كوكب نبتون هو ثامن أبعد الكواكب عن الشمس و أخرها فى ترتيب المجموعة الشمسية و رابعها من حيث الحجم الذى يعادل أربعة أضعاف كوكب الأرض و هو كوكب جليدى مثل أورانوس الذى يعتبر بمثابة توأمه الا أنه أكثر كثافة منه كما يتشابه مع الكواكب الغازية العملاقة الأخرى مثل المشترى و زحل فى أنه لا يمتلك سطح صلب مع امتلاك غلافه الجوى بغازى الهيدروجين و الهيليوم بالاضافة الى بعض المكونات الجليدية مثل الماء و الأمونيا و الميثان , و يعتبر نبتون هو الكوكب الوحيد الذى تم إكتشافه اعتمادا على التنبؤ الرياضي و ليس من خلال الملاحظة التجريبية نظرا لبعده الشديد عن الأرض لذلك فهو من الكواكب الصعب دراستها باستخدام التلسكوبات الأرضية التقليدية و هو بعيد جدا عن الشمس لدرجة ان سطوع ضوئها الذى نراه على كوكبنا اكثر بنحو 900 مرة من سطوعها على سطحه , و يمتلك كوكب نبتون على غرار أخيه أوروانوس قلب داخلى مكون من الجليد و الصخور و لكنه يختلف عنه بعدم وجود أجواء ضبابية به حيث يمتلك أنماط طقس نشطة يمكن مشاهدتها و هى مدفوعة بأقوى رياح مستدامة عن أي كوكب في النظام الشمسي كله و المتحركة بسرعات تتجاوز اكثر من ألفى كيلومتر فى الساعه لذلك فهو من أكثر الكواكب برودة كما أن لونه الأزرق الداكن يعتقد انه ناتج عن مكون غير معروف و ليس من الميثان مثل أورانوس .
و سمى كوكب نبتون بذلك الإسم نسبة الى إله البحر الروماني حيث تم الوصول اليه بعد رصد تغيرات غير متوقعة في مدار أورانوس دفعت العالم “أليكسيس بوفارد” للإعتقاد بأن ذلك يرجع لاضطراب فى الجاذبية من قبل كوكب غير معروف و بعد وفاته و بناء على ملاحظاته أستطاع العالمين “جون كوش آدامز و أوربان لو فيرييه ” الاقتراب من تحديد موقعه بشكل اكثر دقة حتى تم رصده تلسكوبيا عام 1846 من خلال العالم “يوهان جالي” فى الموقع الذي تنبأ به “لو فيرييه” و حتى اللحظة يمتلك نبتون 14 قمرا تم اكتشاف اكبرها و المسمى ” تريتون ” بعد 17 يوما فقط من اكتشاف الكوكب و يعتبر هو القمر الوحيد فى المجموعة الشمسية كلها الذي يدور حول كوكبه في اتجاه معاكس لدوران الكوكب نفسه مما يشير إلى أنه ربما كان يومًا ما كائنًا مستقلاً التقطه نبتون و هو قمر شديد البرودة تصل درجة حرارته الى -235 درجة مئوية تحت الصفر و رغم ذلك الا انه شوهد على سطحه ينابيع ساخنة تقذف مواد جليدية إلى أعلى لمسافة 8 كيلومترات و يلاحظ أن غلافه الجوى يزداد دفئا و لا يعرف السبب حتى اللحظة و بجانب الأقمار فلدى “كوكب نبتون” ما لا يقل عن خمس حلقات رئيسية و أربعة أقواس حلقية بارزة نعرفها حتى الآن تبدأ بالقرب من الكوكب و تتحرك للخارج و تسمى الحلقات الرئيسية جالي و ليفيرييه و لاسيل و أراجو و آدامز .
ما حجم و مسافة كوكب نبتون ؟
يبلغ نصف قطر ” كوكب نبتون ” 24622 كيلومترًا و هو أكبر بحوالي أربع مرات من الأرض و التى إذا أفترضنا أنها بحجم العملة المعدنية فإن نبتون بحجم كرة البيسبول كما يبعد عن الشمس بمتوسط مسافة 4.5 مليار كيلومتر أى ما يعادل 30 وحدة فلكية ( المسافة من الشمس إلى الأرض ) و من خلال هذه المسافة يستغرق ضوء الشمس 4 ساعات للانتقال من الشمس إلى نبتون .
ما هو مداره و دورانه ؟
يستغرق اليوم واحد على ” كوكب نبتون ” حوالي 16 ساعة (الوقت الذي يستغرقه نبتون للدوران حول نفسه دورة كاملة ) كما يقوم بدورة كاملة حول الشمس (سنة واحدة بتوقيت نبتون ) في حوالي 165 سنة أرضية (60190 يومًا أرضيًا) .
و من الملاحظ أنه في بعض الأحيان يكون “نبتون” أبعد عن الشمس من “كوكب بلوتو” القزم بسبب أن مدار “بلوتو” يعتبر غريب الأطوار لأنه بيضاوي الشكل و الذى يجلبه للدخول إلى مدار نبتون لفترة تستغرق 20 عامًا مرة كل 248 سنة أرضية و بسبب ذلك يكون “بلوتو” أقرب إلى “الشمس” من “نبتون” و هو ما حدث مؤخرًا فى الفترة ما بين اعوام 1979 و ختى 1999 الا انه و رغم الدخول الى المدار الا ان الكوكبين من الصعب ان يصطدمان لأن كل ثلاث دورات يدور فيها “نبتون” حول “الشمس” يصنع “بلوتو” دورتين اثنين فيمنع هذا النمط المتكرر الاقتراب بين الجسمين .
