خلال فترة الثمانينيات اجتاحت صناعة السينما موجة من أفلام الجريمة و الرعب التى تفنن فيها المخرجين بإضافة مشاهد عنيفة و مقززة و بشكل شديد الواقعيه ليس لخداع المشاهدين فقط و لكن لرجال الشرطة الذين كانوا يظنون فى بعض الاحيان انها جرائم حقيقيه حيث تبارى المخرجين بالتركيز على المشاهد المرعبة و العنيفة و تقديمها بشكل تفصيلى الى الجمهور و من تلك الأفلام يأتى فيلم كانيبال هولوكوست او محرقة أكلى لحوم البشر الذى انتج عام 1980 فى صدارة القائمة و التى فاقت بشاعته كل حدود العقل لدمويته المبالغ فيها من ذبح لحيوانات حقيقيه و قتل للبشر بأبشع الطرق و التغذى عليهم بشكل واقعى وصل لدرجة القاء القبض على مخرجه و توجيه اتهام بقتل ممثليه فى تلك المشاهد نظرا لاختفائهم و عدم تمكن احد من الوصول اليهم , و رغم سمعة الفيلم السيئة التى تسببت فى منعه من العرض داخل العديد من البلدان الا ان كواليسه لم تختلف كثيرا عن ما قدم و هذا ما سنوجزه فى ذلك المقال .
كانت بداية الفيلم باتصال أحد موزعى الأفلام في “ألمانيا الغربية” بالمخرج الايطالى “روجيرو ديوداتو” ليطلب منه اخراج فيلم مشابه لاحد اعماله السابقة التى تحدثت عن آكلي لحوم البشر و الذى وافق على طلبهم و ذهب على الفور بحثًا عن منتج و يقع اختياره على صديقه “فرانشيسكو بالاجي ” و الذان توجها إلى “كولومبيا” لاستكشاف مواقع التصوير التى تصلح لقصة الفيلم و التى تتناول ( مهمة إنقاذ تحت اشراف احد الاساتذة الجامعيين و الذى يدعى ” هارولد مونرو ” للبحث عن طاقم تصوير مفقود فى غابات الأمازون المطيره حيث يتوصل الى أن افراد الطاقم تم قتلهم بعد تسببهم لمشاكل كبيرة للقبائل التى تسكن فى تلك المنطقة و استطاع الحصول على شرائط تصوير قام ذلك الطاقم بتصويرها لتوثيق رحلتهم و تقرر قناة تلفزيونية أمريكية عرض الأشرطة و لكن ” مونرو ” يرفض ذلك و طلب رؤيتها بمفرده أولا حيث يصدم من محتواها المليئ بمشاهد وحشية من قتل و تعذيب و تقطيع لأطراف و أكل للحوم البشر و مشاهد عرى واغتصاب و بعد انتهائه منها يشعر بالاشمئزاز و يطلب من القناة عدم إذاعتها توافق اخيرا على طلبه ) .. و بعد استقرار المخرج على اماكن التصوير قرر ان يكون الفيلم ناطقا باللغة الإنجليزية من أجل جذب جمهور أوسع و إضفاء مصداقية اكبر و لسهولة توزيعه فى اوروبا قرر ان يكون ابطاله ايطاليين و لكن يتحدثون اللغة الانجليزيه و بدء تصوير ” كانيبال هولوكوست ” فى يونيو عام 1979 ليتم الانتهاء منه و اصداره فى العالم التالى حيث تخلل تلك الفترة من التصوير مشاكل جمه كانت بمثابة اللعنة على الفيلم و طاقمه حتى بعد اصداره و التى كانت كالتالى :
عدم شعور الممثلين بالراحه خلال انتاج كانيبال هولوكوست
