كوكب بلوتو كان يوما تاسع أبعد الكواكب عن الشمس فى ترتيب المجموعة الشمسية لفترة أستمرت أكثر من سبعين عاما قبل أن يتم إستبعاده منها عام 2006 من قبل الاتحاد الفلكى الدولى بإعتباره كوكبا قزما بعد اكتشاف العديد من الأجسام ذات الحجم المماثل في حزام كايبر التى تتميز بتكويناتها من الجليد و الصخور و هو كوكب صغير نسبيا و ذات عرض يعادل نصف الولايات المتحدة و عاشر أكبر جسم معروف يدور مباشرة حول الشمس حيث يمثل حجمه ثلث حجم القمر تقريبا و كتلته السدس لذلك فلا يرى بالعين المجردة فى السماء ليلا و لكن يمكن رصده بالتليسكوبات المتطورة , و يعتبر كوكب بلوتو فى حد ذاته عالم معقد و غامض ليس لبعده فى النظام الشمسى فقط و لكن لاحتوائه على جبال و وديان و سهول و حفر و ربما أنهار جليدية بعكس سابقيه من الكواكب الغازية مثل المشترى و زحل أو الجليدية مثل أورانوس و نبتون اضافة الى دورانه فى مدار بيضاوى الشكل حول الشمس يجعله فى بعض من الأحيان يدخل فى مدار جاره كوكب نبتون و يكون أقرب للشمس عنه لفترة تصل الى عشرين عاما و رغم امكانية تصادمهم نظريا لوقوعهم فى مدار واحد الا انه لحسن الحظ من الصعب حدوث ذلك عمليا نتيجة رنينه المدارى المستقر مع نبتون .
و سمى ” كوكب بلوتو ” بذلك الإسم نسبة الى إله العالم السفلى عند الرومان حيث تم اكتشافه عام 1930 على يد عالم الفلك الامريكى ” كلايد تومبو ” ثم أرسل اكثر من 1000 اقتراح من جميع انحاء العالم لتسميته حتى تم الاستقرار على هذا الاسم الذى اقترحته فتاة انجليزية تبلغ من العمر 11 عاما و تدعى ” فينيسيا بورني ” و هو كوكب رغم صغر حجمه الا أنه لديه خمسة أقمار أكبرهم هو القمر شارون الذى يبلغ حجمه نصف حجم “بلوتو” نفسه بشكل يجعله أكبر قمر بالنسبة للكوكب الذي يدور حوله في نظامنا الشمسي و غالبًا ما يشار إلى “بلوتو و شارون” على أنهما كوكب مزدوج حيث يستغرق مداره حول بلوتو 153 ساعة و هو نفس الوقت الذي يستغرقه الكوكب لإكمال دورة واحدة و هذا يعني أن شارون يحوم فوق نفس البقعة على سطح بلوتو و لا يشرق أو يغرب اضافة الى أربعة أقمار أخرى غير منتظمين الشكل و هم نيكس و هيدرا و كيريبيروس و ستيكس حيث يعتقد ان تلك الأقمار قد تشكلت نتيجة تصادم بين بلوتو وجسم آخر مماثل الحجم في وقت مبكر من تاريخ النظام الشمسي .
ما حجم و مسافة كوكب بلوتو ؟
يبلغ نصف قطر “كوكب بلوتو” 1151 كيلومترًا بعرض يكافئ 1/6 الأرض تقريبا و التى إذا أفترضنا أنها بحجم العملة المعدنية فسيكون “بلوتو” بحجم نواة الفشار كما يبعد عن الشمس بمتوسط مسافة تبلغ 5.9 مليار كيلومتر أى ما يعادل 39 وحدة فلكية عن الشمس ( المسافة من الشمس إلى الأرض ) و من خلال هذه المسافة فيستغرق ضوء الشمس 5.5 ساعة للانتقال من الشمس إلى بلوتو .
و إذا كنت ستقف يوما على سطح ” كوكب بلوتو ” في الظهيرة فستكون درجة سطوع الشمس بنسبة 1 الى 900 مقارنة بظهورها على الأرض و 300 ضعف سطوع قمرنا الكامل و اذا اردت ان ترى نسبة ذلك السطوع بشكل عملى على الأرض فهناك لحظة كل يوم بالقرب من غروب الشمس يكون فيها الضوء هو نفس سطوع منتصف النهار على “بلوتو” .
ما هو مداره و دورانه ؟
يستغرق اليوم الواحد على “كوكب بلوتو” حوالي 153 ساعة (الوقت الذي يستغرقه بلوتو للدوران حول نفسه دورة كاملة ) كما يقوم بدورة كاملة حول الشمس (سنة واحدة بتوقيت بلوتو ) في حوالي 248 سنة أرضية ( 90520 يومًا أرضيًا ) و هو يتحرك فى مدار غير معتاد مقارنة بباقى الكواكب لأنه يتخذ مسار بيضاوي و كانت أقرب نقطة للكوكب الى الشمس فى الفترة ما بين اعوام 1979 و حتى 1999 حيث كان فيها أقرب إلي الشمس من ” نبتون ” .
