رياضية لممارسة تلك اللعبة التى أصبح يشارك فيها الرجال و النساء علي حد سواء و سرعان ما أصبحت جزءًا من الألعاب الأولمبية بداية من عام 1900 و حتى عام 1920 و لم يتم تضمينها بعد ذلك و هي في الوقت الحالي جزء من الألعاب العالمية و تُمارس في كل بلد تقريبًا من العالم و نتيجة الإهتمام بها أنشأت هيئات وطنية لها داخل العديد من الدول لتنظيم تلك الرياضة و التى ترتبط بالهيئة الحاكمة الدولية و هى الإتحاد الدولي لشد الحبل TWIF و الذي يشرف علي بطولات العالم للمنتخبات الوطنية مرتين سنويًا و يشرف أيضا علي العديد من المسابقات الداخلية و الخارجية علي صعيد الأندية و إعتبارًا من عام 2008 أصبح هناك 53 دولة مرتبطين به من بينها اسكتلندا و أيرلندا و إنجلترا و الهند و سويسرا و بلجيكا و إيطاليا و جنوب إفريقيا و الولايات المتحدة .

و لممارسة لعبة شد الحبل يجب عليك التقيد بمجموعة من القواعد أولها أنها تمارس من قبل فريقين يبلغ قوام كل منهم ثمانية أفراد يجب ألا يتجاوز مجموع كتلتهما الحد الأقصى للوزن كما هو محدد للفئة و يصطفان في نهاية حبل يبلغ محيطه 11 سم تقريبًا و يتم وضع علامة على إمتداد مركز الحبل و علامتين بطول 4 أمتار على جانبي خط الوسط و بمجرد بدء المسابقة يحاول كل فريق سحب الفريق الآخر بحيث يكون وضع العلامة الموجودة على الحبل الأقرب إليهم من خلال عبورها المركز أو إرتكاب الخصوم خطأ مع وجوب الإهتمام أن يمر الحبل تحت الذراعين و عدم شد الحبل فوق الكتفين و قد تحتوي المسابقة أحيانا على خندق مائي في منطقة محايدة و عادة ما يكون من الطين أو الأرض اللينة بحيث يسقط اللاعبين الذين يعبرون المنطقة داخله .

و بصرف النظر عن قوة العضلات اللازمة لممارسة لعبة شد الحبل الا أنها أيضًا تعد رياضة فنية حيث يمثل الإيقاع و التناغم بين أعضاء الفريق دورًا لا يقل أهمية عن القوة البدنية في الانتصار بالمباريات حيث يتم استخدام شخص يسمى “السائق” المسئول عن قوة الجر المشتركة للفريق و الذي يتحرك بجوار فريقه و يعطيهم الأوامر متى يسحبون و متى يرتاحون و إذا لاحظ أن الفريق المنافس يحاول سحب فريقه بعيدًا يعطي السائق أمر تعليق حيث يقوم كل عضو بغرز قدميه في العشب بأحذيته و تكون حركة الحبل خلالها محدودة كما يوجد عامل آخر يؤثر على اللعبة و هو أوزان اللاعبين لأنه كلما كان الشخص أثقل وزناً زاد الإحتكاك الثابت بأقدامه على الأرض و هو أمر مطلوب لأنه إذا لم يكن هناك إحتكاك كافٍ و كان وزنه أقل من اللازم فإن ذلك لن يفيد فريقه حتى لو كان يسحب بقوة لأن أقدامه سوف تنزلق ببساطة على الأرض حال إذا كان الخصوم لديهم إحتكاك ثابت مع الأرض بشكل أفضل و بشكل عام ما دام فريق واحد لديه ما يكفي من الإحتكاك الثابت و يمكنه الشد بما يكفي للتغلب على الإحتكاك الثابت لخصومه فيمكن حينها الفوز بالمباراة بسهولة.

و رغم المتعة في ممارسة لعبة شد الحبل الا أنه يفضل إتخاذ العديد من الإحتياطات أثناء ممارستها نظرا لأنها من الممكن أن تتسبب في عدد من الإصابات التى قد يكون بعضها خطيرا و الناجمة عن السقوط و إجهاد الظهر بجانب حدوث إصابات أخري نتيجة لف الحبل حول اليد أو الرسغ أو الصدمة من الارتداد المفاجئ إذا انقطع الحبل حيث قد يتسبب ذلك في تلف دائم للجسم مما يتطلب بتر الإصبع أو اليد أو حتى الذراع حيث يرجع سبب الإصابات في المقام الأول إلى الكمية الكبيرة من الطاقة الكامنة المخزنة في الحبل أثناء المنافسة فعندما يسحب كلا الجانبين للحبل يتم وضع شد عليه يؤدي إلى تمدده كما هو موصوف في قانون هوك و إذا تجاوز نقطة الانكسار فإن الطاقة الكامنة تتحول فجأة إلى طاقة حركية مما قد يتسبب في إصابات خطيرة .