خلال احدى المقابلات قال الممثل ” جابرييل يورك” الذى قام بدور ” ألان ياتيس ” إن المخرج “ديوداتو” أظهر مستوى من القسوة غير المفهومة خلال تصوير ” كانيبال هولوكوست ” و دائما ما كان يدخل في نقاشات و جدالات طويلة للغاية مع طاقمه و فاشلا في دفع رواتب أعضاء فريق التمثيل في الوقت المحدد كما انه كان يجبر الممثلة ” فرانشيسكا كياردى ” على التعرى امام الشاشه و كلما ترفض يقوم بتوبيخها و كان لديه إصرار غير مبرر على القتل الوحشي للعديد من الحيوانات من أجل اضفاء الواقعية بالاضافة الى معاملته القاسيه للمجاميع الذين كانوا يؤدون ادوار أكلى لحوم البشر و الذين لم يتلقوا أجورهم مع وضعهم فى مواقف خطيرة مثل إجبارهم على البقاء داخل كوخ محترق لفترة طويلة من الزمن كما أن ” يورك ” شعر بالضيق حين قام بتصوير مشهد اغتصاب لفتاة محلية و الذى أثر عليه نفسيا بشكل سلبى دفعه الى انهاء علاقته مع صديقته فور عودته من الامازون … كما دخل المخرج فى سجالات كثيرة مع الممثل ” روبرت كيرمان ” الذى قام بدور البروفسير ” هارولد مونرو ” و الذى اعرب عن كراهيته للمخرج ” ديوداتو ” فى العديد من المقابلات و اتهامه بأنه شخص سادى و عنصرى خاصة مع الممثلين اللاتينين كما قال الممثل ” بيرى بيركنان ” الذى قام بدور ” جاك اندرز ” انه بكى كثيرا أثناء تصويره مشهد يتم فيه ذبح سلحفاه .
و بجانب المشاكل بين المخرج و الممثلين جاءت الأخبار السيئة من الخارج خلال تصوير الفيلم عندما علم الممثل “ليونيلو بيو دي سافويا” و الذى قام بدور ” ميجيل ” بأن والده قد توفى نتيجة جريمة قتل حيث ظهر ذلك الممثل فى الخلفية و هو يبكى على وفاة والده بشكل حقيقى خلال تصوير احدى المشاهد و فى حين أن التفاصيل حول جريمة القتل شحيحة الى أن المخرج أضطر الى تأجيل التصوير لأيام حتى يتمكن “دي سافويا” من العودة إلى المنزل لحضور جنازة والده بالاضافة الى تأخرات اخرى نتيجة هبوب العواصف و هطول الامطار الغزيرة .
مشاهد قتل الحيوانات حقيقيه
التعامل مع الحيوانات فى أفلام السينما الامريكيه لها طبيعة خاصه حيث توضع قواعد صارمه لضمان منع تعرض الحيوانات للقسوة فى مواقع التصوير حيث تراقب منظمات الرفق بالحيوان تصوير مشاهد الافلام التى تحتوى على حيوانات للتأكد من عدم تعرضهم لأى اعمال وحشيه بالاضافة الى اعتماد السينما المعاصرة على تقنيات خداعية حديثه من خلالها يكون من السهل اظهار الحيوانات و مصارعتها و أيضا قتلها و هو ما لم يكن متوفرا خلال سنة انتاج ” كانيبال هولوكوست ” و الذى صور فى وسط غابات الأمازون حيث لاقت معظم الحيوانات التى شاركت فيه نهاية دموية قاسيه حيث تم قتلهم بالفعل للحصول على الواقعية المطلوبه فعلى على مدار أحداث الفيلم تم قتل ثعبان و سلحفاة بحرية و قردين و أحد الخنازير و الذى كان خلال تصوير مشهد قتله فقد الممثل ” جابرييل يورك” أعصابه و لم يتمكن من إكمال حديثه بالمشهد بعد سماع صيحات الخنزير المحتضر بالاضافة الى تقيوء فريق العمل خلال احد المشاهد التى ذبح فيها أحد القرود لذلك فقد كان من الطبيعى أن يلاقى الفيلم هجوما واسعا من منظمات الرفق بالحيوان فى كافة انحاء العالم .