كما يميل محور دوران الكوكب بمقدار 57 درجة بالنسبة لمستوى مداره حول الشمس لذا فهو يدور على جانبه تقريبًا فى دورانًا عكسيا مثل كوكب الزهرة و أورانوس .
كيف تشكل كوكب بلوتو ؟
يعتبر “كوكب بلوتو ” هو عضو في مجموعة من الأجسام التي تدور في منطقة تشبه القرص خارج مدار “نبتون” تسمى “حزام كايبر” و الذى يمتلئ بالآلاف من العوالم الجليدية المصغرة التي تشكلت في وقت مبكر من تاريخ نظامنا الشمسي منذ حوالي 4.5 مليار سنة حيث تسمى هذه الأجسام الصخرية الجليدية أجسام حزام كايبر أو الأجسام العابرة للنبتون أو البلوتويات .
بناء بلوتو
يبلغ قطر ” كوكب بلوتو ” حوالي ثلثي قطر قمر الأرض و من المحتمل أن يكون له قلب صخري محاط بغطاء من الجليد المائى ثم طبقة تغطى السطح من الميثان و النيتروجين و هو كوكب ذات كثافة منخفضة .
و يتميز سطح ” كوكب بلوتو ” بالجبال و الوديان و السهول و الحفر و يعتقد أن درجة حرارته تتراوح ما بين -226 إلى -240 درجة مئوية و تتكون جباله من كتل كبيرة من جليد الماء التى أحيانًا بها طبقة من الغازات المجمدة مثل الميثان و يبلغ ارتفاع أطول جبالها ما بين 2 إلى 3 كيلومترات كما تصل مسافة الأحواض و الوديان الطويلة إلى 600 كيلومتر و تنتشر به الحفر التي يصل قطرها إلى 260 كيلومترًا و يبدو أن أبرز السهول التي لوحظت على “بلوتو” مصنوعة من غاز النيتروجين المجمد .
و يتمتع ” كوكب بلوتو ” بغلاف جوى رقيق و ضعيف يتكثف عندما يقترب من الشمس و ينهار عندما يتحرك بعيدًا عنها على غرار المذنبات فعندما يكون قريبًا من الشمس يتبخر الجليد على سطحه و يتحول من صورته الصلبة الى الغازيه و يرتفع لأعلى مشكلا غلافًا جويًا رقيقًا مؤقتا و تقوم جاذبيته المنخفضة (حوالي 6٪ من جاذبية الأرض) في زيادة امتداد ذلك الغلاف ليكون على ارتفاع أكبر من الغلاف الجوي لكوكبنا و عندما يسافر بعيدًا عن الشمس يتجمد الجزء الأكبر من ذلك الغلاف للكوكب و يسقط كثلج على السطح .
هل له غلاف مغناطيسى ؟
من غير المعروف عما إذا كان ” كوكب بلوتو ” يمتلك مجالًا مغناطيسيًا لكن حجمه الصغير و دورانه البطيء يوحيان بالقليل أو لا شيء على الإطلاق .
هل يمكن الحياة على كوكب بلوتو ؟
فى ظل درجات الحرارة المنخفضة على ” كوكب بلوتو ” يوجد الماء و هو أمر حيوى للحياة كما نعرفها و رغم ذلك الا ان سطحه يعتبر شديد البرودة لذلك فمن غير المحتمل ان توجد حياة هناك الا انه رغم انخفاض درجات الحرارة فإن الجزء الداخلي من الكوكب أكثر دفئًا و يعتقد البعض أنه قد يكون هناك محيط عميق في الداخل .
أقرأ أيضا : أشهر تسعة ظواهر فضائية غامضه داخل مجموعتنا الشمسيه
ما هى المركبات الفضائية الخاصة ببلوتو ؟
حاز ” كوكب بلوتو ” و تكوينه على اهتمام علماء وكالة ناسا من اجل استكشافه و دراسته حيث ساعدت الصور الملتقطة من تلسكوب هابل الفضائي في العثور على الأقمار الأربعة الأصغر الا انه و رغم قوة ذلك التليسكوب الا ان الصور كانت ضبابيه و غير واضحه نظرا لبعد ذلك الكوكب الامر الذى دفع الوكالة الى ارسال المركبة الفضائيه ” نيو هورايزونز ” فى يناير عام 2006 فى رحلة استغرقت عشر سنوات لتحلق بالقرب من بلوتو فى صيف عام 2015 حيث التقطت صورا دقيقه للكوكب و اكدت ان ثلثيه مكون من الصخور اما الثلث الاخر فهو من الجليد بالاضافه الى اكتشافهم ان الاقمار الاضغر حجما تدور بشكل أسرع من الاقمار اللتى تتبع الكواكب الاخرى لتنطلق المركبه بعد انهاء مهمتها على ذلك الكوكب لدراسة المزيد حول حزام كايبر .