إذا كنت تعيش فى الهند و تمر بقصة حب و ترغب فى الزواج من محبوبتك إلا أن ذلك يصطدم بمجموعة من العثرات و المشاكل من قبل العائلة و المجتمع فما عليك سوي التواصل مع منظمة تطوعية غير ربحية يطلق عليها إسم كوماندوز الحب و المنشئة خصيصا لمساعدة المحبين على الزواج و حمايتهم من أى مضايقات قد يتعرضون لها من قبل عائلاتهم الرافضين لتلك الزيجة و لمواجهة تقليد متبع يتعلق بتدخل الأباء فى ترتيب الزيجات و إختيار شريك الحياة للأبناء بحسب ثروته و مركزه الإجتماعي و نسبه بل و أحيانا بحسب لون بشرته و برجه دون الإكتراث الى مفهوم المودة و الحب و مشاعر الأبناء نحو ذلك الشريك و هو ما يدفعهم نحو الهروب من منازلهم للزواج بمن أحبوهم و هو تصرف كان يقابل بردود فعل عنيفة من قبل العائلات وصل بعضها أحيانا إلي حد إرتكاب جرائم جنائية و التى بحسب الإحصائيات تجاوزت 1000 جريمة سنويا في ظل تواطئ شرطي بعدم الإهتمام بحماية هؤلاء الأزواج بل على العكس قد ينحازون إلى رؤية الأباء و يتهمون الزوج بإختطاف عروسه و أحيانا إتهامه بإغتصابها .
و نتيجة لتلك المشاكل الإجتماعية المتجذرة داخل ” الهند ” تكون ” كوماندوز الحب ” و هى مؤسسة تطوعية تشكلت عام 2010 بفكرة من ” هارش مالهوترا ” الذى يعمل منسقا عاما لها و يتألف أعضائها من محاميين و صحفيين و نشطاء في مجال حقوق الإنسان و رجال أعمال و يرأسها حاليا ” سانجاي ساشديفا ” و هو أحد المؤسيين الأخرين لها و ذلك بغرض حماية هؤلاء المحبين و الأزواج من إنتقام الأباء و المتشددين دينيا عن طريق توفير أماكن معيشية سرية يقيمون فيها حتى تتحسن أحوالهم المادية مع تقديم تسهيلات للمحبين الراغبين فى الزواج و مساعدتهم على توثيق ذلك العقد فى السجلات الرسمية حيث بدأت أنشطتها تحت مسمى ” كوماندوز السلام ” و كان عملها ينحصر فى حماية المحبين من تدخلات المتشددين دينيا خلال عيد الحب و سرعان ما تم تطوير فكرتها لتكون حماية المحبين من أجل الزواج و تم تغيير إسمها الى ” كوماندوز الحب ” عام 2010 و ذلك بعد أن تقدم أحد الأباء ببلاغ الى الشرطة ضد أحد الأشخاص يتهمه فيه بإغتصاب إبنته و هى قاصر و تبنت الشرطة روايته و تم إعتقال ذلك الشاب و توجيه تلك الإتهامات إليه علي الرغم من أن الفتاة كانت بالغة و تعيش قصة حب مع ذلك الشاب لذلك أصبحت الحاجة الى وجود تلك المنظمة الحقوقية أمرا ملحا .
و نظرا للهدف النبيل من ” كوماندوز الحب ” بدء الألاف في طلب المساعدة منهم حيث تتلقى المنظمة اكثر من 300 مكالمة هاتفية يومية على خطهم الساخن لمشاكل من ذلك النوع ثم تقوم بإخفاء هؤلاء المحبين فى شبكة من البيوت الآمنة و السرية المنتشرة في جميع أنحاء “الهند” و تعمل علي إعالتهم عن طريق أموال يحصلون عليها من خلال التبرعات و هو ما دفع وسائل الإعلام إلي الإهتمام بها و محاولة تسليط الضوء علي أنشطتهم كان أبرزها حلقة في برنامج شهير يقدمه الفنان العالمي ” عامر خان ” الذي أستضاف رئيسها و أحد الأشخاص الذي قامت المنظمة بمساعدته و يدعى ” حكيم عبدول ” برفقة زوجته و هى حلقة ساهمت بشكل أكبر في زيادة شهرتها و تلقي مكالمات أكثر كثافة من أشخاص يطلبون مساعدتهم .
أقرأ أيضا : تعرف على عصابة جولابى التى تضم نساء محاربات بغرض تحقيق العدالة
و رغم نجاح ” كوماندوز الحب ” فى نشاطها الا أنها واجهت بعض من الأحداث المأساوية فبعد مرور خمسة أشهر من بث تلك الحلقة و فى عام 2012 تم التوصل الى مكان تواجد ” حكيم عبدول ” و إغتياله من قبل عائلة زوجته و رغم فداحة الحادث إلا أن المنظمة أستمرت في مباشرة أعمالها و قامت بالتكفل بحماية أرملته و إبنته كما واجهت أيضا بعضا من المواقف العصيبة ففى عام 2014 هربت إحدى الفتيات و التى يعمل والدها تاجر للكحوليات من مدينة ” أجرا ” و كان من ذوى النفوذ و لجأت هى و حبيبها الى تلك المنظمة التى قامت بإخفائهم و لكن نتيجة علاقات والدها المتشعبة قامت شرطة ” أجرا ” بعمليات بحث مكثفة و غير قانونية حتى توصلوا إلى مكانها عبر تتبع هاتفها المحمول و بعد ذلك تم إرسال مجموعة من المسلحين لتمشيط المكان للعثور علي الزوج و الزوجة من أجل تصفيتهم لولا تدخل شرطة ” نيودلهى ” فى اللحظات الأخيرة .
و مع مرور السنوات بدا من الواضح أن المنظمة قد أكتسبت الكثير من العداوات ففى عام 2019 تم إلقاء القبض على ” سانجاى ساشديفا ” بتهمة حبس شخصين و إبتزاز الأموال منهم و تهديدهم بإعادتهم الى عائلتهم و هى إتهامات واجهها رئيس المنظمة مدعيا أنها كيدية من أجل إيقاف أنشطتها و مع ذلك رغم تلك الإتهامات الا أنها الى الأن لا تزال تمارس عملها و يوجد لها موقعا على شبكة الانترنت لتلقى الرسائل من الأفراد الراغبين للمساعدة و أيضا لتلقي التبرعات .