اتهام مخرج كانيبال هولوكوست بقتل الممثلين
و لم تتوقف لعنات فيلم ” كانيبال هولوكوست ” على حد انتاجه فقط فبعد الانتهاء منه قام الممثلين الرئيسيين بتوقيع عقود تلزمهم بعدم الظهور فى أى وسيلة اعلاميه لمدة عام بعد صدوره حيث اراد المخرج أن يكون عنصر اللقطات الموجودة في فيلمه قابلاً للتصديق قدر الإمكان إذا ما ابتعد ممثلوه عن وسائل الإعلام الا أنه تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فبعد مرور عشرة أيام على طرحه فى دور العرض تم القاء القبض على ” روجيرو ديوداتو ” ليمثل أمام احدى المحاكم في إيطاليا لانتهاكه المعايير الاخلاقيه خلال تصويره للفيلم و بعد فحصه و مشاهدة احداث القتل التى حدثت للابطال خلال احداثه و عدم التوصل الى اماكن الممثلين الذين قاموا بتلك المشاهد اعتقدت المحكمة بأنها حقيقية بالفعل و تم اتهامه بقتلهم و هذا ما معناه العقوبة بالسجن مدى الحياه حال ادانته و نظرا لخطورة الموقف اتصل المخرج بالممثلين الذين قدموا على الفور ليظهرون فى احد البرامج التلفزيونيه الايطاليه لاظهار برائته كما قدم المخرج صورا لاحدى الممثلات التى قتلت فى الفيلم و هى تتفاعل مع الطاقم بعد تصوير المشهد لتسقط عنه تهمة القتل من قبل المحكمة التى اصدرت احكاما أخرى بحظر الفيلم و حبس المخرج و المنتجين و بعض من افراد الطاقم لاربعة أشهر مع ايقاف التنفيذ بتهمة العنف و القسوة مع الحيوانات .
على حد انتاجه فقط فبعد الانتهاء منه قام الممثلين الرئيسيين بتوقيع عقود تلزمهم بعدم الظهور فى أى وسيلة اعلاميه لمدة عام بعد صدوره حيث اراد المخرج أن يكون عنصر اللقطات الموجودة في فيلمه قابلاً للتصديق قدر الإمكان إذا ما ابتعد ممثلوه عن وسائل الإعلام الا أنه تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فبعد مرور عشرة أيام على طرحه فى دور العرض تم القاء القبض على ” روجيرو ديوداتو ” ليمثل أمام احدى المحاكم في إيطاليا لانتهاكه المعايير الاخلاقيه خلال تصويره للفيلم و بعد فحصه و مشاهدة احداث القتل التى حدثت للابطال خلال احداثه و عدم التوصل الى اماكن الممثلين الذين قاموا بتلك المشاهد اعتقدت المحكمة بأنها حقيقية بالفعل و تم اتهامه بقتلهم و هذا ما معناه العقوبة بالسجن مدى الحياه حال ادانته و نظرا لخطورة الموقف اتصل المخرج بالممثلين الذين قدموا على الفور ليظهرون فى احد البرامج التلفزيونيه الايطاليه لاظهار برائته كما قدم المخرج صورا لاحدى الممثلات التى قتلت فى الفيلم و هى تتفاعل مع الطاقم بعد تصوير المشهد لتسقط عنه تهمة القتل من قبل المحكمة التى اصدرت احكاما أخرى بحظر الفيلم و حبس المخرج و المنتجين و بعض من افراد الطاقم لاربعة أشهر مع ايقاف التنفيذ بتهمة العنف و القسوة مع الحيوانات .
أقرأ أيضا : تعرف على فيلم زئير المصنف بأنه أخطر فيلم تم تصويره عبر التاريخ
و رغم كل تلك المشاكل التى شهدها ” كانيبال هولوكوست ” الا انها لم تنتهى حيث أصيب الجمهور و النقاد بالصدمة بمجرد طرحه فى دور العرض لاحتوائه على مشاهد عنف و وحشية مبالغ فيها بشكل أدى الى حظره فى اكثر من 50 دولة فى ذلك الوقت و يدخل مخرجه فى معارك قضائية للسماح بعرضه الى ان تم رفع الحظر عنه مؤخرا فى بعض منها بينما لا تزال دول اخرى ملتزمة بمنع عرضه مثل “نيوزلاندا” التى تعتقد انه عنيف للغاية بشكل لا يمكن السماح له بالعرض على الاطلاق و بعد مرور سنوات على انتاجه اعلن المخرج ” ديوداتو ” ندمه على اخراجه ذلك العمل و تمنى ألا تكون عمليات قتل الحيوانات فيه قد حدثت بينما تبرء منه الممثل “روبرت كيرمان ” لأنه يعتقد أنه أخره من الحصول على أدوار سينمائيه قد تساهم فى زيادة شهرته بشكل اكبر .