و يميل محور دوران “نبتون” بمقدار 28 درجة بالنسبة لمستوى مداره حول الشمس و هو مشابه للميل المحوري لكوكبى المريخ و الأرض و هذا يعني أن نبتون يمر بالمواسم تمامًا كما نفعل هنا على كوكبنا و مع ذلك و نظرًا لأن عامه طويل جدًا فيستمر كل فصل من الفصول الأربعة لأكثر من 40 عامًا .
كيف تشكل كوكب نبتون ؟
تشكل ” كوكب نبتون ” عندما تشكلت باقي المجموعة الشمسية منذ حوالي 4.5 مليار سنة عندما سحبت الجاذبية الغاز و الغبار الملتف إلى الداخل ليصبح هذا العملاق الجليدي و على غرار ” كوكب أورانوس ” من المحتمل أن “نبتون” كان أقرب إلى الشمس ثم انتقل إلى النظام الشمسي الخارجي منذ حوالي 4 مليارات سنة ليستقر فى مداره و يكون هو الكوكب الثامن .
بناء نبتون
يعتبر ” كوكب نبتون ” مع ” أورانوس ” من عمالقة الجليد في النظام الشمسي الخارجي حيث يتكون معظم كتلته أى 80٪ أو أكثر من الكوكب من سائل كثيف ساخن من المواد “الجليدية” مثل الماء و الميثان و الأمونيا فوق نواة صخرية صغيرة و التى بالقرب منها ترتفع درجة الحرارة الى 5100 درجة مئوية و من بين كل الكواكب العملاقة يعد “نبتون” هو الأكثر كثافة و يعتقد العلماء أنه قد يكون هناك محيط من الماء شديد السخونة تحت سحب نبتون الباردة و لكنها لا تغلي لأن الضغط العالي الموجود بشكل لا يصدق يبقيها مغلقًة بالداخل .
و بصفته عملاقا جليديا لا يمتلك ” كوكب نبتون ” سطحًا صلبًا حيث يمتد غلافه الجوي المكون في الغالب من الهيدروجين و الهيليوم و الميثان إلى أعماق كبيرة و يندمج تدريجيًا في الماء و الجليد الذائب الآخر الموجود فوق النواة الصلبة التى تعادل كتلتها نفس كتلة الأرض تقريبًا .
و يتكون الغلاف الجوي لنبتون في الغالب من الهيدروجين و الهيليوم مع القليل من الميثان و هو مثل “أورانوس” المجاور يمتاز بلونه الأزرق و لكن بصورة أكثر إشراقًا لذلك فيعتقد أن هناك مكون غير معروف يسبب ذلك اللون الكثيف و اللامع كما أنه الكوكب الأشد رياحًا في نظامنا الشمسي و التى يعتقد أنها أقوى بثلاث مرات من رياح المشتري و أقوى بتسع مرات من رياح الأرض حيث تسقط هذه الرياح سحب الميثان المتجمدة عبر الكوكب بسرعة تزيد عن 2000 كيلومتر في الساعة و فى عام 1989 لوحظ عاصفة كبيرة بيضاوية الشكل في نصف الكرة الجنوبي لنبتون أطلق عليها اسم “البقعة المظلمة العظيمة” و التى كانت كبيرة بما يكفي لاحتواء الأرض بأكملها ثم اختفت تلك العاصفة منذ ذلك الحين و لكن ظهرت عاصفة جديدة في أجزاء أخرى و مختلفة من الكوكب .
هل له غلاف مغناطيسى ؟
يميل المحور الرئيسي للمجال المغناطيسي لنبتون بنحو 47 درجة مقارنة بمحور دوران المجال المغناطيسى لأورانوس الذي يميل محوره المغناطيسي بحوالي 60 درجة من محور الدوران حيث يخضع ذلك المجال المغناطيسى لتغيرات خلال كل دوران بسبب هذا الاختلال في المحاذاة و يعتبر أقوى بحوالي 27 مرة من المجال المغناطيسي للأرض .
هل يمكن الحياة على كوكب نبتون ؟
تعتبر بيئة ” كوكب نبتون ” ليست مواتية للحياة كما نعرفها و ذلك بسبب أن درجات الحرارة و الضغوط و طبيعة الغلاف الجوى و المواد التي تميز هذا الكوكب تعتبر قاسية للغاية و متقلبة بحيث يتعذر على الكائنات الحية التكيف معها .
ما هى المركبات الفضائية الخاصة بنبتون ؟
سجل العالم “جاليليو” “كوكب نبتون” كنجم ثابت فى ملاحظاته التى دونها و رصدها باستخدام تلسكوبه الصغير خلال عامي 1612 و 1613 و و بعد أكثر من 200 عام تم رصد “نبتون” فى مداره باعتباره كوكبا عام 1846 و بعد أكثر من 140 عامًا أصبحت “فوييجر 2” التابعة لوكالة ناسا المركبة الفضائية الأولى و الوحيدة التي تدرس “نبتون” عن قرب عام 1989 و التى قامت بجمع ثروة من المعلومات حوله هو و أقماره و أكدت الأدلة على وجود حلقات خافتة حوله مثل الكواكب الغازية الأخرى كما يستخدم العلماء أيضًا “تلسكوب هابل” الفضائي و التلسكوبات الأرضية القوية لجمع المزيد من المعلومات حول ذلك الكوكب البعيد .